آخر الأخبارأخبار محلية

معركة صعبة أمام “القوات” بقاعاً.. هكذا ستُخاص المنافسة

قبل نحو شهرٍ من حلول موعد الانتخابات النيابية في 15 أيار، يكثف “حزب الله” التعبئة العامة في صفوفه لخوض معركته الانتخابيّة بشراسة، وتحديداً ضمن دوائر البقاع العديدة التي تشمل زحلة، راشيا – البقاع الغربي، وبعلبك الهرمل.

 

في الواقع، فإنّ الحزب يسعى بشكل حثيثٍ لحشدِ ساحته الانتخابية في البقاع عبر عدد هائل من المندوبين وسط دعوة للمشاركة الكثيفة يوم الانتخابات التي تعتبرُ مفصلية بامتياز.

 

في المقابل، يسعى حزب “القوات اللبنانية” لاستنهاض صفوف مناصريه في مختلف دوائر البقاع، وذلك من أجل العمل على احداث خروقاتٍ نيابية فعلية وجديّة في صفوف “الثنائي الشيعي” وحلفائه.

 

وعلى الرغم من أن توجهات المعركة القائمة، بديهية إلى حدّ كبير، إلا أنّ هناك سلسلة من العوامل تسعى “القوات” لتلافيها ومعالجتها بطريقة هادئة؛ نظراً للصعوبة الانتخابية التي تفرضها.

 

ما هي تلك العوامل؟

في انتخابات العام 2018، وتحديداً في دائرة بعلبك – الهرمل، خاضت “القوات اللبنانية” المعركة الانتخابية ضمن تحالف جمعها مع تيار “المستقبل” والنائب السابق يحيى شمص. حينها، فإن لائحة التحالف حازت على حاصلين انتخابيين ساهما في نجاح مرشح “القوات اللبنانية” أنطوان حبشي (نال 14858 صوتاً) إلى جانب النائب بكر الحجيري (نال 5994 صوتاً).

 

مع هذا، فإنّ ما ساهم في تقديم رافعة للائحة هو تحالفها مع النائب السابق يحيى شمص الذي قدّم للائحة 6658 صوتاً، في حين أن مُرشّحَي “المستقبل” آنذاك حسين صلح وبكر الحجيري ساهما بـ 10968 صوتاً للائحة. وبذلك، فإن الشخصيات الـ3 المذكورة أعطت لائحة “القوات” في العام 2018 17626 صوتاً من أصل 35607 أصوات، الرصيد الاجمالي للائحة.

 

أما اليوم، ومع غياب تيار “المستقبل” وعدم ترشح النائب السابق يحيى شمص للانتخابات، فإنّ اللائحة التي ستخوض بها “القوات” الانتخابية خسرت كتلة عددية من الأصوات لا يستهان بها، سواء تلك التي كان يقدّمها “المستقبل” أو تلك التي أعطاها شمص.

 

وبذلك، فإنّ لائحة “القوات” انطلقت من دون 17626 صوتاً، والسعي هنا يكمن في تعويض نسبة من تلك الأصوات، في حين أن القدرة على استمالة شمص قد باتت مستبعدة تماماً، لاسيما أن الأخير التقى قبل نحو شهر الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في اجتماع دام لنحو 3 ساعات، تخللته مصارحة عميقة وتأكيد على أن شمص هو ابن الطائفة الشيعية أولا وأخيراً، كما أن أصوات هؤلاء يجب أن تصب عند الثنائي، وذلك وفق ما قالت مصادر مقربة من “حزب الله” لـ”لبنان24“.

 

فعلياً، فإن شمص يُعتبر من الشخصيات التي لها وزنها ضمن بعلبك – الهرمل، وبالتالي فإن غيابه عن لائحة “القوات” يعني خسارتها لشخصية شيعية بارزة.

إذاً، فإن وضع “القوات” في بعلبك – الهرمل يحتاج الى دراية شديدة باعتبار أن “المستقبل” كان يمد اللائحة بأصوات وازنة. ووسط كل العوامل المذكورة آنفاً، فإنّ وصول حبشي إلى الندوة البرلمانية قد يواجه الكثير من المخاطر، والسعي “القواتي” مستمر لمعالجة هذا الأمر.

 

في ما خصّ زحلة، فإنّ الوضع لا يختلف كثيراً عن بعلبك – الهرمل.

 

في عروس البقاع، فإن غياب النائب قيصر المعلوف عن الساحة الانتخابية ساهم في تأثر لائحة “القوات” بشكل كبير. فالأخير، يعتبر نائباً خدماتياً واستطاع خلال السنوات الـ4 الماضية أن يطبع نفسه بقوة في ميدان العمل العام، وترك أصداء إيجابيّة في الأوساط الشعبية. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ عدم مشاركة تيار “المستقبل” في الانتخابات ستنعكسُ بشكل كبير على توجهات الانتخابات في زحلة، إذ أن لأبناء سعدنايل ولاء مطلق للرئيس سعد الحريري، وبالتالي فإنّ الالتزام بمقاطعة الانتخابات سيكون كبيراً. أما في حال قرّر مناصرو “المستقبل” التصويت، فإنّ التوجهات لن تكون نحو لائحة تدعمها “القوات اللبنانية“.

 

ولهذا، فإنّ “القوات” التي رشحت جورج عقيص في زحلة، قد تجد صعوبة في الحفاظ على مقعدين حصلت عليهما في انتخابات العام 2018 (عقيص والمعلوف). ووفقاً للمراقبين، فإنّ قدرة “القوات” حاليا على تأمين حاصل لعقيص سيواجه الكثير من العراقيل، والعمل يكمن في حشد أصوات باتجاه الأخير ضمن اللائحة التي ينتمي إليها.

 

على صعيد دائرة راشيا – البقاع الغربي، فإنّ “القوات اللبنانية” واجهت مأزقاً كبيراً بسبب توجه الحزب “التقدمي الإشتراكي” للتحالف مع النائب محمد القرعاوي المحسوب على “تيار المستقبل”. في تلك الدائرة، فإنّ النائب وائل أبو فاعور أخذ مبادرة الحفاظ على الصوت السني بشكل خاص، باعتبار أن القرعاوي كان يرفض تماماً تمرير أصوات لصالح “القوات اللبنانية”. ولهذا، فإنّ عدم تحالف “الإشتراكي” مع “القوات” ساهم في إفقاد الأخيرة عنصراً أساسياً في المواجهة.

 

ففي العام 2018، وعلى الرغم من خوض “القوات اللبنانية” الانتخابات مع “المستقبل” و “الإشتراكي”، إلا أنها لم تتمكن من الحصول على مقعد لصالحها، فكيف إذا كان الإفتراق قد وقع مع “الإشتراكي” في العام 2022 وسط غياب “المستقبل”؟

 

في المحصلة، فإنّ “القوات” أمام واقع انتخابي دقيق في دوائر البقاع قاطبة. وبحسب المراقبين، فإن المعركة تأخذ طابعاً حامياً، وسط التوقعات التي تشير إلى أن “القوات” قد تظفر بمقعد واحد ضمن كل دوائر البقاع، في حيت تتحفظ مصادر القوات عن ابداء اي رأي معتبرة” ان الامور بخواتيمها“.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى