آخر الأخبارأخبار محلية

العشاء السويسري يحرّك الساحة الدولية نحو التسويات!

واحدة من القضايا الاساسية التي تفاعل معها الرأي العام مؤخراً كانت فشل السفارة السويسرية بإتمام دعوة العشاء التي دُعي اليه بعض ممثلي القوى السياسية والشخصيات الأساسية في لبنان كتمهيد لجلسة الحوار التي كان من المقرّر عقدها في جُنيف للتباحث حول مختلف الملفات والحلول المتوقّعة للأزمة اللبنانية. لكن فشل هذا الحراك أثار بلبلة في الأوساط السياسية وطرح العديد من الاستفهامات حوله.

 

يبدو أنّ مقدّمات التسوية الكبرى التي ستحصل في لبنان عاجلاً أم آجلاً، ولو على المدى المتوسّط، بدأت تظهر بشكل أو بآخر. إذ إن القوى الداخلية والاقليمية والدولية المعنية بالملف اللبناني تعمل اليوم على جسّ النبض حول كيفية تخريج التسوية الى العلن وكيفية حسم التوازنات التي ستحكم البلاد خلال السنوات المقبلة.

 

من هُنا فإن الأميركيين يعملون بشكل واضح على فهم طبيعة التغيرات التي طرأت على لبنان في المرحلة الفائتة، وكيفية ادارتها وفق الطريقة الأنسب التي تمنع “حزب الله” أولاً من الاستمرار في التمدّد داخل المؤسسات الدستورية، وتنقل لبنان من أزمته الحالية الى مرحلة نسبية من الاستقرار الاقتصادي والسياسي والأمني.

 

مما لا شكّ فيه أن الولايات المتحدة الاميركية تنظر الى لبنان من منظار المنطقة، وهي لا ترغب حتماً بسقوط البلد وانهياره بشكل كامل، ما من شأنه أن يؤدي الى استثمار بعض القوى المعادية لها في هذا السقوط. لذلك فإن استقرار لبنان من استقرار المنطقة، بحسب النظرة الاميركية، ما يجعل الهدوء اولوية في هذه المرحلة على ان يرتبط حصراً بمنع “حزب الله” من الاستفادة من فكرة الاستقرار لمراكمة القوة والتمدد اكثر داخل النظام اللبناني.

 

من الواضح أن المملكة العربية السعودية قد رفعت “الڤيتو” امام كل هذه المساعي التي أوحت بأن ثمة من يحتهد للمسّ بأصل النظام اللبناني المتمثل بـ “اتفاق الطائف”، لا سيّما وأن الدعوة الاوروبية مرتبطة بالفرنسيين الناشطين في الساحة المحلية، ما يعني أن أي دعوة الى الحوار قد توصل الى ما كان يسوّق له الفرنسيون في الفترة الماضية أي تعديل النظام السياسي اللبناني.

 

ثمة مؤشرات تدلّ على أن الكباش السياسي على الساحة اللبنانية سينتقل من مرحلة الاشتباك التكتيكي حول العناوين اليومية الى مرحلة الاشتباك الذي سيبدو أكثر عُمقاً واستراتيجية حول كيفية تقريش التطورات الماضية وتظهيرها سياسياً الى العلن. ولعلّ أصل الدعوة السويسرية ومن ثم إفشالها يمكن أن يُحسب واحدة من احدى تجليات هذا الاشتباك.

 

 

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى