المعركة المسيحية – المسيحية… من يفوز؟
هذه “المبارزة” السياسية ربما تكون شبه الوحيدة نظراً لجمود المواجهة بين “حزب الله” و”تيار المستقبل” بسبب انكفاء الاخير وعدم خوضه الانتخابات النيابية. لذلك، فمن المتوقّع أن تكون المعركة المسيحية – المسيحية “ضروساً” وتزداد شراسة مع تراجع حظوظ المجتمع المدني في تحقيق فوز حقيقي يُحسب.
ابرز عناوين “المقارعة” ما بين “القوات” و”الوطني الحر” ستستعرض انطلاقاً من مسألة التمثيل المسيحي، حيث أن همّ “القوات” يتركّز على الفوز بأكبر وأقوى كتلة مسيحية، الامر الذي من شأنه أن يعزز حظوظها ويجعلها تتقدم بالنقاط على “الوطني الحر” على قاعدة “الشروط للأقوى” في الحياة السياسية اللبنانية.
في المقابل يبدو ان “التيار البرتقالي” متمسّك بالحفاظ على كتلته الاكبر فهي “الجوكر” الذي يمكّنه من مجابهة خصومه المسيحيين لا سيّما بعد كل الحملات القاسية التي استهدفته منذ “حراك 17 تشرين”.
العنوان الثاني، الذي يشكل هواجس لدى الخصمين المسيحيين هو تراجع نسبة الاقتراع، اذ ان “القوات” قد تحافظ على نسبة عالية من الاصوات التي حصلت عليها في انتخابات 2018، وذلك استناداً الى تنظيمها وقدرتها على استقطاب جماهيرها بشكل كبير، اما “الوطني الحر”، فبحسب استطلاعات الرأي، التي لا يمكن حسمها الا بعد انتهاء الاستحقاق البرلماني، فيبدو أنه يسجّل تراجعاً لافتاً الا أن ذلك غير مرتبط بحصوله على اكبر كتلة نيابية.
العنوان الثالث للكباش هو قدرة المجتمع المدني على ضرب هذا الفريق او ذاك، ففي حين تمّ تصوير “التيار البرتقالي” الاكثر استهدافاً من “قوى الثورة” في المرحلة الفائتة، يبدو أن “القوات” بدأت تتلقّى ضربات مماثلة من قبل التكتلات “الثورية” والسياسية التي نشأت بعد 17 تشرين وتترشح اليوم في مناطق نفوذ “القوات”. لذلك فإن الاخيرة أيضاً تواجه عملياً ازمة حقيقية بعد أن أخفقت في الحفاظ على الصورة التي كرّستها مع بداية الحراك الشعبي، بأنها “قوة تغيير”، وباتت في الأشهر الاخيرة لا تدري من أي تصدّ سهام المجتمع المدني الذي يبدو أنه تلاقى مع جماهير “المستقبل” في نقطة الهجوم.
العنوان الاخير؛ بل ربّما التحدّي الأبرز للانتصار في العناوين السابقة، هو مسألة التحالفات. ففي حين ان “الوطني الحر” يئس نسبياً من إمكان تأمينه حلفاء جدّيين باستثناء تحالفه مع “الثنائي الشيعي” (حزب الله وحركة امل)، تعاني “القوات” من مشكلة إيجاد تحالفات سياسية، سواء مع المجتمع المدني أو مع الشخصيات السياسية المُستقلة، وبالمقارنة مع “التيار” فهي تبدو أكثر تأزّماً لأنها لم تستطع عقد أي تحالف وطني حقيقي الا مع “الحزب التقدمي الاشتراكي”، وهي اليوم عالقة على اعتاب القوى السنية والشيعية.
بات واضحاً ان المعركة الانتخابية التقليدية ستحمل معها تبعات شديدة بين “القوات” و”التيار” خلال المرحلة المقبلة.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook