آخر الأخبارأخبار محلية

سباق بين التسوية والانفجار

بات السؤال الاساسي الذي يُطرح اليوم بشأن امكان حصول تسوية اقليمية بين الولايات المتحدة الاميركية وإيران وبين بعض الدول الاقليمية في المنطقة على اعتبار ان هذه التسوية من شأنها أن تؤثر على معظم الساحات الساخنة وتدفع بها نحو الحل.


لكن الحديث عن تسوية حاسمة لم يعُد موضوعاً على نار حامية، إذ إن التطورات التي تحصل في العالم تجعل الوضع متأرجحاً بين الذهاب الى تسوية او انفجار الوضع بشكل كامل، وذلك بسبب تشابك المصالح الدولية.

بحسب مصادر مطلعة فإن إحدى اولى الاسباب التي تفرمل الانفجار وتدفع نحو التسوية هي رغبة الولايات المتحدة الاميركية بعدم فتح جبهة جديدة في الشرق الاوسط، لا سيما مع ارتفاع حدّة التوترات في أقصى شرق آسيا على اعتبار ان الحرب في اوكرانيا تشغل واشنطن التي لا تنوي أن تترك للصين هامشاً واسعاً من الحرية السياسية.

وعليه فإنّ الولايات المتحدة الاميركية لا ترغب بفتح جبهة ثالثة في المنطقة وتحديداً في ظل وجود اسرائيل، والتي تعتبر احدى الحواضن الاساسية للسياسة الاميركية في المنطقة. إذ تسعى إدارة بايدن للتفرّغ لأوروبا، والكمّ الهائل من التطورات السريعة فيها والناتجة عن الحرب الاوكرانية – الروسية، والتوتر السياسي وغير السياسي المتصاعد بين الصين وتايوان في ظل انخراط اميركا في هذا الملعب.

ومع كل المتغيرات الدولية والظروف الراهنة في العالم والتي توحي بأن التسوية باتت امراً محسوماً تظهر مؤشرات اخرى توحي عكس ذلك في ظلّ ارتفاع وتيرة الاضطرابات في بعض الدول كالعراق مثلا وانعدام القدرة الاميركية على تنفيذ انسحاب عسكري من سوريا، وهذا الامر يدفع باتجاه ازمة حقيقية مع إيران ويساهم بشكل او بآخر بتراجع احتمالات العودة الى الاتفاق النووي.

تبدو النقاط العالقة حول الملف النووي، رغم محدوديتها، مستعصية على الحل السريع، وهذا ما قد يُعيد التوتر الى كامل المنطقة. أضِف الى ذلك الازمة المعقدة في لبنان والمرتبطة بملف استخراج الغاز وترسيم حدوده مع فلسطين المحتلة حيث ان هذا الامر قد يكون احدى الشرارت الاساسية التي ستساهم بإشعال المنطقة وإنهاء أي فرص للتسوية بالرغم من تلميحات الامين العام “لحزب الله” السيد حسن نصر الله الاخيرة بأن احتمالات الحرب تراجعت في الايام الماضية ربطاً بمؤشرات التفاوض التي احرزت في اليومين الماضيين تقدماً ايجابيا.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى