المبادرات الدولية تفشل جنوباً فأين يقف حزب الله من التصعيد والتفاوض؟

لا يعني التفاوض أن واشنطن بصدد منح “حزب الله” انتصاراً في المواجهة مع إسرائيل. لكنه وفق المصدر الديبلوماسي خيار اضطراري لانقاذ لبنان عبر بحث المبادرات المطروحة لحل الوضع على الجبهة الجنوبية في ما يتعلق بتطبيق القرار 1701، أو إحياء اتفاق نيسان 1996 وانتشار الجيش اللبناني وسحب السلاح الثقيل لـ”حزب الله” إلى شمال الليطاني، خصوصاً بعد فشل الطروحات الأولى في إبعاد الحزب وانشاء منطقة عازلة في الجنوب. وإذا كان “حزب الله” ليس بوارد تصعيد الحرب، فما الذي يمنعه من الوقوف خلف الدولة في التفاوض طالما أن مساندة غزة أدت وظيفتها؟.
أيضاً لا تعني مفاوضة القوى الدولية لـ”حزب الله” واهتمامها بفصل جبهة الجنوب عن غزة، انها تشكل انتصاراً للحزب، فهذا وهم وقصر نظر في السياسة، وذلك على الرغم من تسجيل الحزب نقاطاً تحسب له في المواجهة، إلا أنها لم تُصرف في تحقيق انجازات لمصلحة لبنان. وفي المقابل، لم يتمكن الحزب من استثمار مساندته لحماس بأن يكون الطرف الذي يحدد مسار المفاوضات في غزة، وإن كان يحاول أن يثبت أن التهديدات الإسرائيلية ضده هي حبر على ورق، وهو قادر على صد أي هجوم والتحرك وتنفيذ الضربات وتهديد سكان المستوطنات الشمالية، لكنه يدفع كلفة بشرية كبيرة.
المرحلة المقبلة خطيرة على لبنان بكل المقاييس. فإذا لم تنجح الضغوط الأميركية في لجم الاندفاع الإسرائيلي إلى الحرب، واستمرار جبهة الجنوب على حالها، سنكون أمام كارثة قد لا ينجو منها البلد في ساحات التوظيف الإقليمية.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook