آخر الأخبارأخبار دولية

الكولومبيون يدلون بأصواتهم في انتخابات رئاسية توحي مؤشراتها بفوز تاريخي لليسار


نشرت في: 29/05/2022 – 14:41

يدلي الكولومبيون الأحد بأصواتهم في انتخابات رئاسية تجري تحت شعار التغيير الذي يتطلع إليه غالبيتهم الكبرى في اقتراع قد يصعد بالمرشح الأول للظفر به غوستافو بيترو كأول رئيس يساري في تاريخ البلاد الحديث. وتجري الانتخابات في أجواء من التوتر السياسي الشديد، بعد أربع سنوات لم تشهد إصلاحات كبرى وطغت عليها الجائحة وركود اقتصادي وتظاهرات حاشدة في المدن وتفاقم العنف من قبل الجماعات المسلحة في الأرياف.

تشير استطلاعات الرأي في كولومبيا إلى تقدم غوستافو بيترو في انتخابات رئاسية يدلي فيها االكولومبيون بأصواتهم الأحد في اقتراع دعي إليها نحو 39 مليون ناخب. وقد يصبح بيترو في حال فوزه أول رئيس يساري في تاريخ البلاد الحديث.

يختار الكولومبيون رئيسهم الجديد من بين ستة مرشحين، خلفا للرئيس المحافظ المنتهية ولايته إيفان دوكي الذي لا يحظى بشعبية ولا يمكنه الترشح لولاية جديدة.

وتجري الانتخابات في أجواء من التوتر السياسي الشديد، بعد أربع سنوات لم تشهد إصلاحات كبرى وطغت عليها الجائحة وركود اقتصادي وتظاهرات حاشدة في المدن وتفاقم العنف من قبل الجماعات المسلحة في الأرياف.

وكشفت التظاهرات التي أطلقتها لجنة الإضراب الوطني في ربيع 2021 وقمعتها الشرطة بعنف، مدى الإحباط الشعبي ولا سيما بين الشبان في مواجهة الفقر وعدم المساواة والفساد المستشري.

في المناطق الريفية، تصاعدت أعمال العنف مع تزايد سيطرة رجال العصابات والجماعات المسلحة المرتبطة بالإتجار بالمخدرات على المجتمعات المحلية، ما يقوض الإنجازات القليلة لاتفاق السلام الموقع عام 2016 مع القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك).

“خياران”

نجح السناتور اليساري رئيس بلدية بوغوتا السابق غوستافو بيترو الذي يتصدر استطلاعات الرأي، وهو مقاتل سابق تحول إلى الاشتراكية الديمقراطية، في الاستفادة من التعطش إلى “التغيير” الذي جعل منه شعار حملته.

وأعلن بيترو خلال مناظرة أخيرة الجمعة “هناك في نهاية المطاف خياران: إما نبقى على ما لدينا، الفساد والعنف والجوع، وإما نحدث تغييرا للمضي نحو السلام والتقدم المنتج وديمقراطية تتسم بالشفافية” داعيا المواطنين إلى توحيد صفوفهم “من أجل الحياة” وهو شعار آخر لحملته.

وهي ثالث مرة يخوض بيترو (62 عاما) انتخابات رئاسية ويرى العديد من الناشطين في ائتلافه اليساري “الميثاق التاريخي” الذي تصدر الانتخابات التشريعية في آذار/مارس الماضي، أن هذه الانتخابات ستكون فاصلة.

ويخوض بيترو الانتخابات مع مرشحته لنيابة الرئاسة فرانسيا ماركيز، وهي ناشطة من أجل حقوق النساء ومناهضة للعنصرية فرضت نفسها منذ الآن كإحدى الظواهر الطاغية في هذه الانتخابات.

وخيم استقطاب شديد على الحملة الانتخابية وتخللتها تهديدات بالقتل موجهة إلى بيترو ومرشحته لمنصب نائبة الرئيس، ما حتّم تأمين حماية متواصلة لهما بواسطة حاجز من الدروع المضادة للرصاص.

وحذرت بعثة مراقبة الانتخابات، وهي ائتلاف من المنظمات غير الحكومية، من أن الأيام الأخيرة كشفت عن “مستوى مرتفع من العنف والتضليل الإعلامي … على شبكات التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام”.

وبعد حصول تباينات قبل فرز الأصوات في الانتخابات التشريعية على حساب معسكره، أبدى بيترو مخاوفه الجمعة حيال “عدم وجود ضمانات” للانتخابات الرئاسية، ولا سيما في ما يتعلق ببرنامج تعداد الأصوات الذي لم يتم الكشف عنه في الوقت المناسب رغم تعليمات القضاء والحكومة.

خطاب كلاسيكي

في المقابل، فإن المرشح المحافظ فيديريكو غوتيريث الرئيس السابق لبلدية ميديين (شمال غرب) الذي حصل على 27 % من الأصوات، يقدّم نفسه على أنه مدافع عن الكولومبيين “العاديين” واعدا بإحلال “النظام والأمن”.

وبعد اعتماده خطابا تقليديا يقوم على التنديد بـ”الشيوعية”، تبنى غوتيريث الذي يلقبه أنصاره “فيكو”، شعار التغيير مؤكدا أنه مرشح “المنطق”.

وقال خلال المناظرة الجمعة “ما أريده هو توحيد كولومبيا لأنها بحاجة إلى تغيير. لكن هذا التغيير يجب أن يقودنا بالطبع إلى بر الأمان بدون أن يعرض البلد للخطر”.

ومن المقرر أن تجري الدورة الثانية في 19 حزيران/يونيو في حال لم ينجح بيترو في إحراز غالبية 50% من الدورة الأولى.

 

فرانس24/أ ف ب


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى