آخر الأخبارأخبار محلية

القلق مقيم في عين الحلوةوسط تشدّد الفريقين

كتب ابراهيم بيرم في” النهار”: بحسب معطيات مستقاة من أكثر من مصدر على صلة بالوضع الفلسطيني في لبنان، فإن إمكان انفجار موجة عنف جديدة في مخيم عين الحلوة شبيهة بالأخيرة هي الآن مستبعدة لكن الأمور لم تبلغ بعد المرحلة المأمونة التي تسقط احتمالات المفاجأة. وبناءً على ذلك فإن العوائق التي تحول حتى الآن دون إزالة ذيول الاشتباكات الأخيرة في المخيم تتجسّد في أمرين واقعين:الأول سعي أحد طرفي الاشتباك في المخيم وهو الى إعادة المخيم الى المعادلة التي كان عليها قبل اشتعال الاشتباكات الأخيرة.

والثاني أن الطرف الآخر لهذه الاشتباكات وهو المجموعات المتشددة، يعارض صراحة إعادة عجلة الأمور الى ما كانت عليه قبيل اندلاع الاشتباكات الأخيرة ويريد في المقابل إرساء أسس تفاهم جديد قائم على تقاسم جديد للنفوذ في المخيم. وبمعنى أوضح، تريد تلك المجموعات المتشددة أن تستثمر في ما تعتبره “انتصارات” مزعومة في الجولة الأخيرة.ليس جديداً الإشارة الى أن القيادة المركزية لحركة فتح في رام الله سارعت الى إيفاد الشخصية الأساسية التي أوكلت إليها إدارة الملف اللبناني، عزام الأحمد الى بيروت. ومنذ ان حل هذا الرجل الخبير في لبنان أيقن صعوبة مهمته.الى ذلك يعرف الأحمد أنه أتى الى بيروت في وقت كان فيه منسوب الانتقاد للسلطة الفلسطينية عالياً جداً عند اللاجئين وعند اللبنانيين المتعاطفين مع القضية الفلسطينية بفعل “موجة الاعتقالات الواسعة” التي طاولت ناشطين فلسطينيين في الضفة ضد الاحتلال. وهكذا لم ينجح الأحمد هذه المرة في صرف رصيده الشخصي ورصيد حركته على رغم أنه استنجد بفصائل تنضوي في إطار المنظمة وببعض الرموز الصيداوية.وباختصار، وجد الأحمد نفسه هذه المرة أن عليه أن يفاوض متشددين على درجة عالية من الشراسة لا يضعون في حساباتهم هذه المرة فكرة التنازل والتراجع والتراخي.والى ذلك استشعر الأحمد أن قنوات التواصل والضغط التي كانت تمد له يد العون سابقاً وتساعده في مهمته ومنها حركة حماس وقوى قريبة من “حزب الله” وحتى الدولة اللبنانية التي كانت دوماً تتعامل معه بإيجابية لكونه يمثل منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين بدت غير متحمسة لتؤدي دورها السابق المعتاد.وبناءً على كل هذه المعطيات اضطر الأحمد الى تمديد إقامته في بيروت بحثاً عن صيغة تسوية من شأنها أن تحفظ ماء الوجه للفصيل الفلسطيني الأم، وتجعله لا يعود الى الضفة الغربية ويكون مجبراً على إبلاغ قادته هناك بأن الورقة الفلسطينية في لبنان لم تعد ملك يمين السلطة والمنظمة كما في الغابر من الأيام.والى حين أن يقتنع المعنيون الفلسطينيون بمقاربة الأمور بموضوعية أكبر ويضعوا في حساباتهم إمكان التنازل ستظل الأوضاع في المخيم على الصورة التي شخصتها وشرحتها مديرة الأونروا في لبنان، وهي بمجملها صورة قاتمة.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى