الحلف الأطلسي يرحب برغبة فنلندا الانضمام إليه وروسيا تعتبرها “تهديدا مؤكدا”
نشرت في: 12/05/2022 – 14:42
لحماية نفسها من أي تهديد روسي، تسارع فنلندا الخطى للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي في خضم تأييد شعبي للقرار، وفق ما تظهره استطلاعات الرأي. وفي الوقت الذي رحب فيه الناتو بهذه الرغبة، أبدت موسكو رفضها لها، معتبرة أن انضمام فلندا لهذا الحلف العسكري سيمثل “بالتأكيد تهديدا”.
أبدى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ ترحيبه بقرار قادة فنلندا تأييد الانضمام إلى الحلف، مشيرا إلى أن العملية ستكون “سلسلة وسريعة”.
وأعرب الرئيس الفنلندي ساولي نينيستو ورئيسة الوزراء سانا مارين عن دعمهما فكرة الانضمام إلى الناتو. وعلّق ستولتنبرغ على موقفهما بالقول “هذا قرار سيادي من قبل فنلندا، يحترمه الناتو بشكل كامل. إذا قررت فنلندا تقديم طلب الانضمام فسيتم الترحيب بها بحرارة في الناتو”.
لكن موسكو لا تنظر بعين الرضى لهذه الرغبة الفلندية. واعتبر الكرملين الخميس أن انضمام فنلندا المجاورة إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) سيمثل “بالتأكيد” تهديدا لروسيا، بعدما أيدت القيادة في هلسنكي تقديم طلب للترشح إلى عضوية الحلف العسكري الغربي.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين إن “توسيع الناتو واقتراب الحلف من حدودنا لا يجعل العالم وقارتنا أكثر استقرارا وأمنا”.
وفي رده على سؤال عما إذا كانت موسكو ترى في الخطوة تهديدا، قال “بالتأكيد”. وأضاف “سيتوقف كل شيء على كيفية سير هذه العملية، وإلى أي حد ستتحرّك البنى التحتية العسكرية باتجاه حدودنا”.
وأعلن رئيس فنلندا ورئيسة وزرائها الخميس أنهما يؤيدان الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) وأن قرارا رسميا سيتخذ نهاية الأسبوع، بعدما أحدثت حرب روسيا على أوكرانيا تحولا سريعا في الرأي العام في البلد.
وقال الرئيس ساولي نينيستو ورئيسة الوزراء سانا مارين في بيان مشترك إن “على فنلندا التقدم بطلب للانضمام إلى الناتو من دون تأخير”. ولطالما لعب نينيستو دور الوسيط بين روسيا والغرب.
وجاء في البيان أن “عضوية الناتو ستعزز أمن فنلندا. وبانضمامها إلى الناتو، ستزيد فنلندا من قوة التحالف الدفاعي برمته”.
وأضاف البيان أن لجنة خاصة ستعلن قرار فنلندا الرسمي بشأن مسألة تقديم ترشيحها لعضوية الناتو الأحد.
وكان من المتوقع أن يعلن الرئيس ورئيسة الوزراء عن موقف إيجابي من الانضمام للناتو. وقال نينيستو للصحفيين الأربعاء إن “الانضمام إلى الناتو لن يكون ضد أحد”، وسط تحذيرات روسية من عواقب سعي هلسنكي للانضمام إلى التحالف العسكري الغربي. وقال إن ردّه على روسيا سيكون “أنتم تسببتم بذلك”.
الفنلنديون يؤيدون الانضمام للناتو
وأظهر استطلاع للرأي نشرته شبكة “يلي” Yle الفنلندية للبث الاثنين أن نسبة قياسية من الفنلنديين (76 بالمئة) باتت تؤيد الانضمام إلى الحلف، مقارنة بما بين 20 و30 بالمئة في السنوات الأخيرة. ويدعم غالبية أعضاء البرلمان الفنلندي العضوية.
وتتشارك فنلندا حدودا يبلغ طولها 1300 كلم مع روسيا والتزمت عدم الانحياز العسكري على مدى عقود.
وعام 1939، غزاها الاتحاد السوفياتي. قاوم الفنلنديون بشراسة خلال حرب الشتاء الدامية، لكنهم أجبروا نهاية المطاف على التخلي عن جزء كبير من منطقة كاريليا (شرق) في إطار معاهدة سلام مع موسكو.
وقالت الخبيرة في الناتو لدى جامعة هلسنكي إيرو ساركا قبل صدور الإعلان إن نينيستو، الذي تجنب الكشف عن موقفه من العضوية، ألمح مرارا إلى أنه يميل باتجاه دعم تقديم طلب الترشح.
وقالت “لم يعد الرئيس يتحدث عن خيار دفاع الاتحاد الأوروبي أو دور فنلندا كوسيط بين الشرق والغرب”.
والأربعاء، خلصت لجنة الدفاع البرلمانية إلى أن عضوية الناتو ستكون “الخيار الأفضل” لأمن فنلندا، بينما انعكس الغزو الروسي لأوكرانيا على الوضع الأمني في أوروبا.
خبير يرجح انضمام فلندا للناتو والعملية قد تستغرق شهورا
وقال الباحث لدى “المعهد الفنلندي للشؤون الدولية” تشارلي سالونيوس-باستيرناك: “من المؤكد مئة في المئة بأن فنلندا ستتقدم بالطلب، ويرجح إلى حد كبير أن تصبح عضوا بحلول نهاية العام”.
وتدرس السويد المجاورة أيضا عضوية الناتو، ويتوقع إلى حد كبير بأن يقدّم البلدان معا طلبا للانضمام.
بالنسبة لفنلندا، فإن الخطوة التالية ستتمثّل بعقد اجتماع الأحد بين الرئيس ولجنة وزارية معنية بالسياسة الخارجية والأمنية، وهي هيئة مكوّنة من الرئيس ورئيسة الوزراء ونحو ستة وزراء في الحكومة.
وستتخذ اللجنة القرار الرسمي بشأن تقديم فنلندا طلب الترشح للعضوية، في مقترح يتم عرضه بعد ذلك على البرلمان.
وبعد تقديم الطلب الرسمي إلى الحلف، سيتعين على نواب جميع الدول الثلاثين الأعضاء في الناتو المصادقة عليه، في عملية قد تستغرق شهورا.
وقال وزير الخارجية الفنلندي بيكا هافيستو الثلاثاء إنه يعتقد أن بلاده ستصبح عضوا كاملا في الحلف الأطلسي في موعد “أقربه” الأول من تشرين الأول/أكتوبر.
وأفاد “قال الأمين العام للناتو إن هذه العملية ستستغرق ما بين أربعة و12 شهرا. انطباعي هو بأن المدة قد تكون أقرب لأربعة أشهر منها لسنة”.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook