آخر الأخبارأخبار دولية

“راز بول” رياضة مستحدثة في بوركينا فاسو يحلم هواتها بإيصالها إلى الألعاب الأولمبية

نشرت في: 15/08/2022 – 17:20

شبكة وملعب بطول 30 مترا وأربعة لاعبين يرسلون الكرة من خلال ركلات على الأرض، ما يطلق عليه رياضة “راز بول” التي تم ابتكارها في مدينة بوبو – ديولاسو بجنوب غرب بوركينا فاسو خلال شهر تموز/ يوليو 2021. وبعد عام على إطلاقها، يتحدث مبتكر اللعبة عن هذه الرياضة المستحدثة والتي شدت الأنظار إليها ويحلم بأن تصبح رياضة أولمبية.

رسم توضيحي لملعب رياضة “راز بول” ويعني مصطلح “زانغيان” مساحة اللعب. © زكريا بونداوغو

كلمة “راز بول” والتي تعني حرفيا “الكرة التي تزحف على الأرض” تلخص بشكل جيد مبدأ اللعبة المتمثل في فريق من خمسة لاعبين في المجمل يكون منهم اثنان من كل فريق فقط على أرض الميدان ويتبارون على ملعب بطول 30 مترا وعرض 15 مترا ويفصل بينهما شبكة على علو متر واحد.

وتعتبر هذه اللعبة خليطا من كرة القدم وكرة الطائرة وكرة المضرب. وفي ما يلي أهم قواعدها:

– تلعب المباراة بين لاعبين اثنين من كل جهة من الشبكة ولكل لاعب الحق في لمس الكرة ثلاث مرات كحد أقصى، كما يمكن أن تلعب المباراة بلاعب من كل جهة.

– يضرب اللاعب الكرة زاحفة على الأرض حتى تمر من تحت الشبكة، ولا يستطيع الفريق المنافس ترويضها بالقدم أو بالرأس وهو ما يعني تسجيل هدف لصالحه وتحسب له نقطتان (ويطلق عليه رازيس).

– إذا ما مرت الكرة تحت الشبكة وتمكن الفريق المنافس من ترويضها يتواصل تبادل الكرة بين الفريقين إلى غاية عدم تمكن أحدهما من ترويض الكرة أو تخرج من الميدان.

– إذا ما لمست الكرة الشبكة يتم معاقبة الفريق المتسبب في اللمس بسحب نصف نقطة من رصيده (يطلق عليه ماغا وتعني باللغة المحلية ‘لمس كرة’).

– إذا ما مرت الكرة فوق الشبكة يتم معاقبة الفريق بسحب نقطة من رصيده (يطلق عليه “لوهنو” وتعني بالكرة المحلية “كرة عالية”).

– لمس الكرة باليد ممنوع وأي لمس ينتج عنه مخالفة “سيبغري” باللغة المحلية أي ما يعني ضربة جزاء للفريق المنافس يتم تسجيلها في مرمى صغير.

– الفريق الحاصل على أكبر عدد من النقاط في نهاية المباراة التي تستمر 50 دقيقة ( شوطان بـ25 دقيقة) يفوز.

وإليكم مقطع فيديو يظهر تبادل الكرة بين فريقين.


ضربة البداية لهذه الرياضة الجديدة التي تم ابتكارها في مدينة بوبو – ديولاسو أعيطت في تموز/ يوليو 2021 مع تنظيم أول بطولة لها.

وخلال الفترة الأخيرة، وبالتحديد في شهر تموز/ يوليو 2022، شارك 22 فريقا في بطولة جمع الدور النهائي فيها بين الحي الجامعي بوبو – ديولاسو بفريق ناس – 1. وانتهت المباراة بفوز فريق ناس – 1 بنتيحة 24,5 نقطة مقابل 17 للحي الجامعي بوبو – ديولاسو.


رسم توضيحي لملعب رياضة "راز بول" ويعني مصطلح "زانغيان" مساحة اللعب.

رسم توضيحي لملعب رياضة “راز بول” ويعني مصطلح “زانغيان” مساحة اللعب. © زكريا بونداوغو

“لقد استخدمنا كلمات مستوحاة من اللغات الوطنية في بوركينا فاسو بغاية الترويج لهذه الرياضة”

زكريا بونداوغو، هو قاض بمحكمة بوبو ديولاسو وهو من أطلق هذه الرياضة، ويروي قائلا:

لاحظت أن كل الرياضات التي يتم إدماجها في الألعاب الأولمبية تم إطلاقها بالأساس في الدول الغربية. وعلى المستوى الأفريقي، لا توجد أية رياضة معترف بها على المستوى الدولي [فريق التحرير: حسب الكاتب موهينيتو دوجي، عضو الجمعية الفرنسية لعلم الأحياء الفلكي، فإن القارة الأفريقة كانت مهد عدة رياضات مثل المصارعة والسباحة والملاكمة وتم تطويرها فيما بعد احترافيا خارج القارة]. وهو ما جعل ذلك تحديا بالنسبة لي بخلق مساهمة من بوركينا فاسو  والقارة الأفريقية على مستوى الرياضة العالمية. 

خطرت الفكرة على بالي في مارس/ آذار 2021، وتم إطلاق اللعبة للمرة الأولى في تموز/ يوليو 2021 في مدينة بوبو – ديولاسو. و”الراز بول” هي فلسفة أكثر منها رياضة إذ تجمع مبادئ القتال والإصرار والابتكار والإبداع. ويجب أن يكون هناك تحكم كبير بالذات وبالتالي بالكرة خلال ممارستها. إنها أيضا رياضة لا تتطلب الكثير من المساحات وبالتالي يمكن ممارستها بسهولة تامة.

وفي الأخير، وهو أمر على غاية من الأهمية، قمنا باستخدام لغات محلية في بوركينا فاسو للترويج للعبة. يوجد كثير من الكلمات (مثل رازي ولوهني وماغا وسيغبري إلى آخره…) التي تتعلق بضربات محددة في اللعبة. إنها أيضا طريقة لإعادة الاعتبار لثقافتنا والتعريف بلغاتنا الوطنية على المستوى الدولي في حال أصبحت هذه الرياضة شعبية في كل أنحاء العالم يوما ما.

“فرنسا يمكن أن تدخل التاريخ في حال إدراج أول رياضة يتم إطلاقها في القارة الأفريقية في الدورة المقبلة من الألعاب الأولمبية باريس 2024”

بعد عام على إطلاق هذه الرياضة، يمكن لي أن أعبر عن سعادتي البالغة بتطورها. ففي شهر تموز/ يوليو الماضي، قمنا بتنظيم منافسة جديدة في بوبو – ديولاسو شارك فيها 22 فريقيا أي أكثر من مئة لاعب.

تهتم السلطات المحلية والجهوية كثيرا بهذه الرياضة وكانت حاضرة خلال البطولة الأخيرة. وتتم ممارسة اللعبة في القرية التي ولدت بها “زيغلا” كولبيل” وقرية “بانفورا” أيضا، وهو ما يعني أنها بدأت في الانتشار بالمنطقة. لا يوجد إلى حد الآن إحصائية بالعدد الدقيق للاعبين المحترفين ولكن هناك إقبال على هذه الرياضة.


 خلال دورة بمدينة بوبو – ديولاسو في تموز/ يوليو  2022، كان هناك شبان بوركينابيون بصدد تعلم رياضة “راز بول”.

 

نحاول أيضا تصدير هذه اللعبة في كامل المنطقة أو حتى على المستوى العالمي. أنا أيضا مقتنع أن فرق كرة القدم المحترفة يمكن أن تدرج هذه الرياضة في تمارين فرقها. هناك أيضا فرصة اقتصادية كبيرة، إذ يمكن لهذه الرياضة أن تولد مدربي راز بول ولاعبين محترفين فيها… ودورة تجارية كاملة لصناعة الشباك والكرات وكل متطلبات هذه الرياضة التي يمكن أن تتطور وتخلق فرص عمل.

نريد لرياضة “راز بول” أن تحقق الانتشار في البداية داخل القارة الأفريقية. وبعد ذلك آمل أن تنتشر على المستوى العالمي. حلمي هو أن تصبح “راز بول” رياضة أولمبية. فرنسا ستنظم الدورة المقبلة من الألعاب الأولمبية في باريس خلال سنة 2024… لما لا يتم الترويج لهذه الرياضة اليافعة التي تم إطلاقها في بلد أفريقي؟ ذلك سيكون حدثا تاريخيا في الألعاب الأولمبية.


 زكريا بونداوغو، مبتكر هذه الرياضة، وحاكم منطقة “هوت باسان” موسى ديالو أثناء تسليم كأس الدورة للفريق الفائز، يوليو/ تموز 2022.

“لماذا أحب رياضة راز بول”

شيخ آداما ساوادوغو هو لاعب يمارس رياضة “راز بول” بانتظام. ويعتبر من قبل زملائه لاعبا جيدا خلال البطولات السابقة في مدينة بوبو – ديولاسو. 

“لماذا أحب هذه الرياضة؟ لأنها لعبة يمكن ممارستها في مساحة ضيقة وتتطلب تعاملا جيدا مع الكرة.  إذ تتطلب ركلة قوية للكرة بالإضافة إلى السرعة ودقة في تمرير الكرة. يجب أيضا أن يكون إدراك جيد للتموقع في الميدان. 

أكثر شيء مهم في اللعبة، هو عدم وجود الخشونة في ممارستها. أنا لاعب كرة سابق، وتهشمت ركبتي عندما كنت لاعبا صغيرا. ذلك ما حرمني من مواصلة مسيرتي في كرة القدم حيث لم يكن بإمكاني الذهاب إلى مؤسسة صحية لمعالجة هذه الإصابة. في رياضة “راز بول” لا يوجد التحام وبالتالي يصبح تفادي الإصابات أمرا أكثر سهولة.

إذا ما رغبتهم في معرفة المزيد عن رياضة “راز بول” والاتصال بالجمعية المشرفة عليها، لا تترددوا في زيارة صفحتها على فيس بوك.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى