ذئاب منقرضة تعود للحياة .. هل تعود الديناصورات أيضا؟ – DW – 2025/4/9

اختراق هائل حققه العلماء مؤخرا، إذ تمكنوا من استعادة بعض صفات زوج من الذئاب المنقرضة من نوع “Dire Wolf” (الذئب الكبير) – والتي ظهرت في مسلسل “Game of Thrones” (صراع العروش) – ونقلوها إلى نوع من الذئاب الرمادية لتحمل الذئاب الجديدة بعض صفات أقاربها القدماء.
وتراود العلماء منذ عقود فكرة “إحياء الأنواع المنقرضة”، أو ما يسمى de-extinction، وهو ما يبدو أن شركة “Colossal Biosciences” قد نجحت في تحقيقه باستخدام جينات نوع عملاق منقرض من الذئاب.
انقرضت قبل آلاف السنين!
في عام 2021، تمكن فريق من العلماء من استعادة الحمض النووي من حفريات هذا النوع من الذئاب التي انقرضت منذ حوالي 13000 عام والتي تعد أحد أجداد الذئاب الرمادية بنسبة تطابق جيني تصل إلى 99%.
جاءت العينة الأولى من سن والأخرى من جمجمة، وقد قام العلماء بتحليل الحمض النووي المُحصل عليه من العينتين وحددوا من خلال ذلك المعالم الرئيسية المميزة للذئب المنقرض، ثم قاموا بتعديل وهندسة 20 جينا من جينات الذئاب الرمادية التي لا تزال حية إلى الآن لمنحها السمات الرئيسية للذئاب المنقرضة.
بتعبير آخر، تم استخدام الذئب الرمادي كقاعدة وراثية وتم عمل تعديل لجيناته. ونقل الباحثون الحمض النووي المُعدّل من خلايا دم الذئب الرمادي إلى بويضة فارغة. ثم أنتج الباحثون العشرات من هذه البويضات منزوعة المادة الجينية، وزرعوها في كلاب كبيرة الحجم كانت بمثابة أمهات بديلات.
فشلت معظم الأجنة في النمو، لكن أربعة جراء وُلدت. مات واحد منها بسبب تمزق في الأمعاء بعد 10 أيام، لكن تشريح الجثة أظهر أن الوفاة لم تكن نتيجة لطفرة ضارة، لكن تمت ولادة ثلاثة ذئاب سليمة – ذكران بعمر ستة أشهر في الأول من أكتوبر 2024، هما Romulus و Remus أما Khaleesi فهي أنثى، وقد ولدت لاحقا في يناير/ كانون الثاني 2025، وكانت الجراء تحمل بعض سمات الذئاب المنقرضة.
إخفاء الذئاب حماية لها!
جراء الذئاب الوليدة كانت كبيرة الحجم بشكل لا يصدق ولها فراءٌ كثيف وشاحب لا يوجد في الذئاب الرمادية، وتحتفظ الشركة بالذئاب في منشأة خاصة لا يُعلم مكانها، واعترفت الشركة بأنها “أول حالة ناجحة لإعادة الأنواع المنقرضة إلى الحياة”.
يقول العلماء إن الذئاب لن تُطلق في البرية وستبقى في محمية خاصة بعيدة عن الأعين، وأكدت أن التكنولوجيا التي طورتها وأنفقت عليها مليارات الدولارات قد تُسهم في الحفاظ على الأنواع التي لم تنقرض بعد.
كما يمكن أن تساعد في استعادة أنواع أخرى مثل طائر الدودو Dodo والماموث الصوفي (Woolly Mammoth) ونمر تسمانيا (Thylacine)، وهو ما تعتقد الشركة أنها قد تتمكن من تنفيذه بحلول عام 2028. صحيحٌ أن الحيوانات المُعاد إحياؤها لن تكون مطابقة وراثيًا بشكل كامل للأنواع المنقرضة، لكنها ستكون متطابقة معها في جوانب جوهرية.
يطرح هذا الاختراق العلمي الكثير من الأسئلة حول الأخلاقيات المتعلقة بالأمر: هل لنا الحق كبشر في عمل ذلك؟ إعادة كائنات انقرضت إلى الحياة؟!
هل يمكن لأحد تصور ما يمكن أن يحدث إذا وصل الأمر إلى علماء بلا ضمير وأصبحت تلك الممارسة تجرى سرا في أماكن بلا قواعد أخلاقية؟ ما الذي قد نراه وقتها؟! ديناصورات تتجول في الشوارع أو تحلّق في الجو؟! بشراً ماتوا أو قُتلوا قبل ملايين السنين وعادوا للحياة مجدداً؟! قد تبدو تلك الأسئلة الآن ساذجة ومضحكة، لكنها لن تكون كذلك أبداً في المستقبل!
مصدر الخبر
للمزيد Facebook