التيار والقوات…. هل يعودان الى اتفاق معراب؟
ما الذي يمنع أن تشهد الساحة اللبنانية تقارباً بين التيارين المسيحيين “اللدودين”خلال المرحلة المقبلة؟وما الذي يمنع ايضا، ان يشاهد اللبنانيون عبر شاشات التلفزة، رئيس “التيار الوطني الحرّ” جبران باسيل ورئيس “حزب القوات اللبنانية” سمير جعجع، وهما يشربان كأسين من “الشمبانيا” على انغام وصدى اغنية السيدة فيروز التي قالت فيها للبنان “وإحمل بإيدي كاسك المليان … وإرفعو لفوق، لمطرح اللي بيوقف الزمان”.
واستحضار ما غنته فيروز من كلمات وألحان الأخوين رحباني، هو للدلالة على “الكاس المليان” الذي أراد صنّاع هذا الأغنية رفعه الى اعلى مرتبة ومكانة ممكنة، لكن اليوم تبدو الكأس فارغة وخالية، حتى من أدنى متطلبات العيش، فكيف لها ان ترفع، وكيف لرافعيها ان يحتفلوا؟!.
بعيدا عن الكؤوس والاحتفالات، وامام بداية مرحلة الشغور الرئاسي للمرة الخامسة على التوالي في الجمهورية اللبنانية، يأمل كثيرون الا تطول هذه المرحلة نظرا للأزمة الاقتصادية الشرسة التي تعصف بلبنان، وللواقع الاجتماعي المتردي الذي يعيش تحت وطأته جميع اللبنانيين من اقصى الشمال الى أقصى الجنوب.
وعلى الرغم من تمنيات الكثيرين بانتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن، يسير الواقع بعكس التمنيات والآمال، فحتى الساعة لا بوادر لأي اتفاق داخليّ ممكن ان يبنى عليه بشكل جديّ، ولا بوادر لاي ضغط او تقارب خارجيّ واضح المعالم يمكن ان يدفع بشكل سريع الى عقد جلسة نيابية في ساحة النجمة لا يغيب عنها النصاب وتُنتج في نهايتها رئيسا جديدا خلفا للرئيس عون.
لكن وعلى الرغم من عدم نضوج اي اتفاق داخليّ او خارجيّ، لا تبدو الصورة الرئاسية في لبنان سوداوية الى أقصى حدود، اذ ان بعض المؤشرات التي بدأت في العراق وانتقلت الى ملف ترسيم الحدود في لبنان، تؤكد ان الحلول مطلب دوليّ ولو بوتيرة ليست سريعة.
وبما ان لبنان واللبنانيين ينتظرون الحلّ السريع على صعيد الانتخابات الرئاسية، يبدو السؤال مشروعا حول الدور الذي يمكن ان يلعبه كل من “التيار الوطني الحرّ” و “حزب القوات اللبنانية”.
في هذا المجال يؤكد مصدر مطلع لـ”لبنان 24″ ان ” الصورة العامة لاي تسوية رئاسية ما زالت ضبابية وغير واضحة او محددة المعالم حتى اللحظة، لذلك لا يمكن تحديد دور كل من القوات والتيار في الانتخابات الرئاسية .
فالحزبان المسيحيان الممتدان على مختلف مساحات الوطن، اعتادا ان يدخلا على خط الحلول ويسيران في تيارها، فيتحولان الى جزء من الحلّ بحكم حضورهما النيابي وليس بفعل ارادتهما ورغبتهما في استنباط الحلول السياسية”.
ويضيف ” ما ورد من توصيف، أكدته أكثر من تجربة سياسية في لبنان، لاسيما الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي أوصلت الجنرال عون الى سدة الرئاسة الاولى بعد فراغ دام لسنتين تقريبا.
حينها رأت القوات والتيار ان التسوية أصبحت ممكنة فتحولا من عدواتهما التاريخية مباشرة الى (اوعى خيّك) التي قد نشهده مثيلا لها خلال الفترة المقبلة.
فالظروف والحيثيات التي ادت الى (إتفاق معراب)، ما زالت قائمة، ما يجعل الاتفاق واردا في اي لحظة سياسية اوانتخابية.
فقبل (اتفاق معراب ) الأول، كان يقال انه بين الجهتين عداوة تاريخية موقعة بالدماء والشهداء، ما يمنع اي تحالف بينهما، لكن الواقع أكد العكس تماما، واليوم وعلى الرغم من الخلاف الكبير بين القوات والتيار الا ان هذا الخلاف لا يرقى الى مستوى الدم وبالتالي فان اي لقاء واتفاق أصبح أكثر سهولة ومرونة في الوقت نفسه.
كما ان حضور رئيس( تيار المرده) سليمان فرنجيه، على الساحة الرئاسية خلال فترة الانتخابات الرئاسية السابقة بشكل جدي ومتقدم، كان دافعا اساسيا للتيار والقوات حتى يسارعا الى الاتفاق بهدف الغاء امكان وصول فرنجيه الى بعبدا، وهنا يبدو ان فرنجيه أكثر حضوراً وحظوظاً خلال الانتخابات الرئاسية الحالية، ما يعزز احتمال الوصول الى نسخة جديدة ومنقحة من (اتفاق معراب)”.
ويختم المرجع عينه مشيراً الى ان ” القوات والتيار قد يرفضان القراءة التي قدمناها حول الأسباب والظروف التي دفعتهما للاتفاق، لكن لا يمكن لهما ان يرفضا ما سبق واعلناه في أكثر من مناسبة معتبرين ان اللقاء بينهما اتى ليشكل خلاصا للبلاد عبر وضع حدّ لامكان التدهور، وهنا من الطبيعي القول انه من خاف على البلاد في الـ2016، لا بد له من ان يكون مرتعبا عليها اليوم”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook