آخر الأخبارأخبار دولية

“عيادات مزيفة” تخدع النساء الراغبات في الإجهاض


نشرت في: 05/07/2022 – 17:09آخر تحديث: 06/07/2022 – 13:01

تلجأ ما تُعرف بـ”مراكز أزمات الحمل” الأمريكية إلى أساليب مبتكرة لإقناع النساء بعدم الإجهاض، إذ توهمهن بالقيام بفحص إمكانية الإجهاض لإقناعهن بالتخلي عن الفكرة. وفي الوقت الذي لم يعد فيه حق الإجهاض مضمونا في الولايات المتحدة، ضاعف المدافعون عن حق المرأة في ذلك جهودهم للتنبيه بما يصفونه “فحوصا طبية خاطئة للإجهاض” وذلك عبر مقاطع فيديو توعوية يصورون من خلالها ويحددون المواقع التي تضلل الناس وتفضح أساليب نشر الأخبار الكاذبة عن الموضوع.

تقدم هذه المراكز فحوص حمل مجانية ومواعيد مع “ممرضة” لتقديم نصائح للنساء… بالنسبة لشخص غير منتبه فإن “crisis pregnancy centers (بالعربية مراكز أزمات الحمل) تشبه بشكل خادع عيادات عمليات الإجهاض. ولكن هدفها الحقيقي مخالف لاسمها المعلن، إذ تعمل في الواقع على إقناع النساء بعدم الإجهاض بتقديم معلومات طبية غير دقيقة ودفع النساء لعدم الإجهاض بمعلومات كاذبة.

وللوصول إلى غايتها، تدعي هذه العيادات أن الحمل وصل إلى مراحل متقدمة حتى وإن كان الوضع غير ذلك، وأن الإجهاض يزيد من الخصوبة أو تلعب على الوتر الحساس لدى الأمهات وإيهامهن بأن “قلب الجنين بصدد النبض”.


توجه كينيدي النساء إلى عيادات الإجهاض الحقيقية. وتقف هذه السيدة أمام “عيادة إجهاض عشوائية ومضللة” تحاول جذب النساء أمام عيادة تنفذ علمية الإجهاض بشارلوت في ولاية كارولاينا الشمالية.

“الهدف الأول هو إدخالهم من باب العيادة ومن ثم يتم إقناعهن بالتخلي عن الإجهاض” 

تبلغ مراقبتنا جنيفر من العمر 38 عاما ولديها ثلاثة أطفال. وقد أجرت جنيفر عملية إجهاض عندما كان عمرها 15 عاما وقالت إنها نجت في ذلك الوقت من “عيادات خادعة” لأنها كانت تحظى بدعم من أختها وأمها. أما اليوم، فإنها تعمل على التحذير من هذه المؤسسات التي تعمل على خداع من لا يمتلكن المعلومات الصحيحة.

وعلى حساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي، تندد جنيفر بالخصوص بـ”العيادات المزيفة” في مدينة بوفالو بولاية نيويورك والتي تظاهرت أمامها ثلاث مرات خلال شهر أيار/مايو وتقول إنها نجحت منذ ذلك الوقت في ثني نساء كن يعتقد أن سيجدن معلومات مفيدة حول الإجهاض في هذه المراكز.

عادة ما تتواجد العيادات المزيفة بالقرب من العيادات الرسمية للتنظيم العائلي. ويرتدي الأشخاص العاملون فيها نفس زي الأطباء ولكنهم في الحقيقة ليسوا منهم، إنهم في الواقع أناس لديهم قناعات دينية قوية.

ويؤكد الناشطون الذين ينددون بـ”العيادات المزيفة” أن عدد الأشخاص الذين يعملون في مراكز الإجهاض المزيفة لا يملكون أية كفاءة طبية وغالبا ما يكونون منضوين في أنشطة دينية.


“عيادة إجهاض مزيفة” تقع بالقرب من إدارة التنظيم العائلي (مثل ما نراه على الصورة الثانية) في مدينة تيمبي بولاية أريزونا.

لا يقولون علنا إنهم ضد مبدأ الإجهاض قبل أن ترى ذلك بنفسك داخل عيادتهم.  وإذا ما اتصلت بهم قبل التوجه إليهم يقولون لك: “بإمكانكم القدوم لتأكيد حملكم وسنقوم بإجراء صورة إيكوغرافية” ويقترحون عليكم كثيرا من الفحوص المجانية. والهدف حينها هو دفعك للقيام بالخطوة الأولى أمام بابهم بكل الوسائل الممكنة وبعد ذلك يقومون بكل شيء لثنيك على الإجهاض.

ولا تتورع هذه الأطراف عن الإقرار بلجوئها لمثل هذه الأساليب، ففي تحقيق نشره موقع “فايس” في سنة 2016، أكدت إحدى معارضات حق الإجهاض: “أفضل عميلة يمكن الحصول عليها، هي تلك التي تعتقد أنها كانت تدخل عيادة إجهاض حقيقية”.

وتواصل جنيفر قائلة:

تملك هذه العيادات إمكانات كبيرة [فريق التحرير: عبر تبرعات دينية ولكن أيضا بدعم من المال العام] ويمكن لها القيام بحملة إعلانات وتقترح كل أشكال العروض المجانية. وذلك يمكن أن يكون عنصر جذب مهما باعتبار أنه في الولايات المتحدة لا نملك تغطية اجتماعية وزيارة عيادة طبية حقيقية يكلف مبلغا كبيرا.

تفادي فخ العيادات المزيفة

ويتحرك المدافعون عن حق الإجهاض لتفادي أن تتوجه النساء اللاتي يرغبن في الإجهاض إلى “عيادة مزيفة”.

ويمر ذلك بالخصوص عبر التنبيه إلى عدة مؤشرات يمكن أن تظهر الحقيقة إذ تلخص جنيفر ذلك قائلة:

عيادة طبية حقيقية لن تقدم تصويرا إيكوغرافيا مجانيا ولن تقوم بإعلانات على جملة من الخدمات المجانية، لأن العاملين في القطاع الصحي يجب أن يتلقوا مقابلا لعملهم.

بعد الأسماء تتواتر كثيرا على واجهات العيادات المزيفة مع كلمات مثل “موذرهود” (أمومة و”موذر تشويس” (خيار الأم) إلى غير ذلك من العبارات.. أما في عيادة طبية حقيقة فإن ستجد أسماء مثل “وومن سرفيس” (خدمات للنساء).

كما يوجد أيضا عدد كبير من المواقع التي تحصي العيادات الطبية الحقيقية (على غرار هنا أو هنا).


كينيدي إحدى مساندات حق الإجهاض تصور رجل يعمل في “عيادة مزيفة متنقلة” أمام عيادة إجهاض بمدينة شارلوت في ولاية كارولاينا الشمالية في 14 أيار/مايو الماضي. وكان الرجل يحمل لافتة تعرض إجراء صورة إيكوغرافية مجانية.

مؤشر آخر على زيف هذه العيادات، جمل على غرار “لماذا يجب عليكم اختيار عيادتنا وليس التنظيم العائلي” (على غرار عيادة مدينة بوفالو) فالعيادة الطبية الحقيقية ستعمل على عرض كل الخيارات أمامك. عندما كنت حاملا، أجرت لي عيادة التنظيم العائلي فحص حمل مجانيا وعثرت لي على طبيب حمل.


تعرض هذه الخريطة التي أنجزها موقع “عرض العيادات المزيفة expose fake clinic” “عيادات الإجهاض المزيفة” خصوصا بفضل عمليات الإخطار عبر الإنترنت.

في بعض الولايات الأمريكية، تتجاوز هذه المؤسسات الصحية المزيفة بكثرة عدد العيادات الحقيقية، إذ توجد عيادة وحيدة حقيقة مقابل عشرة عيادات أزمات الحمل “سي بي سي” في ولاية تكساس على سبيل المثال. وفي عدة ولايات ذات غالبية مساندة للجمهوريين، تضطر العيادات المخصصة للإجهاض – التي تواجه تشريعات قانونية غير مشجعة- لإغلاق أبوابها. وخلال سنة 2022، لم يتبق منها سوى ثلاث عيادات في لويزيانا وواحدة أخرى في مدينة أوكلاهوما.


مجموعة “دعم” تعمل على توجيه النساء إلى عيادات إجهاض حقيقية في ولاية كارولاينا الشمالية.

 


متظاهرة تندد بعمليات “توجيه خادعة” أمام عيادة تنظيم عائلي في ولاية نيويورك في 4 حزيران/يونيو 2022. ويمكن أن نرى أنها تحمل صليبا خشبيا.

ومع ما يحدث اليوم [مصادقة المحكمة العليا الأمريكية على التخلي على قانون رو ضد وايد الذي يمنح حق الإجهاض] فإن كفاحنا يتمثل في مواصلة إعطاء المعلومات الصحيحة بخصوص الإجهاض والتشهير بالعيادات الطبية المزيفة.

وحتى إن كانت عيادات “أزمات الحمل” تقدم علما معلومات مضللة علميا وتستخدم أساليب خادعة لإقناع النساء بوجهة نظرها، فإنها تتمتع بشرعية قانونية لا بل تتمتع جزئيا بتمويل الخزانة العامة.

وفي بعض الولايات الأمريكية، تجبر الإدارات المحلية في المقابل هذه “العيادات المزيفة” على الإشارة إلى أنها ليست مؤسسات صحية. وأودع مشرعون أمريكيون في 23 حزيران/يونيو الماضي نص قانون في مجلس النواب الأمريكي يحض على محاربة المعلومات المضللة المرتبطة بالإجهاض.

//platform.twitter.com/widgets.jshttps://platform.instagram.com/en_US/embeds.js


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى