آخر الأخبارأخبار دولية

ريشي سوناك يستعد لتعيينه رسميا رئيسا للوزراء البريطاني من قبل الملك تشارلز الثالث


نشرت في: 25/10/2022 – 11:24

يعين ملك بريطانيا تشارلز الثالث رسميا الثلاثاء ريشي سوناك في منصب رئيس الوزراء، ليصبح بذلك أول زعيم للبلاد غير أبيض. ويتولى سوناك مهمة القيادة في دولة تواجه أزمة اقتصادية واجتماعية خطيرة وفي سياق انقسامات عميقة يشهدها حزب المحافظين بعد 12 عاما على وجوده في السلطة. وعقب فوزه بزعامة حزب المحافظين، وعد سوناك بـ “الاستقرار والوحدة”. وقال إن “جمع الحزب والبلاد سيكون أولويتي القصوى”.

يلتقي ريشي سوناك الثلاثاء الملك البريطاني تشارلز الثالث الذي سيسميه رسميا رئيسا للوزراء، ليصبح بذلك ثالث رئيس للحكومة البريطانية خلال شهرين في بلد يعاني من عدم استقرار غير مسبوق وأزمة اجتماعية عميقة.

بعد ذلك، يتوجه سوناك إلى داونينغ ستريت حيث سيلقي خطابا عند حوالي الساعة 11,35 (10,35 بتوقيت غرينتش).

وعينت رئيسة الحكومة المستقيلة ليز تراس من قبل الملكة إليزابيث الثانية في السادس من أيلول/سبتمبر في قصر بلمورال الإسكتلندي. ثم توفيت الملكة بعد ذلك بيومين.

وتلقي ليز تراس التي قدمت استقالتها الخميس بعد 44 يوما على تسلمها منصبها، آخر خطاب لها أمام مقر رئاسة الحكومة في داونينغ ستريت عند حوالي الساعة العاشرة والربع (9,15 بتوقيت غرينتش) ثم تتوجه إلى قصر باكنغهام حيث ستسلم استقالتها للملك.

وبذلك، يدخل سوناك البالغ من العمر 42 عاما التاريخ كأول شخص غير أبيض يدير حكومة المملكة المتحدة. إذ هو حفيد مهاجرين من أصول هندية ومصرفي سابق ثري، سلك الطريق المعتاد للنخبة البريطانية.

وبعد فوزه داخل حزب المحافظين الاثنين، وعد سوناك بـ “الاستقرار والوحدة”. وقال إن “جمع الحزب والبلاد سيكون أولويتي القصوى”، مضيفا أن “المملكة المتحدة دولة عظيمة لكن لا شك في أننا نواجه تحديا اقتصادياً عميقا”.

وسيصبح سوناك رئيسا للحكومة في بلد يواجه أزمة اقتصادية واجتماعية خطيرة. فقد تخطى التضخم معدل الـ 10 في المئة وهو الأعلى بين دول مجموعة السبع. ويأتي ذلك فيما لا تزال أسعار الطاقة آخذة في الارتفاع وكذلك أسعار المواد الغذائية، وفي الوقت الذي تحوم فيه مخاطر الركود. وسيتعين على سوناك تهدئة الأسواق التي اهتزت بسبب إعلانات ميزانية حكومة ليز تراس في نهاية أيلول/سبتمبر، والتي أُلغيت معظم أجزائها في سياق اتخذ منحى كارثيا.

ويصل سوناك إلى السلطة خلال مرحلة غير مسبوقة من عدم الاستقرار. وهو خامس رئيس للحكومة البريطانية منذ العام 2016، عندما اختارت البلاد الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء أُجري حينها.

“الاتحاد أو الموت”

سيترأس سوناك حزب المحافظين الذي يشهد انقسامات عميقة بعد 12 عاما على وجوده في السلطة. وحذر النواب في معسكره من أنه يجب عليهم “الاتحاد أو الموت”، في ظل تحقيق المعارضة العمالية تقدما في استطلاعات الرأي قبل عامين من الانتخابات العامة.

وحل هذا التحذير على الصفحات الأولى من الصحف اليومية البريطانية. فقد أشادت “ذي ديلي ميل” بـ “حقبة جديدة”، بينما قالت “ذا صن”، “عسى أن تكون القوة معك ريشي”، واضعة سيفا ضوئيا في يد هذا المشجّع الكبير لسلسلة “حرب النجوم”.

استبعد سوناك انتخابات مبكرة يطالب بها حزب “العمال”. ولكن وفقا لاستطلاع أجرته شركة “إيبسوس” الإثنين، فقد أعرب 62 في المئة من الناخبين عن رغبتهم في إجراء مثل هذه الانتخابات قبل نهاية العام 2022.

كذلك، أفاد استطلاع أجراه مركز “يوغوف” بأن 38 في المئة فقط من البريطانيين راضون عن تبوء ريشي سوناك رئاسة الحكومة.

وسيتعين على هذا المؤيد لـ “بريكست” والذي ينظر إليه على أنه براغماتي، تشكيل حكومة بسرعة من أجل منح ضمانات للأسواق وإرضاء المجموعات المكونة لغالبيته، في ظل مخاطر مواجهة مصير ليز تراس. كذلك، سيتعين عليه شرح نواياه خصوصا أنه لم يتحدث عنها خلال الحملة السريعة لرئاسة حزب المحافظين التي بدأت الخميس.

فقد فاز سوناك بدون برنامج أو تصويت من الأعضاء، بعد تخلي رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون عن الترشّح وفشل منافسته بيني موردنت في التأهّل.

وخلال الحملة الانتخابية السابقة التي جرت في الصيف، والتي خسر خلالها أمام ليز تراس، شدد وزير المال السابق على ضرورة محاربة التضخم واصفا وعود تراس بخفض الضرائب بـ “الحكاية الخيالية”.

وفيما يتعلق بالهجرة، أعرب سوناك عن تأييده للبرنامج المثير للجدل والمتمثل في إرسال المهاجرين الذين وصلوا بشكل غير قانوني إلى المملكة المتحدة إلى رواندا. ومع ذلك، تم حظر هذا المشروع في المحكمة.

والإثنين، وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن اختيار ريشي سوناك كأول رئيس وزراء غير أبيض لبريطانيا بأنه إنجاز “رائد”.

وهنأ رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الاثنين سوناك، مشددا على ضرورة إعادة “الاستقرار” إلى المملكة المتحدة.

بدوره، هنأ رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي زعيم حزب المحافظين الجديد، مرحبا بوجود هذا “الجسر الحي” مع بلاده والذي يشكله هنود المملكة المتحدة، “في الوقت الذي نقوم فيه بتحويل روابطنا التاريخية إلى شراكة حديثة”.

 

فرانس24/ أ ف ب


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى