حزب الله خلفه.. هل سيمنح باسيل الغطاء الرئاسي لفرنجية؟
رغم أنه لا وعودَ حاليّة تُمهد الطريق أمامهُ للوصولِ إلى بعبدا، لم يكسِر رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية من حظوظه المرتبطة بانتخابات رئاسة الجمهورية، إذ كان واضحاً في قواعدِه المرتبطة بذاك الاستحقاق المُنتظر بمعزلٍ عن الشروط التي قد يفرضها أو التي قد تفرض نفسها عليهِ سياسياً ونيابياً.
قبل يومين، أصرّ فرنجية على حسمِ الخيارات التي يريدها، معتبراً أنّ أي أمرٍ يتعلق بالرّئاسة سيكونُ مرهوناً بوقته. أمّا ما بدا لافتاً بشكل أكبر هو أنّ رئيس “المردة” لم يفتَح حرباً على أيّ جهة ضمن الداخل المسيحي، كما أنّه لم يكسر أبداً أي نمطٍ من أنماط تحالفاته التي أصرّ على التمسّك بها، مثل العلاقة مع “حزب الله” وسوريا.
حُكماً، بدا فرنجيّة “مُحتاطاً” في التعاطي مع جبهة الأحزاب المسيحية السياسيّة، إذ تجنّب افتعالَ أيّ صدامٍ مع “التيار الوطني الحر” أو حزب “القوات اللبنانية”. هُنا، تبدو الإشارات واضحة على أكثر من اتجاه، وقد فسرتها أوساطٌ سياسية على أنّها مرتبطة بأمرين أساسيين: الأول ويتمثل بعدم وجودِ أي قرارٍ لخوضِ معركة ضدّ أي طرف، في حين أن الأمر الثاني قد يرتبطُ بمحاولة فرنجية تأمين ميثاقيّة مسيحية له خلال الانتخابات. وعلى ما يبدو، قد يكون هناك رهانٌ من قبل فرنجية على أن كسبِ “دعمٍ” من رئيس “الوطني الحر” النائب جبران باسيل خلال المرحلة القادمة، في وقتٍ لا ينتظرُ فيه رئيس “المردة” أيّ تقارب “رئاسي” من رئيس “القوات” سمير جعجع. إلا أنه رغم ذلك، يبدو وثيقاً أن فرنجية لا يريدُ فتح جبهة ضدّ الأخير في الوقت الرّاهن، لأنّ “التناحر” السياسي لا يكمُن بينهما حالياً.
غطاءٌ من باسيل؟
سياسياً، يُعدّ فرنجية من الجهات التي لم تقطع علاقتها مع أطرافٍ كثيرة أساسيّة مثل “الحزب التقدمي الإشتراكي”، “تيار المستقبل” و “حركة أمل”. هُنا، قد يكونُ هذا الأمر بمثابةٍ خطوة داعمة لفرنجيّة رئاسياً، بينما في المقابل افتقد باسيل ذلك خلال السنوات الـ6 الماضية بُحكم الافتراق السياسي.
عملياً، قد تُشكل علاقات فرنجيّة مع تلك الأطراف انعطافةً كبيرة له على صعيد الدعم النيابي الذي يحتاجهُ للوصول إلى بعبدا، لكنّ هذا الأمر سيبقى مُجرداً من غطاءٍ مسيحي وازنٍ. ولهذا، قد يكونُ البحث مرتبطاً بكيفية تأمين هذا الغطاء من خلال الحلفاء، أي من خلال باسيل وفريقه. إلا أنه وللحقيقة، فإن فرنجيّة سينتظرُ رئيس الجمهورية ميشال عون بعد انتهاء ولايته لمعرفةِ توجّهاته المُرتبطة بالدعم الرئاسي، إذ أن كلمة الفصل ستكون للأخير سياسياً بحُكم عودته إلى المعترك السياسيّ من بوابة تيّاره.
على هذا الأساس، يعملُ “حزب الله” ، حليف باسيل وفرنجية معاً، اليوم.ففي حين أن التقارب بين الطرفين لم يُنجز في الوقت الرّاهن، إلا أنّه في المقابل ليس مُستبعداً أبداً، وسيكون لاعتبارات أساسيّة أبرزها إن معركة الرئاسة حالياً بحاجة فعلية إلى غطاءٍ مسيحي وازن يكفلُ للرئيس التحرّك بشكل أكبر في موقعه. أما الاعتبار الثاني فهو أن “حزب الله” يسعى لأن يكون هذا الغطاء المسيحي عبر باسيل وليس من أي جهةٍ أخرى، وذلك من أجل تكريسِ قوة الأخير أكثر كـ”صانعٍ للرؤساء” على الصعيد النيابي بالدرجة الأولى.
هُنا، قد يكونُ الحسم السياسي قريباً باتجاه فرنجيّة، لكن الأمور لم تتبلور بعد على هذا الصعيد، في وقتٍ تُرجّح المصادر السياسية أن تكون هناك لقاءاتٌ قريبة بين فرنجية وباسيل برعاية “حزب الله”، وذلك من أجل بلورةِ صيغةٍ واحدة تضمنُ الاستحقاق الرئاسي بعيداً عن معركة في الداخل المسيحي. ولهذا، فإنه وبحسب المصادر السياسية المُواكبة، فإنّ هدف “حزب الله” بات واضحاً في محاولته لإعادة جمع حلفائه المسيحيين ضمن معركة رئاسة الجمهورية، والأساس هنا هو قطع الباب أمام الأطراف الأخرى لاستغلال تشرذمٍ قائم بغية تحقيق مكاسب سياسية على خطّ الرئاسة.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook