آخر الأخبارأخبار دولية

القادة الليبيون تحت وطأة ضغط متزايد للشارع بسبب الأوضاع الاقتصادية يضاف إلى الفوضى السياسية

نشرت في: 02/07/2022 – 19:59

يواجه القادة الليبيون ضغطا متزايدا من الشارع غداة مظاهرات عارمة بسبب الأزمة الاقتصادية الحادة وخصوصا انقطاع التيار الكهربائي المتواصل في وقت تشهد فيه البلاد موجة حر شديدة. يأتي هذا ليزيد الأزمة السياسية تعقيدا حيث لم يتمكن الفرقاء الليبيون من تسوية خلافاتهم حول تقاسم السلطة بين حكومتين متنافستين، إحداهما في الشرق (يدعمها المشير خليفة حفتر) والأخرى في الغرب (يرأسها منذ العام 2021 عبد الحميد الدبيبة). وشهدت البلاد خلال 11 عاما تشكيل عشرات الحكومات وحربين أهليتين، وإلى غاية الساعة لم تتوصل إلى تنظيم انتخابات رئاسية.

هدوء هش شهدته عدة مناطق ليبية السبت غداة مظاهرات شعبية حاشدة تنديدا بانقطاع الكهرباء والأزمة الاقتصادية الخانقة في بلد يمتلك أكبر احتياطيات نفطية في أفريقيا. ووجد القادة الليبيون أنفسهم تحت وطأة الضغط المتنامي للشارع في وقت لم يتمكّنوا من تسوية خلافاتهم السياسية.

واقتحم متظاهرون في طبرق (أقصى شرق البلاد) الجمعة مقر البرلمان الليبيباستخدام جرّافة، قبل أن يضرموا فيه النار احتجاجاً على تدهور ظروف الحياة وإهمال قادتهم. ونزل آلاف الأشخاص إلى شوارع المدينة، من مهد ثورة العام 2011 في بنغازي شرق البلاد  إلى العاصمة طرابلس في غربها، مروراً بمدينتي طبرق والبيضاء الشرقيّتين.

وردد المتظاهرون هتافات “نريد الكهرباء”، في إشارة إلى انقطاع الكهرباء الذي يستمر 12 ساعة يومياً أو إلى غاية 18 ساعة في الأيام الشديدة الحرارة.

وكانت العاصمة أيضاً مسرحاً لتظاهرات الجمعة طالب خلالها مئات الأشخاص بتجديد الطبقة السياسية وإجراء انتخابات ووضع حد لانقطاع الكهرباء. 

وانتشرت هذه التحرّكات المفاجئة في مختلف أرجاء البلاد، وفق صور بثها الإعلام. ففي سبها الواقعة جنوباً، أضرم المتظاهرون النار في مبنى رسمي.

 “مؤلم للغاية” 

وقال المحلل المتخصص في الشأن الليبي جلال حرشاوي “منذ أكثر من عام، احتكرت الغالبية العظمى من جهود الدبلوماسية والوساطة فيما يتعلق بليبيا عبر مفهوم الانتخابات التي لن تجري قبل عامين على الأقل نظراً لفشل المفاوضات في جنيف الخميس برعاية الأمم المتحدة”.


01:24

جانب من جلسة البرلمان الليبي بمدينة سرت بهدف منح الثقة لحكومة وحدة وطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، 8 آذار/مارس 2021. © عصام عمران الفيتوري – رويترز/ أرشيف

ومع ذلك، قال حرشاوي إنّ الاقتصاد “كان ينبغي أن يكون الأولوية الحقيقية للجميع”. وأضاف “على هذه الجبهة، كان العام 2022  مؤلماً للغاية بالنسبة لليبيين لأسباب عدة”، مشيراً إلى أن “ليبيا تستورد كافة موادها الغذائية تقريباً وأثرت الحرب في أوكرانيا على أسعار الاستهلاك كما في العديد من دول المنطقة”.

وكان قطاع الطاقة الرئيسي في البلاد، الذي سمح بتمويل دولة الرفاه في عهد الزعيم السابق معمر القذافي الذي قُتل خلال ثورة 2011، ضحية جانبية للانقسامات السياسية منذ منتصف نيسان/ابريل، في ظل موجة من الإغلاق القسري لمواقع النفط نتيجة المواجهة بين حكومتين متنافستين.

وتتنافس هاتان الحكومتان على السلطة منذ آذار/مارس، واحدة مقرها طرابلس غرب البلاد يقودها عبد الحميد الدبيبة منذ 2021 وأُخرى بقيادة فتحي باشاغا يدعمها برلمان طبرق والمشير خليفة حفتر الرجل القوي في الشرق.

وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط الخميس خسائر بحوالي 3,5 مليارات دولار وانخفاضاً في إنتاج الغاز، الذي يعدّ ضرورياً لتزويد شبكة الكهرباء.

ولوّح العديد من المتظاهرين الجمعة بالعلم الأخضر لنظام القذافي السابق وكأنهم يتحسرون على العهد السابق.

 عمليات تهريب

وشهدت البلاد خلال 11 عاماً تأليف عشرات الحكومات وحربين أهليتين، وإلى غاية الساعة لم تتوصل إلى تنظيم انتخابات رئاسية.

وبالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي، يعيش الليبيون على إيقاع النقص في السيولة والوقود بينما يشهد قطاع الخدمات تدهورا كبيرا والبنى التحتية سيئة للغاية.

وقال حرشاوي “في الشرق كما في الغرب، تقوم الميليشيات بعمليات تهريب ضخمة تؤدي إلى نقص خطير في الوقود للمواطنين العاديين. وهناك أيضا ما يعرف بحكم الكليبتوقراط  أو الفساد الممنهج في الشرق كما هو الحال في الغرب”.

ووصفت ستيفاني وليامز، مبعوثة الأمم المتحدة إلى ليبيا التي ترعى عملية سياسية متعثّرة، تخريب البرلمان بأنه “غير مقبول”، داعية جميع الأطراف إلى “ضبط النفس”.

وقالت في تغريدة على موقع “تويتر”، “ينبغي احترام وحماية حق الشعب في الاحتجاج السلمي، لكن أعمال الشغب والتخريب كاقتحام مقر مجلس النواب في وقت متأخر يوم الجمعة في طبرق غير مقبولة على الإطلاق”، مؤكدة أن “من الضروري للغاية الحفاظ على الهدوء وتعامل القيادة الليبية بمسؤولية مع الاحتجاجات وتحلي الجميع بضبط النفس”.

من جهته، قال الدبيبة على تويتر “أضم صوتي للمواطنين في عموم البلاد. على جميع الأجسام الرحيل بما فيها الحكومة، ولا سبيل لذلك إلا عبر الانتخابات. والأطراف المعرقلة للانتخابات يعلمها الشعب الليبي”.

واعتبر سفير الاتحاد الأوروبي في ليبيا جوزيه ساباتيل أن التظاهرات “تؤكد أن الناس يريدون التغيير عبر الانتخابات ويجب أن تُسمع أصواتهم”.  وكتب على “تويتر”، “ولكن يجب أن تجري التظاهرات بسلام مع تجنّب كل أشكال العنف”.

فرانس24/أ ف ب


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى