آخر الأخبارأخبار دولية

شرطة الأخلاق تطلق النار على بطل ملاكمة كان يدافع عن زوجته في تجاوز جديد لقوات “الإرشاد” في إيران

نشرت في: 22/06/2022 – 12:26آخر تحديث: 29/06/2022 – 15:58

بدأ الأمر عندما أبدت شرطية في جهاز شرطة الأخلاق عدم رضاها على طريقة وضع الحجاب على الرأس بحجة أنه لم يكن بالشكل المطلوب وتم تداول صور في 11 حزيران/يونيو لكنها التقطت في 28 نيسان/أبريل وتكشف عن مشاجرة بين عناصر شرطة الأخلاق الإيرانية من جهة وبطل الملاكمة السابق رضا مراد خاني وزوجته ماريا عرفي التي تمارس رياضة الملاكمة هي الأخرى. وبقيامه بالدفاع عن زوجته بعد تعرضها لمضايقات بسبب طريقة لبس الحجاب، تلقى الرياضي الإيراني أربعة أعيرة نارية في جسده. وتم اعتبار هذه الحادثة بمثابة انتهاك جديد من قبل “غاشت وإرشاد” التي تمثل شرطة الأخلاق في الجمهورية الإسلامية.

اضطر رضا مراد خاني بطل إيران والقارة الآسيوية السابق في الملاكمة لقضاء نحو 12 ساعة في غرفة العمليات للنجاة من طلق ناري تعرض له والذي خلف له شللا جزئيا في جسده بعد تلقيه أربع رصاصات من شرطة الأخلاق الإيرانية خلال مشاجرة جرت في نهاية شهر نيسان/ أبريل الماضي في حديقة بالعاصمة طهران. ولم يتم الكشف عن ما حدث في وسائل الإعلام الإيرانية إلا في بداية شهر حزيران/ يونيو الجاري من قبل محامي الدفاع عن الرياضي السابق. وطلب القضاء الإيراني من الدفاع التكتم على الموضوع قبل النطق بالحكم في الملف. وقرر الملاكمان المتزوجان وفريق الدفاع عنهم التحدث عن الموضوع بعد أن اكشتفوا أن شرطة الأخلاق قد “كذبت” في تقريرها بعد أن تحدثت عن أن الملاكم وزوجته تمردا على قوات الأمن.

“زميلتك بصدد التحدث عن زوجتي، كيف يمكن ألا يعنيني هذا الأمر؟”

قالت ماريا عريفي في تصريح لجريدة “شارغ” إحدى أهم صحف البلاد المقربة من الإصلاحيين أن الأمر لم يكن كما روته شرطة الأخلاق:

كنت أنا وزوجي بصدد التنزه في حديقة “بارديزان”. وفجأة، توقفت سيارة شرطة الأخلاق بجانبنا وطلبت مني شرطية مدها برقم بطاقة الهوية الوطنية وقالت لي إنها بصدد التثبت ما إذا ارتكبت أمرا يتجاوز الأخلاق العامة.

لقد صدمني الأمر ورددت عليها بالقول: “لا يتطلب الأمر منك سوى البحث عن اسمي واسم زوجي على محرك البحث غوغل لمعرفة من نكون. نحن لسنا مجرمين، لا حاجة لك بمعرفة رقم بطاقة هويتي” وهنا تدخل زوجي وطلب منها “ما الذي تريدين قوله عندما تتحدثين عن التثبت ما إذا زوجتي قد ارتكبت شيئا يتجاوز الأخلاق؟”

وهنا، خرج شرطي من السيارة وقال لزوجي: “ابتعد هذا ليس من شأنك” ورد زوجي عليه قائلا: “زميلتك كانت بصدد التحدث مع زوجتي كيف يمكن لذلك الأمر ألا يكون من شأني؟” وفي الأخير، ولتفادي حدوث مشاكل خصوصا لأن ابنتنا التي لم يتجاوز عمرها السنة كانت معنا قدمنا الاعتذار لهم. ولكن الشرطي شتمني، وطلب منه زوجي التحلي باللباقة قبل أن يقوم  الشرطي برش رذاذ الفلفل عليه بشكل مفاجئ. وعندها، لم يعد زوجي قادرا على الرؤية وأشهر الشرطي سلاحه وأطلق النار في الهواء ومن ثم أطلق النار عليه فيما كانت زميلته الشرطية تصرخ “لا تطلق عليه النار لا تطلق عليه النار”

وفي المجمل، تم إطلاق عشر رصاصات من مسدس الشرطي أربع منها اخترقت جسد رضا مراد خاني في الظهر والمعدة والساق.


مقطع فيديو التقط بعد بضع دقائق من إطلاق النار. ونستمع إلى أشخاص يقولون: لقد أطلقوا (الشرطة) النار على هذه المرأة وزوجها، النجدة أرجوكم” وتم تداول مقطع الفيديو بشكل مفاجئ في 11 حزيران/ يونيو في وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.


بالنسبة إلى مغني الراب الإيراني توماج فقد قال ما يلي على حسابه في تويتر: “منذ نحو شهر، أطلق أعوان شرطة الأخلاق “غاشت وإرشاد” النار على رضا وهو بطل ملاكمة وطني كان يدافع عن زوجته، والآن، هم بصدد الإيقاع به لوضع حد لهذه القضية”.

وأكدت عائلتا عريفي ومراد خاني أن الشرطي قام بمصادرة كل هواتف الشهود تقريبا بهدف حذف كل محتوياتها ومسح أي صورة توثق لما حدث. ولكن تم تسريب صورة ومقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لما حدث في ذلك اليوم.

2 رضا مراد خاني ملقى على الأرض بعد أن تلقى رصاصات وتم تقييد يده من قبل الشرطة، صورة نشرت في 11 حزيران/ يونيو 2022. صورة مراقبون. © Observers

ويقول ضحايا الحادثة إنهم دفعوا كل الغرامات المطلوبة. وحسب الزوجين المتضررين، فقد قدم لهم قائد شرطة الأخلاق اعتذاراته عما حدث. ولكنهما يؤكدان أنهما اكتشفا، عبر محاميهما، أن الشرطي الذي أطلق النار على الرياضي السابق قد كذب في تقريره قائلا بأن ماريا عريفي لم تكن ترتدي الحجاب وكانت تتجول بقميص لا يغطي الذراعين وهذا ما برر به الشرطي تدخل شرطة الأخلاق التي تتولى التثبت في الأزياء التي تلبسها الإيرانيات خصوصا فيما يتعلق بطريق وضع الحجاب على الرأس. وأكد شهود عيان كثر بينهم من الكادر الطبي الذي جاء في سيارة الإسعاف لنقل رضا مراد خاني إلى المستشفى، أن كل هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة. ويعتبر الرهان في هذه القضية كبيرا، إذ يمكن أن تتعرض ماريا عريفي للسجن لمدة شهرين بسبب “عدم ارتداء الحجاب” كما يواجه زوجها إمكانية السجن لثلاث سنوات بتهمة “التمرد على قوات الأمن” حيث يواجه ادعاءات بأنه حاول افتكاك رشاش رذاذ الفلفل من يد الشرطي.

وبما أنه أصيب بأربعة أعيرة نارية على يد الشرطي، فقد خرج رضا مراد خاني من الحادث بجروح بليغة وصرح بدوره أيضا لصحفية “شارغ” قائلا:

لقد كنت أكسب قوتي من رياضة الملاكمة والآن لم أعد قادرا لا على اللعب أو التدريب وذلك لمدة لا تقل عن عام بسبب وضعي البدني الحالي. كل ما نريده ببساطة هو تحقيق العدالة وأن تعترف الشرطة بحقيقة ما حدث وأن تسلط على عون الأمن المتعدي أقسى عقوبة ممكنة.

تجاوزات لا تحصى ولا تعد

ويعرف جهاز” غاشت وإرشاد” بتجاوزاته الكثيرة لدى الإيرانيين. حيث تم تصوير عدة انتهاكات من قبل مواطنين وتم نشر بعض المقاطع في وسائل إعلام دولية. وفي سنة 2018، أدى مقطع فيديو لرجل شرطة بصدد التجاوز مع فتاة شابة إلى موجة تنديد واسعة على  وسائل التواصل الاجتماعي.

ومنذ الثورة الإسلامية في إيران في سنة 1979، تحدى عدد كبير من النساء إلزامية ارتداء الحجاب وذلك في مظاهرات أو ارتداء الحجاب بشكل يكشف جزءا من الشعر أو من خلال الترويج لفكرة حرية الاختيار بين ارتدائه من عدمه.

في سنة 2019، حكمت السلطات الإيرانية على السيدتين سابا كورد أشفري وياسمان أراياني بالسجن خمس سنوات لنشاطهن المناهض لارتداء الحجاب. كما تم الحكم على والدة ياسمان أراين لنفس الأسباب ولكن بعقوبة أقسى وصلت للسجن تسع سنوات.

//platform.twitter.com/widgets.js


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى