آخر الأخبارأخبار محلية

الإتصالات مستمرة لمعالجة تداعيات حادثة الكحالة.. والجيش لم يسلم الذخائر للحزب

لا تزال البلاد تحت تأثير الارتدادات السياسية والطائفية لحادثة الكحالة فيما استمرّت الاتصالات للمعالجة السياسية لتفاعلات الحادثة لدرء الفتنة.
وأفادت معلومات بأن الذخائر التي صادرها الجيش ليل الاربعاء من شاحنة “حزب الله” في الكحالة لم تسلم للحزب. وكشفت المعلومات، أن “حزب الله ” تواصل ليل حادث الكحالة بمديرية الاستخبارات في الجيش وطالب باستعادة ذخيرته فكان الجواب ان الامر بحاجة الى معالجة مختلفة.

في المقابل كتبت “البناء” ان التواصل بين الجيش وحزب الله مستمر بشأن شاحنة الذخيرة والتي من المتوقع أن يسلّمها الجيش الى الحزب لكون نقل السلاح والذخيرة للمقاومة على كامل الأراضي اللبنانية باستثناء جنوب الليطاني يندرج ضمن عمل ونشاط المقاومة، وفق البيان الوزاري للحكومة الحالية وللحكومات المتعاقبة خاصة بعد العام 2006 وفي إطار التنسيق الأمني مع الجيش.
ولفتت أوساط سياسيّة في فريق المقاومة لـ»البناء» أن الهدف من حملات التحريض والتصويب على الشاحنة هو فتح ملف سلاح المقاومة؛ وهو هدف يتقاطع مع الدعوات الأميركية والتهديدات الإسرائيلية لنزع سلاح المقاومة أو تقييد دوره. والهدف الثاني إظهار أن البيئة المسيحية هي معادية للمقاومة وللسلاح فيما العكس هو الصحيح.

وقال مصدر في حزب الله لـ “اللواء”: “لن نقبل بضرب العيش المشترك، ونطالب بوقف الخطاب الفتنوي والطائفي والتحلي بالحكمة والمسؤولية لإيقاف «مخطط» الفتنة والحرب الاهلية.. كاشفا عن اتصالات جرت على اعلى المستويات السياسية والدينية لتطويق ذيول حادثة الكحالة وافساح المجال امام مساعي التهدئة”.


ورات اوساط سياسية ل” الديار” ان القضاء يجب ان يكون منزها وحازما لمعرفة الحقيقة وتحقيق العدالة ومحاسبة المرتكبين، واذا لم يحصل ذلك، فان حوادث كثيرة على غرار حادثة الكحالة ستتكرر في مناطق مختلفة. وشددت ان المواطن يجب ان يشعر ان القانون فوق الجميع ولا احد معفى من الحساب عند حصول اي توترات امنية.
وتتساءل هذه الاوساط اذا كان التوتر الحاصل في لبنان امنيا وسياسيا هو نتيجة داخلية ام ان هناك انعكاسا لخلافات اقليمية على الساحة اللبنانية، بدءا من احتدام القتال في مخيم عين الحلوة، وصولا الى موقف السعودية والكويت والبحرين والامارات من لبنان ،وهو يشير الى ان هذه الدول تراجعت عن انفتاحها على لبنان.
وقال مصدر في حزب الله ل” الديار” ان سلاح المقاومة ونقله في المناطق اللبنانية مشرع في البيانات الوزراية، وبالتالي مرور شاحنة سلاح للحزب عبر طريق الكحالة هو ليس بمخالفة تسجل عليه. وتابع انه من المستغرب ان يلجأ البعض الى استخدام السلاح على عناصر حزب الله في حين عناصرنا لم تكن تريد ان تطلق الرصاص على احد، لان الحزب حريص على توطيد افضل العلاقات مع الجميع وبخاصة المسيحيين، ولا يريد الخلاف مع اي جهة لبنانية. واضاف ان الحزب لم يتعمد ان تنزلق شاحنة له في الكحالة، ولكن مسلحين اطلقوا النار على عناصر الحزب في حين ان حزب الله رد فقط على من قتل احمد القصاص، ولم يصوب بندقيته نحو اي شخص اخر.
وقال مصدر في المعارضة ل” الديار” ان ما حصل في الكحالة ردة فعل شعبية لدى سماعهم ان هناك شاحنة محملة بالسلاح وقعت على كوع الكحالة، وبالتالي الامر غير مدبر وليس منظما من اي جهة سياسية. وما فعله اهالي الكحالة هو ناتج من خوفهم لعدم تكرار حادثة مأسوية كمأساة 4 اب 2020 في مرفأ بيروت. وهنا اشار المصدر في المعارضة ان الحادث لم يقع في حارة حريك، بل في منطقة تتباين مع توجهات الحزب. وردة الفعل التي حصلت تجاه حزب الله ليست فقط محصورة ببعض المسيحيين انما حصل تصادم قبله في شويا بين لبنانيين دروز والحزب، وفي خلدة ايضا بين لبنانيين سنة وحزب الله.
ونقلت «الشرق الأوسط» عن مصادر نيابية أن الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، الموجود حالياً خارج لبنان لعب دوراً أسهم في تهدئة الوضع، وكان على اتصال برئيس المجلس النيابي نبيه بري، وقيادتي الجيش و«حزب الله»، ونجله رئيس «التقدمي» تيمور جنبلاط، انطلاقاً من أن انزلاق الشاحنة حصل في منطقة حساسة تشكل نقطة العبور إلى البقاع وسوريا وتقع على تخوم بلدة عاليه وقراها، وأن لا مصلحة في تحويلها إلى خطوط تماس تهدد السلم الأهلي الذي لا يزال ينعم به البلد برغم أزماته الاقتصادية والاجتماعية التي لا حلول لها حتى الساعة.
وتكشف المصادر النيابية أن تأخر الجيش في السيطرة على الوضع والإمساك به لم يكن مقصوداً، وإنما لا بد من التحضير له سياسياً وميدانياً كان من نتائجه إخلاء كوع الكحالة من المجموعة الحزبية التابعة لـ«حزب الله» والمواكبة للشاحنة، كي يتسنى للوحدات العسكرية توفير الحماية المطلوبة لانتشال الشاحنة وإفراغها من حمولتها، وقالت إن احتكاك الوحدات العسكرية بالمتجمّعين من أهالي البلدة لم يكن يهدف سوى إلى منع وضع اليد على ما تحمله من ذخائر.
وتؤكد أن جنبلاط الذي بادر إلى التحرك فور انزلاق الشاحنة وقبل انتشار نبأ سقوط قتيلين، بقي على تواصل مع النواب الأعضاء في «اللقاء الديمقراطي» الذين أبدوا تفهُّماً وتجاوباً لوجهة نظره، وهذا ما يفسر عدم انخراطهم في تأجيج الصراع السياسي بدخولهم طرفاً في تبادل الحملات. وتقول إن جنبلاط الأب لم يكن منحازاً لهذا الطرف أو ذاك بمقدار ما أنه قرر منذ اللحظة الأولى انحيازه لمصلحة التهدئة وعدم تعريض السلم الأهلي إلى انتكاسة لا أحد يمكنه التكهُّن إلى أين يمكن أن تمتد.
لذلك لا بد من التريُّث إلى حين صدور التحقيق القضائي لتبيان الخيط الأسود من الخيط الأبيض، مع دعوة المصادر النيابية إلى ضرورة لملمة الوضع ومنع كوع الكحالة من أن ينزلق سياسياً باتجاه تمديد الفراغ في رئاسة الجمهورية، وهذا ما يحتّم على «حزب الله» مسؤولية حيال تطويق المفاعيل السلبية لانزلاق الشاحنة، ما يتطلب منه الخروج من دائرة المكابرة إلى التواضع.
وكتبت” نداء الوطن”: قالت الأوساط السياسية الواسعة الاطلاع إنّ هناك ثلاث خلاصات أساسية انتهى إليها الأسبوع الحالي، وهي: الخلاصة الأولى، أنّ «حزب الله» خرج من واقعة الكحالة متضرراً مسيحياً ووطنياً. واستعاد الخطاب المتشدد ضد سلاح «الحزب» وهجه في الأيام الأخيرة. وفي الموازاة ظهر انسداد في قدرة «الحزب» على إيصال مرشحه الرئاسي، وقد ووجه أيضاً بمعارضة شعبية على هذا المستوى.الخلاصة الثانية، أنّ رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل حاول الاستفادة من واقعة الكحالة بالاستثمار فيها على خطّين: خط سقوط ورقة قائد الجيش العماد جوزاف عون الرئاسية، وخط سقوط «الحزب» أيضاً في الكحالة، وبالتالي ظنّ باسيل أنه أصاب عصفورين بحجر واحد. وهذا ما دفعه ليقول لـ»حزب الله» إنّ مرشح الضمانة لا يضمن لك بيئة حاضنة، بل أنا أضمن لك هذه البيئة فأعِد حساباتك. بينما في واقع الأمر أنّ من سقط هو جبران باسيل، وكل تفاهمه مع «الحزب» منذ عام 2006. وما تجاهله باسيل هو أنّ الناس انتفضت في 17 تشرين الأول عام 2019 ضد «الحزب» وباسيل معاً. وإذ بقي هذا التفاهم قائماً بينهما رئاسياً، فإنه لم يستطع أن يحتضن «الحزب» في الكحالة لأنّ الانتفاضة الشعبية كانت ضد شريكي «التفاهم» معاً.الخلاصة الثالثة، ربحت المعارضة على خطين: الربح بمراكمة نقاطها السياسية من خلال مواجهة الحزب برفضها الحوار، ومن خلال رفض مرشح الممانعة أصلاً.أما بالنسبة الى الأجواء الخارجية المؤثرة في لبنان فهي آخذة في التشدد ضد «الحزب»، قاطعةً عملياً الطريق على المبادرة الفرنسية. كذلك فإن الوضعية الشعبية أعادت تجديد ثقتها بالمعارضة التي باتت تخوض معركتها الرئاسية بحاضنة شعبية وبوحدة موقف سياسي وبدعم خارجي منعاً لوصول مرشح الممانعة.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى