اغلبية نيابية باتفاق مقنّع للأحزاب والشخصيات الطائفية
كتب المحامي ابراهيم فواز نشابة:
الخطاب الطائفي في لبنان الذي ارتهن للمال السياسي الانتخابي ولأجندات الدول واستراتيجياتها الأمنية والاقتصادية والجيوسياسية، بات خارج صراع الطوائف المتعارف عليه، الذي كان يدور في فلك كسب كل المقاعد الشيعية للاحزاب الشيعية وكل المقاعد المسيحية للأحزاب المسيحية والامر نفسه بالنسبة للسنة والدروز .. لنرى وبشكل فاضح كيف تدمج اللغة الطائفية بلغة الاستراتيجيات المعتمدة بكافة الاشكال للسيطرة على الأغلبية النيابية، وبالتالي استلام الحكم عبر اتفاق مقنع للأحزاب والشخصيات الطائفية التي تتحرك وتنفذ أوامر الحكام بأمر المال والقادرين على شراء وجع الناس والفقراء والمتعصبين المذهبيين والمرتهنين لخطط ضرب اللبنانيين ببعضهم البعض!
من هنا، لم يعد الحديث عن الايديولوجيا والمنظومة الفكرية التي تتلاعب بالناس حديثا مجديا، خاصة أننا أمام طرح من نوع آخر، قائم بالدرجة الأولى على استدراج الناس الى اللعبة المصيرية التي ستغير وجه البلد وخارطته السياسية، هذا التغيير المنقسم الى قسمين: القسم المتعلق بضرب حزب الله وسياسته الداخلية وتحريك كل الملفات المحلية والاقليمية والدولية المتعلقة بتسليم سلاحه الذي يعتبره “النورانيون اللبنانيون الجدد” بأنه سلاح غير شرعي ..
أما القسم الثاني، فهو للحفاظ على خط المقاومة مع تأمين غطاء مسيحي عبر دعم تام ل” الجبرانية السياسية” وتسهيل حصوله على أكبر كتلة مسيحية في الانتخابات المقبلة.. الأمر الذي استدعى التخلي عن بعض الحلفاء في محور المقاومة وعلى رأسهم الحزب السوري القومي الاجتماعي والبعث وغيرهم..
في هذا السياق، نرى “الجبرانية الطائفية” واستراتيجيتها المرنة المقنعة لتحقيق مآربها الانتخابية، وبالوقت نفسه نرى “الجعجعية الطائفية” تتحالف مع معظم القوى المناهضة لحزب الله وايران لتضمن معادلتها لاستلام الحكم في لبنان..
أما عشرات اللوائح الانتخابية الأخرى فهي خارج اللعبة ولن تكون الا شاهدا على عودة رؤساء الطوائف انفسهم والشخصيات الالغائية التدميرية الى سدة الحكم.. لتعيد السلطة انتاج ذاتها بأصوات الشعب اللبناني الذي يقبل بالذل والموت جوعا على أن يسقط زعيمه الطائفي في الاستحقاق الانتخابي!
مصدر الخبر
للمزيد Facebook