إضراب اللبنانيّة: يا قاتل يا مقتول؟

في جلسة كان يُنتظر أن تكون «مصيرية» في مسار تحرّك أساتذة الجامعة وموظفي القطاع العام، لم تمتلئ، أمس، كراسي قاعة المؤتمرات في مجمع الحدث الجامعي بـ «الغاضبين». فمن أصل 1600 أستاذ في التفرّغ والملاك، لم يجاوز عدد الحاضرين الـ150 أستاذاً، في حين خيّم على المشهد تقاذف التهم بشأن «خيانة» الأساتذة للقرار السابق للرابطة بالتوقف القسري عن التعليم، وإصرار المسؤولين الأكاديميين على كسر الأستاذ وخنقه بشمّاعة «مصلحة الطلاب». ووفق نايلة أبي نادر، عضو مستقيل من الهيئة التنفيذية للرابطة، خسر أساتذة الجامعة هيبتهم عندما خضعوا للضغوط وخرجوا من إضرابهم السابق خالي الوفاض وبلا كرامة، سائلة: «من يكون العميد ليتمظهر علينا بالغيرة على طلابنا؟ عميد على مين؟ ومن هم الأساتذة الخائفون؟».
ثمّة أيضاً من سأل عن أفق التحرك وعمّا إذا كانت هناك خطة عمل محددة للأيام المقبلة، ولا سيما بالنسبة إلى التنسيق مع باقي مكوّنات القطاع العام. مصادر الرابطة قالت لـ«الأخبار» إننا «نتواصل منذ 10 أيام مع روابط الأساتذة والمعلمين وموظفي الإدارة العامة للتحضير لتحرّك مشترك قريباً».
رئيس الهيئة التنفيذية للرابطة، عامر حلواني، قال إننا «نخوض اليوم معركة الدفاع الأخير عن الجامعة في وجه إرادة السلطة السياسية الجائرة بتصفية القطاع العام»، محمّلاً الأستاذ مسؤولية الالتزام بقرار هيئته النقابية «ولا تطلبوا مني أن أطلب من رئيس أو عميد أو مدير أن يقفل الجامعة، أو أن أعيّن حراساً عليكم». لكن من الحاضرين من خرج ليقول إن «من واجب الرابطة أن تمنحنا الغطاء القانوني وتحمينا من الضغوط التي يمارسها علينا العمداء والمديرون»، وهو ما دعا حلواني للتأكيد أن أحداً لم يجبر أحداً على التعليم وإجراء الامتحانات في المرحلة السابقة، بدليل أن البعض بقي ملتزماً القرار النقابي حتى اللحظة الأخيرة لفكّه. ووجد حلواني نفسه طوال الوقت مضطراً لردّ الاتهامات الموجهة إلى الهيئة التنفيذية وخضوعها للضغوط السياسية، عبر التأكيد «أن ولاءنا كان للجامعة فحسب، ونحن لم نفكّ قرار التوقف القسري الأخير لو لم يخرقه 80% من الأساتذة الذين عادوا إلى التعليم وعزفوا عن الانخراط في عشرات التحركات التي دعونا إليها»، لافتاً إلى أن حجة الإحباط من الواقع النقابي مردودة إلى أصحابها.
إضراب في «الإدارة المركزية»
مقابل الخروق في بعض كليات الجامعة اللبنانية، توقّفت أمس كلّ الأعمال الإدارية في الإدارة المركزية، حيث التزم نحو 50 مدرّباً بقرار الإضراب المفتوح الذي دعت إليه الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرّغين ورابطة العاملين في الجامعة.
ودعا رئيس الجامعة، بسام بدران، الدولة إلى تحمّل مسؤولياتها تجاه 80 ألف طالب قبل أن تتحمّل مسؤولياتها تجاه 5200 أستاذ و2700 مدرب، وأن تضاعف الرواتب وأجر ساعة التعاقد بالحد الأدنى وتخصّص بدل نقل مقطوعاً للأساتذة على غرار الجيش، وأن تمنح مجمّعات الجامعة ومباني الكليات مقوّمات الصمود والحياة.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook