يحتوي على مواد مسرطنة.. معمل أترنيت لبنان ينشر الموت في شكا
32 عاماً، حصد خلالها الموت أرواح كثيرين، من دون أن يحرّك أحد ساكناً. وكلما مرّ الملف على أحد الوزراء المتعاقبين في وزارة البيئة، كانت النقاشات تنتهي بضرورة «تسفير المواد»، من دون أن تكون هناك أي خطة لذلك… أخيراً، اقترح وزير البيئة ناصر ياسين على خبير أسكتلندي (كُلّف بإجراء دراسة حول انتشار الـ«إسبستوس» في الهواء عقب انفجار المرفأ) أن يزور معمل «أترنيت لبنان» لإجراء دراسة مفصّلة، وشكّل لجنة خبراء زارت المعمل قبل أسبوعين لتقديم مقترحات إلى محكمة الإفلاس عبر تفكيك المواد الخطرة بطرق آمنة وعزلها ومعالجتها. وبحسب مستشار وزير البيئة المتخصّص في علم السموم، حسن دهيني، يجري العمل على عدد من المقترحات، من ضمنها إنشاء مطمر صحي لهذه المواد. لكنه يقرّ بأن الوصول إلى النهاية ليس سهلاً، فعدا المعايير الصارمة التي يجب اتخاذها، هناك كلفة كبيرة للعمل يقدّرها الوزير ياسين بـ«ملايين الدولارات، وهذا ليس سهلاً على الدولة، ويجري التفكير حالياً في طلب مساعدة من المنظمات الدولية».
بحسب مصادر وزارة البيئة، فإن أحد الخيارات الأقرب إلى المنطق «والأحسن والأرخص هو إنشاء المطمر الصحي، على أن يكون قريباً من المعمل». وعليه «يبدأ العمل بتغليف المعمل كاملاً والعمل على تفكيكه وتغليف المعدات بطرق تراعي الشروط الصحية والبيئية كي لا تتطاير ذرات الإسبستوس وتلوّث الهواء». ويُعمل اليوم على تقدير الكلفة، أضف إلى أن الخبير الأسكتلندي «أخذ عينات من الهواء لتقدير نسبة المواد الخطرة، على أن تقوم لجنة الخبراء بزيارة ثانية له قبل صدور التقرير النهائي».
طوال تلك السنوات بقي المعمل مشرّعاً من دون تغليف وهذا، بحسب القانون، «جريمة»، يردف أبي شاهين، مشيراً بـ«الأدلة» إلى تسبب الـ«إسبستوس» بوفاة 36 من أصل 52 كانوا يعملون في المعمل، أي نحو الـ70% من عدد العاملين. وهذا ما يصنّفه دهيني، مستشار وزير البيئة، بـ«التعرض المهني»، حيث تكون الإصابة أكثر التصاقاً بمن يعملون بشكلٍ مباشر. وبسبب عدم إدراك الناس لخطورة المرض، كان ينتقل إلى أفراد عائلة العامل المصاب بسبب غياب إرشادات الوقاية. و«جريمة أخرى»، يتابع أبي شاهين، تسبب بها أصحاب المعمل، إذ لم تكن هناك أيّ مراعاة لشروط العمل الصحية، فكان الموظفون يعملون بثيابهم العادية من دون إجراءات وقائية «ويذهبون إلى بيوتهم بثيابهم تلك، آخذين معهم الغبار، ما أدى إلى إصابة الكثير من عائلات العاملين، ومعظمهم صغار في السن، بالسرطان».
الموت «شغّال» هناك، وفي كل يوم ثمة من يُقتل بسرطان «ميزوثليوما» الذي يصيب غشاء الرئة، بحيث يصل المصاب به إلى مرحلة الموت اختناقاً. وبحسب دهيني، خطورة هذا المرض أنه «يمكن أن ينتقل من غشاء الرئة إلى أغشية القلب».
مصدر الخبر
للمزيد Facebook