السلطات الإيرانية تعلن توقيف تسعة أجانب تتهمهم بالضلوع في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد

نشرت في: 01/10/2022 – 11:40
قالت وزارة الاستخبارات الإيرانية في بيان صدر الجمعة إنها أوقفت أجانب على خلفية صلتهم بالاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ مقتل الشابة الكردية مهسا أميني إثر اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق. ويأتي ذلك في خضم الاتهامات التي توجهها السلطات الإيرانية لقوى خارجية من بينها الولايات المتحدة، بالوقوف وراء التجمعات أو بالتحريض عليها.
أوقفت السلطات الإيرانية، وفق ما أعلنت الجمعة، عددا من الأجانب على صلة بالمظاهرات الاحتجاجية التي أعقبت وفاة الشابة الكردية مهسا أميني خلال اعتقالها لدى شرطة الأخلاق، والتي دخلت أسبوعها الثالث.
ويذكر أن الاحتجاجات التي أدى قمعها إلى مقتل 83 شخصا على الأقل، اندلعت إثر الإعلان عن وفاة مهسا أميني، وهي كردية إيرانية تبلغ 22 عاماً، في 16 أيلول/سبتمبر بعد ثلاثة أيام من اعتقالها لانتهاكها قواعد اللباس المشدّدة في إيران والتي تفرض بشكل خاص على النساء ارتداء الحجاب.
من جهتها تنفي السلطة أي تورط للشرطة في مصرع هذه الشابة، بينما تنتقد المتظاهرين الذين تصفهم بـ”مثيري الشغب”، وفيما أبلغت عن اعتقال المئات في هذا الإطار.
03:29
وجاء في بيان وزارة الاستخبارات الإيرانية صدر الجمعة أنه “أوقف تسعة مواطنين أجانب من ألمانيا وبولندا وإيطاليا وفرنسا وهولندا والسويد (…) في أمكنة (التظاهرات) أو ضالعين في أعمال الشغب”.
وتجدر الإشارة إلى أنه منذ بداية الاحتجاجات، تتهم السلطات الإيرانية قوى خارجية من بينها الولايات المتحدة، بالوقوف وراء التجمعات أو بالتحريض عليها.
في هذه الأثناء، بثت قناة “إيران انترناشيونال” الناطقة بالفارسية ومقرها لندن، عدة مقاطع فيديو لم يتم التحقق منها على الفور، تُظهر قمع الاحتجاجات.
وفي أحد المقاطع، ظهرت نساء من دون أغطية على الرأس في مدينة أردبيل (شمال غرب) كن يصرخن “الموت للديكتاتور”. وفي آفاز (جنوب غرب)، أطلقت القوات الأمنية الغاز المسيل للدموع لتفريق عدد كبير من الأشخاص الذين خرجوا إلى الشوارع لترداد شعارات مناهضة للحكومة، وفقاً لما أظهرته صور أخرى.
هجوم على مركز للشرطة
في زاهدان الواقعة في محافظة سيستان – بلوشستان في جنوب غرب إيران، تعرّض أشخاص لإطلاق النار بينما كانوا يلقون الحجارة على مركز للشرطة، وفقاً لصور أخرى نشرتها قناة “إيران انترناشيونال”. وأعلنت منظمة “إيران هيومن رايتس” ومقرها في أوسلو، أن العديد من الأشخاص قُتلوا في زاهدان.
بالتزامن مع ذلك، أفاد التلفزيون الحكومي الإيراني بأن مسلحين فتحوا النار وألقوا زجاجات حارقة الجمعة على مركز الشرطة. فيما أشار قائد شرطة سيستان بلوشستان في حديث للتلفزيون الرسمي، إلى تعرض ثلاثة مراكز للشرطة في هذه المحافظة للهجوم، من دون ذكر أي إصابات.
من جهتها، أفادت وكالة أنباء “فارس” الإيرانية بأن حوالي 60 شخصاً قتلوا منذ بدء الاحتجاجات، بينما تحدّثت منظمة “إيران هيومن رايتس” ومقرّها أوسلو عن مقتل ما لا يقل عن 83 شخصاً.
ونددت منظمة العفو الدولية باستخدام قوات الأمن للعنف “بلا رحمة”، مشيرة إلى استخدام الذخيرة الحية والضرب في قمع المظاهرات.
كذلك، أفادت السلطات عن اعتقال أكثر من 1200 متظاهر منذ 16 أيلول/سبتمبر، بينما أشارت منظمات غير حكومية إلى أنه جرى اعتقال ناشطين ومحامين وصحافيين أيضاً.
وقالت امرأة إن شقيقتها التي كانت تتناول الغداء بدون وضع الحجاب على رأسها في مطعم في طهران اعتُقلت.
كذلك، أوقفت قوات الأمن المغني شروين حاجي بور الذي انتشرت أغنيته “براى” (لأجل) المؤلّفة من تغريدات عن الاحتجاجات، على موقع إنستاغرام، حسبما أفادت منظمة “أرتيكل 19” (Article 19) المدافعة عن حقوق الإنسان ووسائل إعلام فارسية مقرّها خارج إيران.
“جرائم ضد الإنسانية”
وأوضحت لجنة حماية الصحافيين ومقرها في واشنطن بأنه جرى اعتقال 29 صحافيا على الأقل في إطار أعمال القمع. ونددت عدة عواصم غربية بقمع المظاهرات وشهدت تنظيم مسيرات تضامن مع الحركة الاحتجاجية. ومن المتوقع تنظيم مظاهرات جديدة السبت في 70 مدينة حول العالم.
وأعرب مخرجون ورياضيون وموسيقيون وممثلون إيرانيون عن تضامنهم مع المحتجين، من بينهم الفريق الوطني لكرة القدم، ما أثار غضب السلطات التي تنظر إلى المظاهرات على أنها “أعمال شغب” تنشر “الفوضى”.
وقالت المحامية الشهيرة نسرين ستوده في مقابلة مع مجلة “تايم” الأمريكية، إنها تتوقع استمرار المظاهرات.
وأضافت الفائزة بجائزة “ساخاروف” التي يقدّمها البرلمان الأوروبي “ما يريده الناس هو تغيير النظام”. وكان قد حُكم على سوتوده بالسجن 38 عاماً لكنّها موجودة الآن في منزلها في طهران لأسباب طبية. وتابعت: “ما يمكن أن نراه الآن من مظاهرات وإضرابات يمثّل إمكانية حقيقية لتغيير النظام”.
وتعد هذه المظاهرات الأكبر منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2019 حين اندلعت احتجاجات رفضا لارتفاع أسعار البنزين، تمّ قمعها بشدّة.
واتهمت لجنة محامين دوليين تُحقّق في عملية قمع المظاهرات في العام 2019، الحكومة الإيرانية وقوات الأمن الجمعة بارتكاب “جرائم ضدّ الإنسانية”.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook