آخر الأخبارأخبار محلية

باسيل يرى في فرنجية استعادة للـترويكا

كتبت هيام قصيفي في” الاخبار”: كثيرة هي الأسباب التي تجعل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل يرفض ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. لكنّ واحداً من أهمها رفضه تكرار مشهد ترويكا التسعينيّات.

Advertisement

في عظته الأخيرة، الأحد الفائت، قال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي «إن العودة إلى نغمة الترويكا ولّت، لأنها تعطل التآلف بين السلطات والفصل في ما بينها». يتقاطع موقف الراعي مع نظرة باسيل الى احتمال حصول مشهد رئاسي متكامل بين رئيس الجمهورية المقبل ورئيس مجلس النواب، وهذا يذكّر بممارسات تلك المرحلة والإمساك بمفاصل البلد، ويجعل من الصعب على أي فريق ممثّل في مجلس النواب بقوة، عددياً وسياسياً، أن يكون له دور في المشهد السياسي، إذا تمكّن بري وفرنجية من التحكم بإدارة اللعبة الداخلية. ومن سابع المستحيلات أن يرتضي باسيل بتكرار سنوات التسعينيّات لأكثر من سبب يتخطّى واقع تصدّره المشهد السياسي في السنوات الأخيرة، وصعوبة تراجعه لمصلحة خصمه. لأن المشكلة ستكمن لاحقاً في أن هذا التشابك بين رئيس مجلس النواب ورئاسة الجمهورية سيهمّش القوى الأخرى، وفي مقدمها القوى المسيحية، وهذا الأمر لا ينطبق فحسب على التيار الوطني الحر. إضافة الى أنه سيكرّس مجدداً أعرافاً حاول التيار، رغم أخطاء كثيرة ارتكبت على الطريق، وحتى مع خصومه المسيحيين، كسرها في السنوات الأخيرة. وقد تكون مشكلة باسيل الأولى، اليوم، في إقناع هذه القوى بكيفية مواجهة هذا السيناريو، بعد فقدان عامل الثقة بينه وبينها، علماً أن هذه القوى، المعارضة تحديداً، يمكن أن تتلاقى مصالحها مع مصلحة التيار في رفض ترشيح فرنجية، لأن الخسائر ستصيبها كما ستصيبه.
والمشكلة الأخرى تتعلق مرة أخرى في موقع حزب الله من المفاضلة بين حليفَيه بري وباسيل، ولا سيما أن الحزب لم يتمكن من إقناع الأخير بموضوع تأليف الحكومة فأصرّ على السير بشروطه الى أن أصبحت حكومة تصريف أعمال. لكنّ وضع الحكومة، على أهميته، يظلّ مضبوطاً ومقاربته أخف وطأة وأضراره أكثر قابلية للمعالجة، من احتمال سير حزب الله في ترشيح فرنجية في صورة علنية وجازمة. وما دام الحزب حتى تاريخه لا يزال يتعامل مع هذا الترشيح بهدوء ومن دون ضغط سياسي وتجييش لترشيح فرنجية، يصبح تحييد بري الخطوة التالية لمنع تطور السيناريو المرسوم نحو خطوات عملانية تجعل المعركة مفتوحة. لأن باسيل لا يناور في موقفه، ولا سيما أن نهاية العهد وإن أصابته بأضرار، تسمح له بهامش أكبر من المعارك، ورئاسة الجمهورية ستبقى بالنسبة إليه أكثر المعارك أهمية، ولن يرتضي بأن يترك الكلمة الأخيرة فيها لبري.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى