آخر الأخبارأخبار محلية

عبودية في لبنان.. خفايا مثيرة جداً وهذه هويّة الضحايا!

في حديث عبر “بلينكس”، تقول ماريا عاصي، المديرة التنفيذية في جمعية “بيوند” المعنيّة بالنازحين السوريين، إنّ عدم حصول الأطفال النازحين على حقهم بالتعليم جعلهم عرضة للاستغلال لدرجة تصل إلى العبودية، وقالت: “خفايا المجتمع كثيرة وما تكشفه الظواهر الكثيرة عن واقع الأطفال السوريين تؤكد وقوعهم في براثن الجريمة والاستغلال الجنسي وغيره من الأمور الخارجة عن المألوف”.

أكثر من نصف مليون طفل

بحسب “بلينكس”، فإن البيانات المتوافرة حالياً تكشف عن أن هناك 600 ألف طفلٍ سوريّ تحت عمر الـ14 عاماً موجودون في لبنان، وجميع هؤلاء يُعتبرون في سن التعليم. هنا، تقول عاصي إنّ هذا الرقم مرشّح أن يكون مرتفعاً أيضاً، لا سيما أنّ أفواجاً من النازحين ما زالت تدخل يومياً إلى لبنان، وبالتالي لا إمكانية لإحصاء أعداد هؤلاء في الوقت الراهن.

خلال تصريحها، تضيف عاصي: “البيانات الأساسية الخاصة بأعداد السوريين ما زالت موجودة لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والحكومة اللبنانية تطالب بالحصول عليها. المسألة بحاجة إلى وقت، لكنه من الضروري جداً معرفة أعداد النازحين من أجل الوصول إلى آليات شفافة وواضحة للحل”.

الخبير في الشركة الدولية للمعلومات المُختصة بالإحصاء في لبنان محمد شمس الدين، يقول لـ”بلينكس”، إنّ هناك ما يقارب الـ250 ألف طفلٍ سوري يتلقون التعليم ضمن المدارس في لبنان، وتحديداً الرسميّة منها.

ما قاله شمس الدين يتوافق أيضاً مع الرقم الذي طرحته عاصي في حديثها، لكنها تحدثت عن مُعضلة كبيرة ترتبط بـ350 ألف طفل نازحٍ لا يتلقون التعليم، وتقول: “350 ألف طفل لا يتلقون التعليم، هو رقم كبير جداً مقابل نسبة الأطفال الذين يستفيدون من هذا الحق، والبالغ عددهم 250 ألفاً. الأرقام وحدها كفيلة للإشارة إلى أنّ الأزمة كبيرة وتستوجب معالجة حقيقية وجذرية”.

مدارس “لمن استطاع إليها سبيلاً”

معضلة أخرى تظهر أيضاً في سياق المقاربة الخاصة بإمكانية تلقي الأطفال النازحين التعليم، وتقول عاصي إنّ هناك ظروفاً صعبة تحكم على الكثير منهم عدم الحصول على ذلك الحق.

توضح عاصي لـ”بلينكس”، أنّ هناك 6 إلى 7 آلاف مخيم في لبنان، وتقول: “بعض هذه التجمعات موجود في المناطق الجردية وعلى ضفاف الأنهار.. كيف يمكن للأطفال هناك أن يتلقوا التعليم، ما دام أنه لا مدارس في محيطهم؟ هؤلاء ليسوا قادرين على اكتساب ذاك الحق”.

وتكمل: “في لبنان، التعليم للسوريين يحصل في فترة ما بعد الظهيرة ضمن المدارس. هناك طلابٌ وبسبب عدم قدرتهم على دفع تكاليف النقل، يضطرون إلى الانتقال سيراً على الأقدام مسافاتٍ طويلة بين منازلهم ومدارسهم لا سيما في محافظتي البقاع (شرق لبنان) وعكّار (شمال لبنان)”.

وتضيف: “مهما توجهنا إلى العائلات السورية وعملنا على صقلهم معنوياً وفكرياً وقمنا بتشجيعهم على دفع أبنائهم إلى التعليم، سيصطدمون بمعضلة وهي قدرة أطفالهم على الذهاب إلى المدرسة وعودتهم إليها خلال ساعات متأخرة من النهار. الأمر هذا يمثل عقدة لا يراها الكثيرون”.

العمل “أفضل لنا”

“بلينكس” التقت طفلين من النازحين السوريين في محافظة جبل لبنان. الأول يُدعى عمر (13 عاماً) قال إنّه فضّل العمل و”تعلّم مهنة الحلاقة”، على أن يذهب إلى المدرسة ويتلقى العلوم التي لا يحبها.

ويضيف المراهق: “عائلتي بحاجة إليّ لاحقاً، جميعنا في المنزل نعمل ما عدا إخوتي الصغار، الواقع يفرض ذلك، فكيف يمكننا العيش؟”.

الطفل الثاني يُدعى عبد (10 سنوات) وهو يعمل في بيع القهوة، ويقول إنّه آثر العمل الآن، لأنه لا يحبّ الذهاب إلى المدرسة، ويضيف: “هنا أرى الناس وأحبّ ما أقوم به، ولكن إن تمكنت من العودة إلى المدرسة لاحقاً، فسأقوم بذلك مع شقيقتي الصغرى”.

ويكمل: “أحب سوريا فهي بلدي وإن تمكنت عائلتي من العودة إلى هناك، فسأكون معهم من أجل العمل فيها”.

الطفل اللبناني.. ضحية أيضاً


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى