آخر الأخبارأخبار محلية

اليوم التالي لخروج عون من بعبدا

كتبت هيام قصيفي في” الاخبار”: خروج رئيس الجمهورية، بغضّ النظر عن اسمه وهويته السياسية، من دون أن يسلّم مقاليد السلطة إلى خلف له، هو مدعاة لطرح أسئلة عن اليوم التالي لـ31 تشرين الأول. وهذه الأسئلة والمخاوف هي التي تشغل مساحة من النقاشات الحالية، في حال لم يُنتخب رئيس للجمهورية. والعقدة هنا لا تتعلق بموقع الحكومة سواء كانت حكومة تصريف أعمال أو كاملة الصلاحيات، بل بموقع القوى السياسية المعنية بالاستحقاق على درجات متفاوتة.

Advertisement

فالفراغ الرئاسي، سيطاول في شظاياه التيار الوطني الحر، وهو أول المتضررين ليس لجهة ضياع ترشيح رئيسه النائب جبران باسيل في متاهات التجاذبات وصراع القوى، إنما في إحداث توترات داخل التيار وقد أصبحت أخبارها متداولة بين نواب التيار وقياداته. وهذا الأمر من شأنه إذا ما صدقت كل التكهنات حول بعض النواب «المرشحين» أن يضعف موقع التيار في المعادلة الرئاسية وحساباتها. علماً أن تأهيل قائد الجيش إلى منصب مرشح من المرشحين الأوائل سيزيد العبء، لأن قاعدة التيار لا تزال تأكل في الصحن نفسه مع المؤسسة العسكرية مهما كانت ملاحظات التيار على قائدها. والتيار الذي سيخرج رئيسه الفخري من القصر سيبقى حزباً سياسياً له قوته وقاعدته.
لكن تجارب الأحزاب خارج السلطة في بلد قائم على الخدمات والمحسوبيات والمحاصصات وتغير الولاءات، ليست مشجعة كي تجعل من أي حزب خارج السلطة قوياً في حد ذاته، إن لم يستنهض مجدداً قاعدته على عنوان يشد فيه العصب السياسي وإلى حد كبير الطائفي. وهذا التحدي الذي يواجهه التيار في مرحلة الفراغ الرئاسي، في مقابل القوات اللبنانية في شكل أساسي، والتي ستسعى إلى استخدام مرحلة الفراغ لاستنهاض فاعل، يحولها قوة من القوى القابضة على مفاصل الاستحقاق، خصوصاً أنها ترتكز على قاعدة نيابية متينة، وغير خاضعة لتجاذبات داخلية، وهي تعتبر أن الانتخابات قد تكون من أهم المعارك التي خاضتها في السنوات الأخيرة.
ولأن كل طرف سيعيد برمجة حساباته من الصفر، بدءاً من لحظة خروج عون من بعبدا، فإن كافة القوى الكبيرة والصغيرة، والشخصيات المستقلة والنواب التغيريين والمرشحين والمرشحات، سيكونون أمام لحظة مفاضلة بين خطاب سابق وخطاب مستقبلي، وكلما تأخر موعد الاستحقاق، زادت المتغيرات في أمرين: اختلاف الخطاب السياسي بين ما قبل نهاية العهد وما بعده، وهذا ليس أمراً عابراً، في إعادة توجيه العناوين السياسية إثر طي صفحة عون رئيساً، وبين تعزيز الحضور على الأرض. وفي هذه النقطة، لا يفترض الاستهانة بما يمكن أن تقوم به القوى السياسية الكبرى التي قد تعيد خلط أوراقها وفقاً لقواعد جديدة قد تكون الأرض ملعبها هذه المرة. رغم كل ما تحمله من محاذير، لكن التحديات أمام هذه القوى قد تجعلها تفترض أن الأرض هي المعبر المناسب لمواجهة آخر الامتحانات العسيرة في اختبار قوتها ووجودها رقماً صعباً في معادلة الرئاسة.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى