آخر الأخبارأخبار دولية

هل يملك المدرب الأجنبي مفتاح مصالحة الفراعنة مع جماهيرهم؟


نشرت في: 17/06/2022 – 16:46

يعود النقاش القديم الجديد حول جدلية المدرب الأجنبي ونظيره المحلي ومن منهما القادر على خوض التحديات بفعالية أنجع على رأس الفراعنة. واندلع هكذا جدل إثر إعلان الاتحاد المصري إعفاء المدرب إيهاب جلال بعد شهر فقط على تعيينه. لكن النتيجتين الأخيرتين لمجموعته، أمام كل من إثيوبيا وكوريا الجنوبية، عجلت برحيله. فهل المدرب الأجنبي الذي قرر الاتحاد المصري الاستعانة به هو رجل المرحلة؟

في كل مناسبة توشك فيها سفينة أحد المنتخبات العربية من الغرق، يطفو فيها على السطح نقاش قديم/ جديد حول جدلية المدرب الأجنبي ونظيره المحلي. ويعلق هذا الطرف أو ذاك على مشانق الإعلام ومواقع التواصل في سياق جدل، يعتبره البعض سطحيا لا يتسرب، إلا نادرا، إلى عمق إشكالات كرة القدم الحقيقية في هذه البلدان. 

وإقالة مدرب الفراعنة إيهاب جلال الخميس من طرف الاتحاد المصري بعد شهر على تعيينه، والرغبة المعلنة منذ البداية لهذا الاتحاد للتعاقد مع مدرب أجنبي بعده أمام تأييد البعض ومعارضة البعض الآخر، نموذج جديد من الأجواء المشحونة التي تعيشها كرة القدم وجماهيرها في هذا البلد العربي العاشق للمستديرة. 

ولم تكن التجربة القصيرة لإيهاب جلال مع الفراعنة مثمرة بالنظر للنتائج التي حققها في ثلاث مباريات، انتصر في واحدة منها على غينيا بهدف مقابل لا شيء في أولى جولات دور المجموعات لتصفيات كأس الأمم الأفريقية، إلا أنه خسر أمام إثيوبيا بهدفين نظيفين في الجولة الثانية، وتلقى هزيمة ثقيلة في مقابلة ودية ضد كوريا الجنوبية 4-1.

“قررنا توجيه الشكر لإيهاب”

“قررنا توجيه الشكر لإيهاب جلال ونتمنى له التوفيق بعد الفترة الماضية”، بهذه العبارة أكد عضو الاتحاد المصري لكرة القدم حازم إمام الخميس الاستغناء عن خدمات مدرب الفراعنة، مبررا الاختيار بالضغط الممارس على الاتحاد جراء النتائج السلبية الأخيرة خاصة بعد هزيمتين متواليتين. 

وسبق لجلال تدريب الزمالك والإسماعيلي وغيرها من الفرق، واشتهر بأسلوبه الهجومي في اللعب، لكنه لم يحرز أي لقب. وكانت مصر بلغت إلى نهائي كأس الأمم الأفريقية مطلع العام الجاري، لكنها خسرت بركلات الترجيح أمام السنغال. كما توقف حلمها في بلوغ نهائيات كأس العالم 2022 بعد خسارة بالطريقة ذاتها أمام نفس المنتخب. 

وقال إمام: كنت أريد الإبقاء على جلال، لكن مع الضغوط المستمرة من كل الجهات سيكون رحيله أفضل له، هل تعرض أحد في آخر 10 أيام لهذا الضغط؟”. ويبقى في كل الأحوال أمر إقالة مدرب عاديا في جميع المنتخبات، لكن تأكيده على أن “التوجه القادم التعاقد مع مدير فني أجنبي” دون نظيره المحلي، فرز نوعا من الجدل مجددا حول فعالية أي منهما في مساعدة الفراعنة على الظهور بوجه يليق بسمعة الكرة المصرية. 

والاستعانة بالمدرب الأجنبي لن تقتصر على المنتخب الأول، بل أكد إمام أنه سيتم تعيين مدرب أجنبي للمنتخب الأولمبي، وكذلك التعاقد مع مدير فني أجنبي لاتحاد كرة القدم، و”مدير تطوير أجنبي للجنة التحكيم بدءا من الموسم المقبل وقد يصل بنهاية الموسم الجاري”.

“حديث صحي والمدرب المصري لم يطور نفسه”

هذا الحديث غير المنتهي عن “جدلية” المدرب المحلي والأجنبي هو “صحي”، بالنسبة للصحافي الرياضي المصري إسماعيل محمود، “لأننا نعاني بشكل كبير من قلة الكوادر التدريبية المصرية. المدربون المحليون لا يحاولون التطور والتحسن. وهذه أزمة كبيرة تُؤثر حتى على اللاعبين المصريين أنفسهم، يكفي أن أُبرز أن مصر التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة، لديها مدرب وحيد حاصل على رخصة UEFA Pro الخاصة بالتدريب”.

لكن المسؤولية في ذلك بحسب محدثنا لا يتحملها المدرب نفسه. “حتى هذا المدرب لا تهتم الفرق الكبرى والمنتخبات بمنحه فرصة في مصر. الفيفا نظم دورة تدريبية للمدربين الأفارقة منذ أسبوعين ولم يحضرها أي مدرب مصري، ويكفي أن أوضح أيضا بأن آخر إنجاز كبير لمدرب مصري سواء مع المنتخبات أوالأندية، كان ثلاثية أمم أفريقيا للمعلم حسن شحاتة مع المنتخب الأول.. أي أنه من 12 عاما لم نر أي مدرب مصري بنجاحات تُذكر، وكل الإنجازات سواء للمنتخبات والأندية كانت تأتي فقط عن طريق المدرب الأجنبي”.

وواقع التدريب في مصر يحيل، يقول محمود، على “المنظومة الكروية في مصر بالكامل التي تُعاني بشكل كبير بدءا من رأس الهرم اتحاد الكرة وهو المسؤول الأول رغم تعاقب المجالس وتغيير الأفراد، حتى أن الكرة المصرية تُعاني من ندرة المواهب في الوقت الحالي، لكن المدرب جزء من تلك المنظومة، وسبب لضعف النتائج…”.

المدرب الأجنبي… رجل المرحلة؟

يشدد الصحافي الرياضي المصري إسماعيل محمود على أنه “في الوقت الحالي المدرب الأجنبي هو رجل المرحلة”، وبحسبه، “الكرة في مصر تحتاج لخبراء أجانب، لأن العاملين والمسؤولين على الكرة من الإداريين مرورا بالمدربين وبعض اللاعبين، يفقدون لأساسيات كرة القدم من الأساس، لكن حتى لا أكون قاسيا على المدرب، أرى أنها علاقة طردية، اتحاد الكرة يُعاني، فتعاني الكرة المصرية معه بشكل كامل”.

واستقدام مدرب أجنبي لا يعني بالضرورة حصد نتائج إيجابية. “النتائج لا تكون مضمونة مع أي مدرب حتى لو استقدمت أكبر الأسماء، لكن البناء الصحيح مضمون، ونحن بحاجة لذلك البناء في كل ما يتعلق بمنظومة الكرة في مصر”، يخلص محمود. 

زميله في “صدى البلد” الصحافي عبد الرحمان مصطفى كتب: “ملحوظة أخيرة لا بد من الإشارة إليها، هو أن اتحاد الكرة، عليه التعاقد مع مدرب أجنبي يمتلك اسما كبيرا في عالم التدريب، ومتعطشا للانتصارات والتتويج بالبطولات، فضلًا عن كونه صاحب رؤية مستقبلية لتطوير المنتخب الوطني وتجهيزه لسنوات مقبلة، مدرب يليق بحجم وقيمة ومكانة مصر في القارة السمراء”.

“إيهاب جلال ليس ساحرا”

وفي تصريح له، دافع المدرب السابق للإسماعيلي حمد إبراهيم عن زميله إيهاب جلال معتبرا أن “إيهاب جلال صاحب مدرسة هادئة فى التدريب ولكن لم يجد المناخ المناسب للعمل وإظهار قدراته الفنية مع الفراعنة”، وأنه “كان يحتاج إلى وقت لوضع بصماته، وهو ليس ساحرا لكي يقوم بتطوير أداء اللاعبين خلال 10 أيام فقط”. 

وكان نجم منتخب مصر السابق محمد زيدان شدد على أنه: “لا بد أن نعطي الفرصة للكفاءات المحلية خاصة أن الجيل الحالي يختلف عن الأجيال السابقة، ويحتاج إلى مدرب مصري يتولى أمره ويمنحه الخبرة والثقة في النفس”، وفق “المصري اليوم”. 

والنتائج التي حققها الفراعنة طيلة مشوارهم الكروي، كان المدرب المحلي حاضرا في الكثير منها. لقد تأهل منتخب مصر 3 مرات إلى نهائيات كأس العالم، مرتين منها بقيادة مدرب أجنبي (1934 مع الاسكتلندي جيمس مكراي و2018 مع الأرجنتيني هيكتور كوبر)، ومرة واحدة مع مدرب محلي (محمود الجوهري في 1990). 

وقاريا، حقق منتخب مصر اللقب 7 مرات، 5 منها بقيادة مدربين محليين (مراد فهمي في 1957، والجوهري في 1998، وحسن شحاتة في 2006 و2008 و2010)، ولقبين مع مدربين أجانب هما المجري جوزيف تيتكوس (1959)، والبريطاني مايكل سميث (1986).

عودة كيروش؟

يضع الاتحاد المصري في حسابات اختياراته لتعويض إيهاب جلال عودة مدرب الفراعنة السابق البرتغالي كارلوس كيروش، بحسب ما كشف عنه إمام حازم الخميس في تصريح تلفزيوني: “هناك وسطاء تواصلوا مع اتحاد الكرة لعودة كيروش لقيادة المنتخب، لكنه يبقى اسما مطروحا من بين أسماء كبيرة على الساحة العالمية”. 

وتابع إمام موضحا: “لم أتواصل مع كيروش، ولم يعتذر عن المهمة، لكن لم نصل معه عبر بعض الوسطاء إلى اتفاق حتى الآن، ومن الوارد التواصل معه مباشرة في الفترة المقبلة…إذا وافق كيروش سيكون هناك ترحيب بعودته، وإذا لم يكن هناك اتفاق سنبحث عن البدائل”. وكانت مصر انفصلت عن كيروش، مدرب ريال مدريد ومنتخب البرتغال السابق، بالتراضي في ظل عدم التوصل لاتفاق بتمديد التعاقد بين الطرفين. 

وتولى كيروش تدريب مصر في سبتمبر/أيلول 2021 خلفا للمدرب حسام البدري، وقاد المنتخب لقبل نهائي كأس العرب في قطر في نهاية العام الماضي، قبل أن يكتفي باحتلال المركز الرابع ثم نهائي كأس الأمم الأفريقية في الكاميرون التي خسرها أمام السنغال بركلات الترجيح. 

وقد يكون الخيار الثاني المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر. “كوبر ليس مستبعدا عن تدريب المنتخب، لكن الخيارات كبيرة والأسماء المطروحة كلها تتمنى تدريب المنتخب الوطني، وربما تكون الأولوية لمدرب عمل بالقارة السمراء من قبل، ولا يوجد مخطط زمني لإعلان اسم المدرب، لكنه سيكون في أقرب وقت”. حسب تصريح إمام. 

 

بوعلام غبشي


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى