آخر الأخبارأخبار دولية

رؤوس خنازير وحفلات شواء.. أعمال معادية للإسلام في كوريا الجنوبية لمنع بناء مسجد

نشرت في: 19/12/2022 – 15:42

استنكرَ طلاب مسلمون أعمالا معادية للإسلام ارتكبها معارضو مشروع إنشاء مسجد في دايجو، ثالث أكبر مدينة من حيث كثافة السكان في كوريا الجنوبية. وتُظهر الصور المنشورة على الإنترنت وأخرى أرسلها ناشطون إلى قسم تحرير “مراقبون” رؤوس خنازيرٍ وضعت مقابل مسجد قيد الإنشاء ولافتات كُتب عليها عبارات كارهة للإسلام. 

تم تحرير هذا المقال من تايس شاين

نظمت لجنة “ضد مسجد دايجو” في الخامس عشر من ديسمبر/كانون الأول 2022 حفلةَ شواء كبيرة للحم الخنزير وذلك على بعد أمتار قليلة من مسجد يجري العمل على إنشائه ويتردد إليه عدد كبير من الطلاب المسلمين التابعين لجامعة كيونغ بوك القريبة. 


وفي 6 كانون الأول/ديسمبر، أي قبل بضعة أيام فقط، تم وضع رأس خنزير نافق على إحدى الكراسي في المنطقة ذاتها. وهذه هي المرة الثالثة خلال شهرين التي يضع فيها معارضو المشروع رؤوس خنازير أمام موقع بناء المسجد.

ويتجمع الطلاب المسلمين، منذ عام 2014، في منزل من طابقين يعتبرونه بمثابة مركزٍ ثقافي وديني لهم. وفي نهاية عام 2020، حصل هؤلاء الطلاب على تصريح من قبل السلطات المحلية تخول لهم تحويل المركز إلى مسجدٍ حقيقي. لكن منذ ذلك الحين، واجه هؤلاء الطلاب معارضة شديدة من بعض أبناء الحي الذين نظموا مظاهرات بشكل دوري تهدف لمنع استكمال أعمال البناء. واتخذت هذه المظاهرات مرارًا وتكرارًا منعطفًا معاديًا للإسلام، بحسب ما أظهره عدد من مقاطع الفيديو والصور التي حصلنا عليها من قبل أحد الطلاب. 

متظاهر كوري يواجه طالباً مسلماً خلال إحدى المظاهرات المعارضة لبناء مسجد في 2 أغسطس/آب 2022. © Muaz Razaq

صورة لإحدى المنشورات التي وزعت في الحي كُتب عليها باللغة الكورية، "مخاطر الإسلام" في أعلى اليمين وأيضا، "المشاكل التي يمكن أن تحصل بعد بناء مسجد" على اليسار.

صورة لإحدى المنشورات التي وزعت في الحي كُتب عليها باللغة الكورية، “مخاطر الإسلام” في أعلى اليمين وأيضا، “المشاكل التي يمكن أن تحصل بعد بناء مسجد” على اليسار. © Muaz Razaq

 

“يرفعون صوت الموسيقى عاليا خلال أوقات الصلاة”

معاذ رزاق، أحد طلاب جامعة كيونغ بوك من الجنسية الباكستانية، والذي جاء إلى دايجو في عام 2019 بهدف استكمال دراساته، يؤكد أن جامعته تضم حوالي 100 طالب مسلم وأن العلاقات مع الجيران كانت جيدة قبل البدء في مشروع بناء المسجد.

 

“في البداية، أطلق علينا المتظاهرون تسمية إرهابي. وقاموا بوضع علامات معادية للإسلام في أنحاء المنطقة. كما وزعوا منشورات كُتب عليها عبارات معادية  للإسلام. لقد هدأت الأمور قليلاً بعد أن اعتبرت لجنة حقوق الإنسان في كوريا الجنوبية [في كانون الأول/ ديسمبر 2021] هذه الاحتجاجات نوعاً من أنواع التمييز العنصري”. 

 

“لكن في الأشهر الأخيرة ، تعمد معارضو مشروع بناء المسجد عزف الموسيقى الصاخبة مراراً أثناء وقت الصلاة، كما عاودوا وضع رؤوس خنازير أمام المسجد”. 

 

خلال فترةٍ لا تتجاوز الشهرين، تم وضع رؤوس ثلاثة خنازير أمام البوابة.

“أصيب الطلاب بصدمة عندما رأوا رؤوس الخنازير. ولا تقتصر الصدمة على البعد الديني فحسب، وإنما العنف المتمثل في رؤية أي حيوانٍ مبتور الرأس، إنه من العنيف للغاية أن تجد نفسك وجهاً لوجه مع ذلك، أن يضع أحدهم ذلك أمام منزلك”. 

 

“وبرر العديد من المعارضين أفعالهم للصحافة الكورية الجنوبية بأن وضع رؤوس الخنازير بهذا الشكل هو تقليد متعارف عليه. لكن لماذا يفعلون ذلك أمام المسجد؟ وإذا كان هذا تقليدًا واسع الانتشار، فلماذا لم أر هذا في السنوات الثلاث التي عشت فيها في كوريا الجنوبية؟”.

 

وتنتشر بالفعل في كوريا الجنوبية طقوس شامانية يتم خلالها استخدام رؤوس الخنازير، إلا أن هذه الطقوس تقتصر على فعاليات افتتاح أعمال تجارية جديدة. ونفى العديد من السكان الذين قابلتهم الصحافة الكورية الاتهامات الموجهة لهم بمعاداة الإسلام قائلين إنهم، وببساطة، لا يريدون أن يروا منشأة دينية في قلب حيهم بذريعة أنها تعيق حركة المرور وتثير الضوضاء. وأكدت إحدى النساء لصحيفة “كوريا تايمز” أنها كانت ستعارض مشروع البناء حتى ولو كان من أجل بناء كنيسة. لكن بالنسبة لمعاذ رزاق فإن هذه مشكلة دينية:

“على الرغم من أنهم يزعمون أن الأمر لا يتعلق بمعاداة الإسلام، فإن أفعالهم تثبت العكس. لماذا لا يقولون أي شيء عن الكنيسة الضخمة المجاورة؟ إنهم يشتكون كثيرًا من الرائحة والضجيج [خلال الأعياد الدينية الإسلامية]، ومن شأن بناء مسجد حديث ومعاصر، على عكس ما لدينا اليوم، أن يغير كل ذلك”. 

لافتة وضعت أمام سيارة أحد المتظاهرين بهدف حجب طريق الوصول إلى موقع البناء. مكتوب باللغة الإنجليزية "الإسلام دين شرير ويقتل الناس". صورة من آب/أغسطس 2021.

لافتة وضعت أمام سيارة أحد المتظاهرين بهدف حجب طريق الوصول إلى موقع البناء. مكتوب باللغة الإنجليزية “الإسلام دين شرير ويقتل الناس”. صورة من آب/أغسطس 2021. © Muaz Razaq

 

“قبل المسجد، كانت علاقتنا جيدة مع الجيران”

بعد عدة قضايا قانونية رفعها السكان لوقف البناء، وصلت القضية إلى قاعات المحكمة العليا في كوريا الجنوبية التي حكمت لصالح بناء المسجد في شهر سبتمبر/أيلول 2022. لكن النزاع لم ينته بعد ولدى معاذ رزاق أمل ضئيل في العودة إلى الحوار. 

 “لقد جربنا كل شيء حقًا، ولكن منذ اللحظة التي أصبح فيها الأمر أكثر عنفًا، خاصة فيما يتعلق بديننا، انقطع الحوار. من الصعب التحدث إليهم لأنهم يريدوننا فقط أن نرحل من هناك. في الوقت الحالي، تحاول السلطات المحلية العثور على موقع بديل.

في كوريا الجنوبية، تغذي القضية النقاش حول “التعددية الثقافية” في مجتمع لا يزال محافظاً. مدينة دايجو، الواقعة في وسط البلاد، هي أيضًا أقل تعرضًا للثقافات الأخرى من العاصمة سول. على الرغم من هذا الوضع المعقد في دايجو، يقول معاذ رزاق إنه لم يواجه أي صعوبات أخرى كمسلم في كوريا الجنوبية.

 

“قبل أن يكون هناك مشكلة تتعلق ببناء المسجد، كانت لدينا علاقة جيدة مع الجيران، ولم أتعرض للتمييز بسبب ديانتي. لا أريد التعميم لأنني قابلت العديد من الأشخاص المتسامحين جدًا في هذا البلد. أعتقد أن بعض الأحزاب السياسية والدينية تشجع فقط الشعور بالخوف لدى جيراننا”. 

يعيش 200 ألف مسلم في كوريا الجنوبية في عام 2022، معظمهم من الأجانب. ويمثل المسلمون 1٪ من عدد سكان كوريا الجنوبية وذلك مقارنة بحوالي 30٪ من المسيحيين و17٪ من البوذيين بحسب أرقام العام الماضي. وتضم البلاد عشرات المساجد والمراكز الثقافية المخصصة للمسلمين، بما في ذلك مسجد سول الكبير الذي بني عام 1976.

//platform.twitter.com/widgets.js


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى