آخر الأخبارأخبار دولية

طهران تعلن توقيف عمل كاميرات مراقبة تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية


نشرت في: 08/06/2022 – 21:03

أوقفت السلطات الإيرانية الأربعاء عمل كاميرتين على الأقل تابعتين للوكالة الدولية للطاقة الذرية لمراقبة نشاطاتها النووية، وفق ما أعلنت في بيان. وفي وقت لاحق، تبنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارا ينتقد إيران رسميا “على عدم تعاونها”، ما يزيد من التجاذب القائم بين إيران والوكالة الدولية.

قالت إيران الأربعاء إنها أوقفت العمل بكاميرتين على الأقل تابعتين للوكالة الدولية للطاقة الذرية لمراقبة نشاطاتها النووية، بعد طرح دول غربية مشروع قرار يدينها أمام مجلس محافظي الوكالة التابعة للأمم المتحدة.

وفي وقت لا حق تبنى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية مساء الأربعاء بأغلبية كبيرة في فيينا قرارا ينتقد إيران رسميا على عدم تعاونها، وفق ما نقلت مصادر دبلوماسية.

   وهذا النص الذي قدمته الولايات المتحدة ومجموعة الدول الثلاث (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) هو أول انتقاد لطهران تصوت عليه وكالة الأمم المتحدة منذ حزيران/يونيو 2020، على خلفية تسريع البرنامج النووي الإيراني وتوقف المفاوضات الرامية إلى إحياء اتفاق العام 2015.

 ويزيد هذا القرار من التجاذب القائم بين إيران والوكالة الدولية لا سيما بعد تقرير للأخيرة اعتبرت فيه أن طهران لم تقدم إيضاحات كافية بشأن العثور على آثار لمواد نووية في ثلاثة مواقع غير مصرح عنها.

  ووافق 30 عضوا على القرار الذي عارضته روسيا والصين، وفق دبلوماسيين، فيما امتنعت الهند وليبيا وباكستان عن التصويت.

   يحث هذا القرار إيران على “التعاون” مع هيئة الأمم المتحدة التي استنكرت في تقرير أصدرته حديثًا عدم حصولها على إجابات “ذات مصداقية” فيما يتعلق بآثار اليورانيوم المخصب التي تم العثور عليها في ثلاثة مواقع غير معلنة. 

   وقالت السفيرة الأميركية لورا هولغيت خلال المناقشات التي سبقت التصويت إن “من الضروري أن تقدم إيران جميع المعلومات والوثائق التي تعتبرها الوكالة ضرورية لتوضيح هذه القضايا وحلها”. 

   وأضافت ردا على انتقادات من موسكو وبكين “نحن لا نتخذ هذه الخطوات لتصعيد المواجهة لأغراض سياسية. نحن لا نبحث عن مثل هذا التصعيد” وإنما عن “تفسيرات موثوقة” لإغلاق هذا الملف بشكل نهائي.

ويأتي ذلك في ظل تعثر مباحثات إيران والقوى الكبرى لإحياء اتفاق العام 2015 بشأن برنامج طهران النووي الذي انسحبت واشنطن منه في 2018.

وتضمن بيان للمنظمة الإيرانية للطاقة الذرية أن “جمهورية إيران الإسلامية تواصل تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية حتى اليوم على نطاق واسع ولسوء الحظ، فإن الوكالة لم تتجاهل هذا التعاون الذي يعود الى حسن نية إيران فحسب بل اعتبرته أيضا واجبا على إيران”، بحسب وكالة “إرنا” الرسمية للأنباء.

واعتبرت أن الوكالة، ومقرها فيينا، “لم تقدر (…) حتى الآن تعاون إيران المكثف فحسب، بل اعتبرته أيضا واجبا”، وعليه “صدرت أوامر للمسؤولين المعنيين بفصل كاميرات قياس خط السطح OLEM ومقياس التدفق الخاص بالوكالة” بدءا من اليوم.

وأعلنت المنظمة “قطع كاميرات المراقبة التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية في احدى المنشآت النووية الإيرانية”، دون تحديدها.

فيما لم يذكر البيان عدد الكاميرات التي تم فصلها، موضحا “بالطبع، أكثر من 80 % من الكاميرات الحالية للوكالة هي كاميرات حماية، والتي ستستمر في العمل كما كانت من قبل” بموجب اتفاق الضمانات المرتبط بمعاهدة الحد من الانتشار النووي التي تلتزم بها إيران منذ عقود.

وشددت المنظمة أن الناطق باسمها بهروز كمالوندي “راقب عملية إغلاق كاميرتين تابعتين للوكالة الدولية للطاقة الذرية في منشأة نووية”. وأكد الأخير في تصريحات متلفزة أن طهران “أوقفت التعاون في ما يخص بعض المجالات التي تتجاوز أطر اتفاق الضمانات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك بعد تعاوننا معها انطلاقا من مبدأ حسن النية”.

وأكد أنه “تم لحد الآن إلغاء كاميرتين اثنتين من مجموع كاميرات المراقبة التي وضعتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية داخل البلاد”، وأن طهران “تدرس إجراءات أخرى”، آملا في عودة الغربيين والوكالة “الى رشدهم وأن يردوا على تعاون طهران بالتعاون”.

“لا أنشطة نووية سرية” 

ويذكر أن إيران قد أبرمت مع القوى الكبرى اتفاقا بشأن برنامجها النووي في 2015، أتاح رفع عقوبات مقابل تقييد أنشطتها وضمان سلمية البرنامج.

إلا أن الولايات المتحدة انسحبت منه عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب وأعادت فرض عقوبات على طهران في إطار سياسة “ضغوط قصوى”. وردت إيران بعد عام ببدء التراجع عن العديد من التزاماتها الأساسية، أبرزها مستويات تخصيب اليورانيوم.

ومنذ مطلع 2021، فرضت إيران قيودا على عمل مفتشي الوكالة، واتخذت إجراءات شملت خصوصا عدم تزويد الوكالة بتسجيلات كاميرات المراقبة.

وأكد رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي الأربعاء أنه “ليس لدى إيران أي أنشطة نووية سرية وغير مدونة ومواقع أو أنشطة مجهولة الهوية… الوثائق التي تم تقديمها مزورة وهي خطوة سياسية للضغط الأقصى على طهران”، وفق وكالة “إرنا”.

ورأى أن “التحرك الأخير للدول الاوروبية الثلاث وأمريكا وتقديم مسودة قرار ضد إيران هو في الواقع خطوة سياسية تتماشى مع سياسة الضغط الأقصى”.

وأبدت الدول الغربية امتعاضها جراء الجمود الذي طرأ على محادثات إحياء اتفاق 2015 منذ آذار/مارس، لا سيما مع مواصلة إيران أنشطتها النووية وعدم توضيح مسألة المواقع غير المعلنة.

وأتى مشروع القرار الغربي بعد تقرير للوكالة الدولية الشهر الماضي، أكدت فيه عدم الحصول على “توضيحات” بشأن آثار يورانيوم مخصب عثر عليها في ثلاثة مواقع غير معلنة في إيران. وتوقع دبلوماسيون أن يصوّت مجلس محافظي الوكالة الدولية على النص في وقت لاحق الأربعاء أو الخميس.

وفي تقرير منفصل، أكدت الوكالة أن إيران باتت تملك مخزونات كبيرة من اليورانيوم المخصب، بكميّات ونسب تخصيب أعلى بكثير من تلك المنصوص عليها في الاتفاق النووي لعام 2015.

وحذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي الإثنين من أن “مجرد أسابيع قليلة فقط” تفصل إيران عن الحصول على مواد كافية لصنع سلاح نووي اذا استمرت على هذا المنوال في تخصيب اليورانيوم، وهو ما تنفي إيران باستمرار سعيها إليه.

وقالت الحكومات الغربية الأربع في بيان مشترك ليل الثلاثاء إن برنامج إيران النووي الآن “أكثر تقدما من أي وقت مضى”، وأن مراكمة إيران لليورانيوم المخصب ليس “مبررا على نحو موثوق للاستخدامات المدنية”.

وانطلقت المحادثات الرامية إلى إعادة إحياء الاتفاق النووي في نيسان/أبريل 2021، وحققت تقدما كبيرا قبل أن يطالها الجمود في آذار/مارس، مع تبقي نقاط تباين بين الطرفين الأساسيين طهران وواشنطن.

وحذر مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي يتولى تنسيق المحادثات في تغريدة نهاية الأسبوع الماضي من أن فرص العودة إلى الاتفاق “تتقلّص”.

 

فرانس24/ أ ف ب


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى