عثمان كافالا… “الملياردير الأحمر” المحكوم بالسجن بمدى الحياة من طرف القضاء التركي
نشرت في: 29/04/2022 – 14:28
عثمان كافالا، اسم تردد كثيرا في الآونة الأخيرة بالإعلام الغربي فيما لم يكن معروفا من ذي قبل على الصعيد الدولي. وتصفه الصحافة التركية الموالية للسلطة بأنه “الملياردير الأحمر”. وكان بيان موقع من عشر دول للمطالبة بالإفراج عنه قد أثار غضب الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان إذ أمر بطرد سفراء هذه البلدان. فمن هو هذا الناشط المعارض ورجل الأعمال، الذي أصدر بحقه الاثنين القضاء التركي حكما بالسجن مدى الحياة؟
سارعت ألمانيا إلى الرد على الحكم بالسجن مدى الحياة الصادر بحق الناشط ورجل الأعمال التركي عثمان كافالا، إذ قامت باستدعاء السفير التركي، وفق ما أعلن الناطق باسم الخارجية الألمانية. وقال المتحدث خلال مؤتمر صحافي دوري للحكومة “يمكنني أن أقول لكم بأننا استدعينا السفير التركي إلى وزارة الخارجية اليوم وأوضحنا مجددا موقف الحكومة” حيال القضية. وأضاف أن دولا أخرى في الاتحاد الأوروبي “ستتصرف بالطريقة نفسها”.
وكان بيان موقع من عشر دول للمطالبة بالإفراج عنه قد أثار في وقت سابق غضب الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان حيث أمر بطرد سفراء هذه البلدان.
من هو كافالا؟
ولد كافالا، الذي يحمل الجنسية الفرنسية، عام 1957 في باريس. وبدأ دراسته في مدرسة تركية في إسطنبول قبل أن ينتقل إلى بريطانيا ليكمل تعليمه الجامعي في جامعة مانشستر. وفي العام 1982، عاد إلى إسطنبول بعد وفاة والده ليدير أعمال العائلة. نشط كافالا للدفاع عن التراث التركي وتنوعه الثقافي، أسس دار نشر Iletisim، وكان مؤيدا لإعادة بناء المعالم التاريخية، بما في ذلك الكنائس الأرمنية.
في الجانب السياسي، برز اسم كافالا في العام 2013 كأحد الناشطين الأساسيين في حركة الاحتجاج في حديقة جيزي ضد أردوغان الذي كان يرأس الحكومة آنذاك قبل أن يصبح رئيسا للبلاد.
كما برز كافالا مدافعا عن القضية الأرمنية والقضية الكردية، وشارك عام 2015 في إحياء الذكرى المئوية للإبادة الجماعية للأرمن في إسطنبول، علما أن السلطات التركية لا تزال ترفض الاعتراف بالمجازر التي وقعت ضد الأرمن خلال الحرب العالمية الأولى على أنها “إبادة”.
في العام 2017، دعا الناشط التركي إلى مقاطعة الاستفتاء الدستوري حول تعزيز صلاحيات الرئيس أردوغان. وقد تم توقيفه في 18 أكتوبر/تشرين الأول من ذلك العام ولا يزال وراء القضبان من دون أن تتم إدانته، ويواجه عددا من التهم على خلفية احتجاجات جيزي عام 2013 ومحاولة الانقلاب عام 2016.
رمز لحملة القمع
وعلى الرغم من أنه ليس مشهورا على الصعيد الدولي، أصبح كافالا في أعين مسانديه رمزا لحملة القمع الشاملة التي شنها الرئيس التركي بعد المحاولة الانقلابية عام 2016.
ويرى كافالا أنه شعر كأنه أداة في محاولات أردوغان تصوير المعارضة الداخلية لحكمه منذ قرابة عقدين على أنها مؤامرة خارجية. وقال من سجنه عبر محاميه يوما: “أعتقد أن السبب الحقيقي لاعتقالي المستمر هو حاجة الحكومة إلى الإبقاء على رواية ارتباط احتجاجات جيزي بمؤامرة أجنبية”.
وتابع: “بما أنني متهم بكوني جزءا من هذه المؤامرة المزعومة التي نظمتها قوى أجنبية، فإن إطلاق سراحي سيضعف هذه الرواية المشكوك فيها، وهذا ليس شيئا ترغب فيه الحكومة”.
تبرئته وإعادة اعتقاله
تمت تبرئة كافالا من تهم جيزي في شباط/فبراير 2020، ليتم اعتقاله مرة أخرى قبل أن يتمكن من العودة إلى منزله وإعادته إلى السجن بسبب صلات مزعومة بمحاولة الانقلاب عام 2016.
وتصفه الصحافة التركية الموالية للسلطة بأنه “الملياردير الأحمر”، وتشبهه بالممول الأمريكي من أصل مجري جورج سوروس المعروف بالتزامه دعم القضيا التقدمية والليبرالية. من جانبه يتهمه أردوغان بـ”تمويل الإرهابيين”، على الرغم من أن محامي كافالا ينفون وجود دليل على هذه الإدعاءات.
وكان مجلس أوروبا أخيرا قد هدد أنقرة بإجراءات عقابية، إذا لم يتم الإفراج عن كافالا خلال فترة استمرار محاكمته.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook