آخر الأخبارأخبار محلية

مشهد 16جديد في أيار… إنتظروا مفاجآت 6 و8 و15

لست بالطبع من المشكّكين في إمكان إجراء الانتخابات في 15 أيار، أي بعد أقلّ من ثلاثة أسابيع. فأنا أقف في صفوف من يقول إن الإستحقاقات الدستورية يجب أن تُحترم، وأن لا شيء يبرّر التأجيل. فلتترك للمواطن حرية الإختيار، أيًّا يكن هذا الإختيار، سواء أكان يصبّ في خانة التغيير المنشود والمأمول، أو إذا أُعيد إنتاج الطبقة السياسية ذاتها، وإن بوجوه متحركة وجديدة . 

هذه هي الديمقراطية، على رغم أن في لبنان الكثير من الحرية النسبية، ولكن فيه القليل من الممارسة الديمقراطية الحقيقية. ومع هذا على الجميع أن يتقبلوا نتائج ما تفرزه هذه الديمقراطية، خصوصًا أن معظم الأحزاب اللبنانية تعتمد في تكوينها على هذه الديمقراطية، وإن بأساليب وأنماط مختلفة، نعتقد أنها تحتاج إلى تطوير، إن لم نقل إلى تغيير. 

إن ما يُحكى عن معوقات تبدو في كثير من الأحيان مفتعلة، وبمعزل عمّن يقف خلفها من أحزاب خائفة مما قد تحمله صناديق الإقتراع من مفاجآت، فإن ما هو أكيد وثابت أن ثمة من يتمنّى تطيير هذه الانتخابات لكي يتجنّب تجرّع شرب الكأس المرّة لنتائجها المتوقعة. في المقابل لا أزال أقف في صفوف الذين ينظرون إلى النصف الملآن من الكوب الانتخابي، ويفترضون، عن قناعة، أنّ الانتحابات حاصلة حتماً في موعدها. 

 تكثر الشائعات، وهي بالطبع معروفة المصدر والجهة أو الجهات التي تقف خلفها. وتكثر التحليلات التي غالبًا ما تفتقد إلى الموضوعيّة العلمية. ويكثر المدّعون بأنهم خبراء إنتخابيون. وتكثر الأهداف الكامنة وراء تعميم مقولة أن هذه الإنتخابات لن تغيّر شيئًا في المعادلات السياسية، والمقصود منها تيئييس الناس وجعلهم ينكفئون في اليوم الإنتخابي عن الإدلاء بأصواتهم ما دامت النتيجة معروفة سلفًا، وومعروف أيضًا أن الطبقة السياسية ذاتها ستعود في كل الأحوال، سواء أكان الإقبال على صناديق الإقتراع كثيفًا أو خجولًا.  

ما يحاول البعض القيام به قد أصبح مكشوفًا، ولم تعد هذه الحبائل تنطلي على المواطنين، الذين أصبحت لديهم مناعة كافية لوضع هؤلاء عند حدّهم، ولإفهام من لا يزال لا يريد أن يفهم أن شعار “كلن يعني كلن” سيترجم يوم 15أيار، وكذلك يومي 6 و8 أيار.  

يتوقع البعض أن تحمل هذه الأيام الثلاثة الكثير من المفاجآت، التي ستغير الواقع الذي نعيشه منذ سنوات، وستكون هذه الإنتخابات، وهي الأولى في المئوية الثانية من عمر لبنان الكبير، مفصلية بمعناها التغييري الإيجابي. ولذلك فإن كل ما يُقال ويُشاع عن نتائج محسومة  نؤكد أن ليس في الإمكان الركون سلفاً للحسم المسبق لهذه الانتخابات قبل صدور نتائجها النهائية، وبالتالي فإنه يجب مقاربة هذا الاستحقاق الانتخابي بالقدر الكافي من الموضوعية والواقعية والعقلانية، بعيدًا من المبالغات والمغالطات، والتقديرات غير البريئة لبعض الاستطلاعات والدراسات الانتخابية التي ترّوج لبقاء الخارطة النيابية بأكثريتها الراهنة في المجلس النيابي الجديد. 

بعض الذين يتعاطون مع هذا الإستحقاق بموضوعية وواقعية يفترضون أن هذه الإنتخابات ستفضي تلقائياً الى مشهدين: 

الأول، أن تحمل انتخابات 15 ايار تغييرات ومفاجآت غير محسوبة، تتولّد عنها نتائج تنسف الخارطة النيابية الحالية وتقلبها رأسا على عقب، وتنتزع الأكثرية من أيدي “حزب الله” وحلفائه، وتنتقل معها هذه الاكثرية من مكان الى مكان آخر.  

  

  

في المشهد الثاني ثمة من يقول أنه من الضروري أن يسلّم أطراف الصراع الانتخابي بأنّ الإطاحة بالأكثريّة الحاليّة مستحيل، وأن توق الناس الى تغيير ما قد يخرجهم من أزماتهم الإقتصادية والمالية ليس سوى مجرد تمنيات وإحلام نهارية. 

أيًّا يكن المشهد الذي سيتمظهر في 16 أيار فإن ما ينتظره اللبنانيون في أيام ما بعد “سكرة” الإنتخابات لن يكون كما كان ما قبله. 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى