آخر الأخبارأخبار محلية

القوات والرئاسيات: العين على توازن القوى

كتبت هيام قصيفي في” الاخبار”: ما يمكن استخلاصه، أن الرياض المتريثة حتى الآن، لم تضع مع حلفائها خطة عمل واضحة حول طريقة خوض معركة الرئاسة وصولاً إلى اختيار الاسم المطلوب. لكن ما يُعوّل عليها أمران، هما ضبط إيقاع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، والنواب السنة الذين يسعى الرئيس سعد الحريري إلى استقطابهم في معركة رئاسة الجمهورية إلى أكثر الخيارات معارضة لخيارات حلفاء الأمس وعلى رأسهم القوات.

في المقابل، بدأت القوى المعارضة لحزب الله تحضير الأرضية الصالحة إلى أن يقترب موعد الأول من أيلول بداية المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس، وفي هذا الإطار، أعدت القوات اللبنانية خطوات سياسية تصعيدية، بعد كلام رئيسها سمير جعجع. تنطلق القوات من قاعدة أن هناك اتجاهين أساسيين يشكلان عصباً قوياً في ملف الرئاسة: حزب الله الذي يمسك قرار حلفائه، والمعارضة التي لا تزال حتى الآن مشرذمة في التعاطي مع ملف الرئاسة انطلاقاً من مجموعة حسابات. والقوات ترى نفسها الطرف الأكثر تماسكاً لجهة اتخاذ القرار ورسم استراتيجية خوض المعركة. لكنها في الوقت نفسه مدركة أن الاستحقاق يحتاج إلى تكاتف المعارضة في وجه حزب الله وحلفائه. لذا كان الحد الأول في الاستراتيجية هي التحضير لوصول رئيس تتفق عليه قوى المعارضة، أي القوات والمستقلون والتغييريون والحزب التقدمي الاشتراكي، إذا كان يمكن احتسابه في صفوف المعارضة، من أجل وضع برنامج عمل واضح. بدأت الاتصالات بين القوات وبعض النواب التغييريين خارج الاجتماعات الموسعة لهؤلاء، وهي لا تزال في بدايتها، لكنها تعبر حكماً عن اتجاه لدى نواب من القوى التغييرية إلى فتح قنوات اتصال مع القوات. وهذا الأمر يختلفون به مع بعض زملائهم الذين لا يزالون ضائعين في تحديد خيارات وقواسم مشتركة مع جميع المعارضين، واعتبارهم القوات أو الاشتراكي أو حتى الكتائب جزءاً من السلطة. في حين أن هذا الرأي لا يمثل إجماعاً لدى النواب الـ13.
تضع القوات أمامها أمرين علنيين، الأول الوصول إلى 67 نائباً من أجل اختيار الرئيس الجديد، والحد الثاني منع وصول أي مرشح لحزب الله، أي تأمين العدد الكافي من الأصوات التعطيلية. ولهذا السبب تعول على الاتصالات مع كافة الأفرقاء لضمان هذا العدد وتبدي خشيتها من تسرب أصوات من المعارضة في اتجاه المقلب الآخر. يبقى أن بكركي تشكل ثابتة من بين الأطراف الأساسيين، وتتحول العلاقة معها في ملف رئاسة الجمهورية أمراً ثابتاً. فهناك اتصالات شبه يومية بين جعجع والبطريرك مار بشارة بطرس الراعي، والطريق بين بكركي ومعراب بحسب القوات عريضة وواسعة مفتوحة على مصراعيها والتنسيق قائم في ملف الرئاسة كما التدقيق بالمواصفات والأسماء وشروط النجاح لمعركة الرئاسة. علماً أن الراعي والقوات يعرفان تماماً خلفيات ما حصل في ملف المطران موسى الحاج ومن هم «الموارنة الذين كانوا وراء هذه القضية».

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى