آخر الأخبارأخبار محلية

“لائحة ثورية” تُصارع في عرين جنبلاط.. هل خرقها “حزب الله”؟

في دائرة الشوف – عاليه، العرين التاريخيّ لرئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط، تسيرُ لوائح “التغييرين” وسط الكثير من العقبات، في حين أن المزاج الشعبي العام لم يتقبّل حتى الآن الشرذمة التي ضربت صفوف قوى المجتمع المدني في الدائرة الانتخابية المفصليّة.


لا ينكر أحد المساهمين في تشكيل إحدى اللوائح الأساسيّة مخاوفه من انكسارِ التمدّد الانتخابي لتلك القوى، باعتبار أنّ خطابها ما زال ضعيفاً، وقدرتها على استمالة بلدات أساسيّة في الشوف وإقليم الخروب ما زالت مُتراجعة، فضلاً عن الثغرات التي تضرب مرشحيها والتنافر القائم بينهم.

 

في الوقت الحالي، يُقال أنّ لائحة “توحدنا للتغيير” هي الأقوى انتخابياً وبإمكانها انتزاع حاصلٍ مضمون، والأقرب للفوز به هو مرشح ماروني ضمن اللائحة، والأسهم هنا تشيرُ إلى الاعلامية غادة عيد أو الباحثة نجاة عون صليبا.

 

في المقابل، هناك جهات أخرى ترى أن الخرق النيابي قد يكون لصالح لائحة “سيادة وطن”، وقد يكون المقعد من حصة المرشحة المارونية ضمن اللائحة دعد القزّي. ووسط التصارع بين هاتين اللائحتين، تبرزُ ثغرات عديدة، من شأنها أن تضربَهما وتساهم في تشتيتِ الأصوات بعيداً عنهما.

 

في ما خصّ لائحة “توحدنا للتغيير”، فإنّ المشكلة بشأنها كبيرة، وما يُحكى عن صراعٍ كبير بين أقطابها يمكن أن يؤثر بشكل كبير على المزاج الشعبي باتجاهها. فحتى الآن، لم يخرج أقطاب اللائحة بنفي لمختلف الكلام الذي يطالها سلبياً، لأن تأثير ذلك يتركُ أثراً عميقاً عند الرأي العام.

 

فعلى سبيل المثال، برزت في الأوساط الشعبية ضمن الشوف وإقليم الخروب معلومات تتحدث عن ازدياد “النفور” بين المرشحة عن المقعد السني حليمة القعقور وزميلها في اللائحة عن المقعد نفسه عماد سيف الدين.


تقول مصادر مطلعة مقربة من لائحة القعقور وسيف الدين أنّ الأولى تسعى لـ”قضم أصوات من دربِ الأخير”، وذلك عبر الدخول إلى برجا، بلدته التي تشكل وزناً انتخابياً يجذب مختلف الأطراف السياسيّة.

 

أما في ما خصّ سيف الدين نفسه، فيقول المراقبون إن مشكلته كبيرة، إذ تعزّزت لدى الرأي العام فكرة أنّه مرشح “حزب الله” ضمن لائحة “ثورية”، باعتبار أنه مقرّب من الداعية فتحي يكن، ولديه ارتباطات مع “سرايا المقاومة”، وفق ما يقول أيضاً أحد المسؤولين المقرّبين من جبهة “الثنائي الشيعي” في جبل لبنان.

 

بشكل أو بآخر، فإنّ سيف الدين ليس بعيداً عن تحقيق خرق أو فوز، وذلك بحال لم يذهب الحاصل الانتخابي الذي قد تنتزعه لائحته لصالح المرشح الماروني. مع هذا، فإنّ الظروف التي يواجهها سيف الدين ليست سهلة بسبب الصورة النمطية المرتبطة به.

 

قبيل بدء الاحتفال الذي حضره رئيس “اللقاء الديمقراطي” تيمور جنبلاط في برجا، قبل يومين، كان الحاضرون يتحدثون “سياسية وانتخابات” بصوتٍ عالٍ أثناء فترة انتظار حضور تيمور. حتماً، هي دقائق سمحت لأشخاصٍ من مختلف الأطراف والانتماءات والفاعليات بانتقاد سيف الدين، كونه لم يحسم خياراته السياسية بشأن “حزب الله”، الذي يعتبرُ المستفيد الأول من تمدّد حلفائه.

 

أحد الأشخاص في احتفال تيمور يقول: “يريدون التغيير ضربة واحدة، ونسيوا الاحتلال الإيراني.. هودي مش توحدنا للتغيير.. هول جماعة توحدنا للتعتير”. بدوره، يقول آخر: “نسيوا إنو  في مرشحين ما بدن عماد سيف الدين لأنو مع حزب الله.. يطلع وينكر بتصريح علني هالأمر.. يقول ويسمّي حزب الله.. ليش ما بقول؟”.


مع هذا، فإنّ اجتماعات عديدة حصلت قبيل تشكيل اللائحة تكشفُ تماماً عن رفض تام لفكرة “تغلغل مقرب من حزب الله إلى لائحة ثورية”. الكلامُ هذا همسَ به مارك ضو، المرشح عن المقعد الدرزي في عاليه، لكن “الظروف فرضت وجود سيف الدين ضمن اللائحة”. حتماً، فإن هذا الأمر خرج إلى العلن مؤخراً، وتعتبرُ أوساط “توحدنا للتغيير” أن هذا الكلام هو صنيعة ماكينة “الحزب الإشتراكي” وذلك من أجل التصويب على لائحة “تغييرية” بإمكانها إحداث خروقاتٍ في صفوف لوائح السلطة التقليدية.

 

في تصريح عبر “لبنان24”، يقول سيف الدين: “اعتمدت اللوائح المتضررة من ترشيحي منذ أسبوعين على ملاحقتي باشاعة، أبسط ما يقال عنها انها مكشوفة ومعروفة المصدر. والطريف أن تكون الدعاية موجهة لشخص موجود في لائحة المجتمع المدني، بينما لا توجه لمن هو موجود في لائحة يؤيدها حزب الله”.

 

وأردف سيف الدين: “من الطريف أيضاً أنني تلقيت اتصالات و زيارات من قبل تلك اللائحة للانضمام اليها، وكان جوابي بالرفض التزاما بتوجهاتي و توجهات أبناء بلدتي، بالرغم من المغريات المادية، التي توفر على المرشح عناء انفاق المال في الحملة الانتخابية. في حين اخترت أن أتكبد نفقات عالية من جيبي الخاص”.

 

ولفت سيف الدين إلى أنّ “مصدر الشائعة هدفه استعطاف مجموعة كبيرة من الناخبين السّنة الأوفياء للرئيس الشهيد رفيق الحريري، وذلك من أجل الخروج من مأزقه المعروف لدى كافة مراكز البحوث والاحصاء، كما أنه لم يعد لديه ما يقوله سوى قضية حزب الله”.

 

وتابع: “الناس من حولي يعرفونني عن قرب ويعرفون توجهاتي السياسية المبنية على فهم وطني واضح. واختياري أن أكون مع أبناء بلدتي يجعلها تختارُ وحدها وتحسم قرارها، علماً أن الآخرين يعيشون أزمة ويزرعون في عقول الناس وهم ضياع مقعد برجا الذي بات الفوز به قريباً”.

 

أما الأمر الأبرز والذي “لبدّ سماء توحدنا للتغيير” بالغيوم فهو مسألة “تبجّح” المرشح فيها صعود أبو شبل بسعد حدّاد، والذي كان قائد جيش لبنان الجنوبي إبان الاجتياح الإسرائيلي للبنان في ثمانينيات القرن الماضي.


ما قاله أبو شبل في العام 2019 جرى “نبشه” مجدداً وتم تناقله بقوة. حتماً، الأمر هذا وصلت أصداؤه إلى قرى وبلدات الإقليم، واعتبرت أوساط مراقبة أن هذا الأمر سيدفع بالمزاج الشعبي لرسم صورة مفادها أن تلك اللائحة تضمّ مرشحين يؤمنون بنهج “متعاملين مع إسرائيل”.


وهنا، تقول أوساط سياسية أن لائحة “توحدنا للتغيير” تعرّضت “للخردقة” عبر التالي: أولاً أن التناحر كبير بين مرشحيها، وثانياً بمسألة سيف الدين وأخيراً بمسألة أبو شبل. وحتى الآن، فإن أقطاب اللائحة لم يتمكنوا من معالجة هذه الثغرات، في حين أن الجو العام بات يتضمن بعض النفور من تلك اللائحة بسبب ما يحصل ضمنها.

 

وهاب يكسرُ اللائحة؟


أكثر من أي وقتٍ مضى، يسعى وهاب لتعزيزِ وجوده في الإقليم وتحديداً في البلدات التي تتمثل ضمن لائحة “توحدنا للتغيير”. بشكل أساسي، مكّن وهاب نفسه في بلدة برجا عبر مكتب انتخابي استحدثه فيها قبل فترة. كذلك، الأمر نفسه حصل في شحيم وفي بلدات البرجين وبعاصير. وفي الأخيرة تحديداً، حضر وهاب ضيفاً يوم الجمعة إلى دارة العميد المتقاعد في الجيش عماد القعقور، باعتبار أن الأخير يعدّ “سيد بعاصير” و “البيك” فيها، والامتداد لجدّه “حسن بيك القعقور” رفيق كمال جنبلاط.

 

وعلى الرغم من أنّ زيارة وهاب تزامنت مع حضور تيمور في الإقليم، إلا أنّها أخذت طابعاً أساسياً يمكن أن يكسرَ لائحة “توحدنا للتغيير” من جهة، ويؤثر بدرجة كبيرة على لائحة “الشراكة والإرادة” التي يقودها جنبلاط. حتماً، يولي وهاب أهمية للقعقور، إذ كان يسعى لترشيحه في هذه الانتخابات ضمن لائحته، علماً أن الأخير في العام 2018 كان قد أسدى وعداً للرئيس سعد الحريري بتجيير أصواته في بعاصير لصالح الوزير السابق غطاس خوري. وحقاً، هذا ما حصل حينها، لكن ذلك لم يجعل وهاب بعيداً عن القعقور، لأن الأخير يعتبرُ مفتاحاً انتخابياً والأقرب إلى خط وهاب في مخاصمته وعدائه للقوات اللبنانية، ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على المعادلة، كون باستطاعته أن “يمون” على 1000 صوت بالحدّ الأدنى، وهنا ستكون المُفارقة الكبرى.

 

تقول مصادر مقرّبة من وهاب لـ“لبنان24” إنّ “اللقاء مع القعقور كان جيداً، لكنه لم يتضمّن أي وعود انتخابية من قبل الأخير”، وتضيف: “للقعقور حيثية انتخابية وليس من الجهات التي تعمل تحت الضغط والإملاءات”.

 

بشكل أو بآخر، فإنّ “مَوْنَة البيك” على غالبية الأصوات في بعاصير وتجييرها لصالح لائحة “الجبل” التي تضم وهاب، ستؤدي حُكماً إلى سلبِ المرشحة ضمن لائحة “توحدنا للتغيير” حليمة القعقور، غالبية الأصوات من بلدتها. وبذلك، فإن الأخيرة ستكون “مُجرّدة” من ثوبها الانتخابي انطلاقاً من منطقتها، لأنها تُعوّل عليها وعلى أصوات ناسها، مع العلم أنه “لا طيبات” بينها وبين “البيك”.

 

وبالعودة إلى الأرقام، فإنّ بعاصير في العام 2018 منحت لائحة “المصالحة” المدعومة من جنبلاط آنذاك، أكثر من 1070 صوتاً. وهنا، فإن نسبة كبيرة من تلك الأصوات “يمون” عليها البيك، ويمكن أن تشكل نقلة نوعية لصالح أي لائحة تذهب إليها، وتحديداً لائحة الجبل.

 

ماذا عن “سيادة وطن”؟

 

وبالعودة إلى لائحة “سيادة وطن”، فإن قدرتها على إحداث خرق تبدو صعبة للغاية، رغم وجود “آمال” لذلك.

 

اللائحة هذه تضمّ مرشح الجماعة الإسلامية محمد عمار الشمعة، والذي يتوقع أن يحصل على نحو 3000 صوت من كافة قرى وبلدات الإقليم. أما في ما خصّ المرشحين الآخرين، فتشير التقديرات إلى أنه قد يقدمون للائحة 4000 صوتٍ كحدّ أقصى. وعليه، فإن تلك اللائحة لن تفوز بحاصلٍ انتخابي، ما يجعلها خارج المعادلة.


مع هذا، فقد كشفت معلومات “لبنان24” إنّ هناك جهات حزبية مقربة من الحزب “التقدمي الإشتراكي” أجرت اتصالاتٍ مع الجماعة الإسلامية في إقليم الخروب وذلك من أجل سحب مرشحها.

 

وبحسب المعلومات، فإن الجماعة لم تبدِ رفضاً لذلك الطلب، لكنها لم توافق عليه في الوقت نفسه، وقد قالت مصادرها إن “الاستمرار بترشيح الشمعة قائم ومستمر، وهناك إيعازٌ داخلي بالتصويت له”.


في المقابل، تشيرُ مصادر سياسية إلى أنّ هناك انقساماً في أوساط الجماعة بات يتعزّز في الشوف، وتحديداً في بلدة شحيم. وبحسب المصادر، فإنّ هناك جهاتٍ مؤيدة للجماعة تمت استمالتها لصالح الحزب “الإشتراكي”، الأمر الذي يعتبرُ مؤثراً بدرجة كبيرة على المشهد الانتخابي الخاص بمرشح الجماعة.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى