قرار مقاطعة الحريري: أي “مستقبل” بعد الانتخابات؟

هذا قبل الانتخابات، أما بعدها فحديث آخر. لأن رفع نسبة التصويت وكسر أي قرار بالمقاطعة وتحقيق السنة المعارضين فوزاً يجير لاحقاً إلى تكتل معارض عريض، من شأنها أن تترك تأثيراتها في مستقبل الحريري السياسي. فبين القائلين بنهاية إرثه السياسي وبين تحول تيار المستقبل حزباً سياسياً من دون حضور نيابي أو وزاري، من الصعب تصور المشهد ما بعد 15 أيار، لأن تياراً سياسياً من دون عصب نيابي ومعزولاً من التحالفات التي حرق جسورها، سيكون تياراً أعزل من الصعب عودته إلى أي من المواقع الأولى، وسبق لتيارات سياسية أن اندثرت في أوضاع مشابهة. ودخول المعارضين السنة إلى الانتخابات كان يمكن أن يشكل فرصة الحريري للنزول عن الشجرة التي صعد إليها، رغم أن الوقت لم يفت بعد بالنسبة إلى الأجواء المعارضة. فإذا كان الهدف تشكيل أكثرية نيابية معارضة أو قطع الطريق أمام تشكيل أكثرية نيابية موالية، فلا السنة وحدهم ولا المسيحيون ولا المجتمع المدني والمستقلون قادرون على ذلك، بل إن تكتلاً نيابياً معارضاً هو الأقدر حتى على تسمية رئيس الحكومة المقبل، وهنا سيكون للمعارضين السنة كلمتهم وحضورهم بعد 15 أيار. هذا هو لب النقاش محلياً وخارجياً. ومشكلة الحريري أنه لم يلتقط بعد الإشارات التي أرسلت إليه ولا الكلام المباشر.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook