أخبار محلية

عون يؤسس لجولة جديدة من مواجهة خصومه


بدأ رئيس الجمهورية ميشال عون حربه السياسية على خصومه ومن يعتبرهم سبباً أساسياً بفشل عهده، قبل انتهاء ولايته، ففي الإطلالة التلفزيونية الاخيرة لعون بدا وكأنه يرسم الخطوط العريضة لمستقبله السياسي، الذي يُفترض أن يكون رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل رأس الحربة فيه، ويكون عون “الأب الروحي” لباسيل وتياره.

من جملة ما تطرق إليه عون كان مسألة الحوار الرئاسي، إذ لم يكن من المتوقع أن يكون موقف رئيس الجمهورية من فكرة الحوار الذي قد يدعو إليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري مختلفاً، نظراً إلى تاريخ العلاقة بين الجانبين، لا سيما منذ عودة عون إلى البلاد في العام 2005، فهو يعتبر أن رئيس المجلس النيابي هو الخصم الأول له، خصوصاً أن بري كان الطرف السياسي الأساسي الذي رفض التسوية الرئاسية في العام 2016، ومن الواضح أن عون لم ينس جواب بري برفض دعمه للرئاسة بعد التسوية الرئاسية.

إنطلاقاً من ذلك، لا يمكن النظر إلى هذا الموقف من عون إلا على أساس أنه التأسيس للجولة الجديدة من المواجهة التي من المتوقع أن تنطلق بعد خروجه من القصر الجمهوري، حيث يعد “التيار الوطني الحر” العدة من أجل العودة إلى موقع المعارضة الذي يفضله، لا سيما من خلال حمله لواء الدفاع عن حقوق المسيحيين في النظام، الأمر الذي يعتقد أنه سيسمح له بإستعادة ما خسره في السنوات الماضية من شعبية، علماً أن التيار يعتبر أن أهم إنجازات عهد عون هو تثبيت هذه الحقوق ورفض التخلي والتنازل عنها رغم أصعب الظروف التي مرت على البلاد.

العنوان الأساسي لهذه المواجهة سيكون المعركة مع ما يسميها عون بالمنظومة، التي يصر التيار على إعتبار نفسه خارجها رغم وجوده بالسلطة بشكل فاعل ومباشر منذ 14 عاماً تقريباً وهي نفس المدة التي قضاها الآخرين بالسلطة منذ اتفاق الطائف حتى عودة عون من المنفى الفرنسي، رغم ذلك يحملها عون مسؤولية ما آلت إليه أوضاع العهد العوني، وبالتالي هو لا يريد أن يعطي من يعتبره رئيسها القدرة على إعادة إنتاج نفس المنظومة من خلال طاولة حوار وطني، فشل عون في تأمين إنعقادها في الأشهر الأخيرة من عهده.

بحسب مصادر مقربة من الوطني الحر فإن رئيس الجمهورية كان واضحاً بأن الدعوة الى حوار جامع ليست من صلاحيات بري، وهذا يدلل ربما على الموقف الذي قد يتخذه التيار من الدعوة الى الحوار إذا حصلت، مشيرة الى أن قيادة التيار تفضل النقاشات الثنائية أو الثلاثية بين الكتل، على اعتبار أن هذا هو دور رئيس المجلس، معتبرة أن التيار لا يرفض الحوار بالمطلق إنما يرفض الحوار غير البنّاء، وهو لم ينس بعد كيفية تعامل القوى مع دعوات رئيس الجمهورية للحوار.

ترفض المصادر اعتبار ما يحضره التيار نوعاً من “الإنتقام” عما حدث طيلة مدة العهد، لكنها لا تنفي أن انتهاء العهد يُريح التيار بمواقفه السياسية وبكل تأكيد لن يكون التيار مهادناً بما يتعلق بما ثبّته عون خلال عهده من وجود وتأثير للتيار بشكل خاص والقوى المسيحية بشكل عام.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى