خطر يتربص بغابات لبنان… لعنة الحرائق عائدة والصيف سيكون الأصعب!

أسباب تزايد حرائق الغابات
ويُضيف كامل أن الجفاف المتفاقم الذي يشهده لبنان في السنوات الأخيرة يُعدّ العامل الأساسي في ارتفاع خطر الحرائق. فالأرض أصبحت قاحلة، والنباتات جافة وسريعة الاشتعال بمجرد ارتفاع درجات الحرارة. وهذا الجفاف، الذي تحوّل إلى ظاهرة متكرّرة، جعل الغطاء النباتي هشًّا، فاقدًا لمناعته الطبيعية، بحيث تكفي شرارة صغيرة لإشعال حريق واسع.
واكد أنّ النفايات المنتشرة عشوائيًا في الغابات تُشكّل عاملًا آخر لا يقلّ خطورة، إذ إنّ الزجاجات الفارغة والبلاستيكيات، تحت تأثير أشعة الشمس، تتحوّل إلى أدوات تساعد على تركيز الحرارة، فتعمل كعدسات تُشعل النار في الأعشاب اليابسة. أما النفايات العضوية، وبخاصة تلك المغلقة داخل أكياس ومُلقاة في قلب الطبيعة، فهي تفرز غازات قابلة للاشتعال، وقد تنفجر ذاتيًا في بعض الظروف.
وأعرب كامل عن أسفه العميق لما تواجهه غابات لبنان، المصنّفة من بين الأجمل في العالم، من تهديد جدّي بالاحتراق والاندثار، محذرًا من أن هذا الإرث الطبيعي الفريد مهدد بالزوال إذا لم تُتّخذ خطوات سريعة وجدية لحمايته.
خطة وزيرة البيئةوفي خطوة تهدف إلى الحد من تصاعد مخاطر حرائق الغابات، عقدت وزيرة البيئة تمارا الزين اجتماعًا مع فريق البنك الدولي، لاستكمال التحضيرات النهائية لمشروع يُعنى بحماية المناطق البيئية الهشة في لبنان، كعكار، الضنية، الشوف والمتن. يرتكز المشروع على دعم السياسات الوقائية، تعزيز التعاون بين الجهات الرسمية والمدنية، وتطوير قدرات الإنذار المبكر والاستجابة السريعة. كما يشمل مكونات بيئية مهمة، كاستعادة الغطاء الحرجي، وتنشيط مشاريع إعادة التشجير، وحماية التنوع البيولوجي.
الحلول الفعّالة
لكن رغم أهمية هذه المبادرات، يرى كامل، أن مثل هذه المشاريع تبقى غالبًا حبراً على ورق، مشيرًا إلى أن “عددها كبير، إلا أن التنفيذ العملي على الأرض هو الحلقة المفقودة دائمًا”.
وانتقد استبعاد الكفاءات البيئية المحلية، قائلًا: “لدينا خبراء قادرون على رسم استراتيجيات فعّالة، لكن لا يُؤخذ برأيهم”.
كما حذّر من أن فصل الصيف المقبل سيكون بالغ الخطورة، مع توقعات بموجات جفاف غير مسبوقة، تُعدّ العامل الأبرز في تفاقم خطر الحرائق. باختصار، خطر داهم يلتفّ ويتربّص بغابات لبنان، ولا سبيل لمواجهته سوى بخطة طارئة بيئية، علمية وعملية في آن. فهل سنشهد ترجمة فعلية على الأرض لحماية غاباتنا وإرثنا الطبيعي؟
مصدر الخبر
للمزيد Facebook