الوكالة الوطنية للإعلام – ندوة حوارية لسفارة ارمينيا حول كتاب “الاقليات في الشرق” المرتضى: الارمن أوفياء للبنان ساهموا ببنائه بأيد نظيفة لم تتلوث بالفساد أو الدماء
وطنية – اقامت سفارة الجمهورية الأرمينية بمشاركة One Voice Foundation اليوم، ندوة حوارية برعاية وحضور وزير الثقافة السيد محمد وسام المرتضى حول كتاب الباحث تيغران يغافيان: “الأقليات في الشرق : منسيوالتاريخ” في دير سيدة البير- بقنايا، شارك فيها: المؤلف (من باريس) والمفكر انطوان فليفل (من باريس) والباحثة رلى ذبيان ومدير الندوة العضو في “وان فويس فوندايشن” الدكتور بول جلوان.
افتتحت الندوة بالنشيدين اللبناني والأرمني، ثم رحب رئيس One Voice Foundation انطوان قلايجيان بالحضور في كلمة تحدث فيها عن “قيم الفرنكوفونية التي تجمعنا، ماديا وروحيا، عن طريق اللغة والمبادىء التأسيسية العظيمة والدائمة التي ترعاها فرنسا”.
ونوه “بالتاريخ العريق، الممتد لثلاثة آلاف سنة، من عمر الجمهورية الأرمينية وبلغتها الجامعة الرابطة ما بين مواقع الإنتشار التي تتطلب مجهودا كبيرا من الدراسات والمبادرات لإعادة اللحمة فيما بينها”، متوقفا عند “ما تتحلى به الجمهورية اللبنانية من صلابة وحيوية في الرغبة بالإنعتاق والتحرر؛ هذه الصخرة الوارثة لحضارات غنية عريقة واجهت الحلو والمر من صروف الزمان والمساهمة في النهضة العربية”.
وأشار إلى “دور أبناء الجمهوريتين الذين استقبلتهم فرنسا، ونقلوا الحضارة الغربية إلى مجتمعاتهم مع المحافظة على تراثهم ولغاتهم الأم، حاملين هم الأقليات في الشرق”.
وختم قلايجيان كلمته بالتعريف بـ “وان فويس فوندايشن” الهادفة لجمع الطاقات البشرية في الشرق وبلاد الإنتشار لتأمين مساحات التلاقي والتواصل فيما بينها من أجل معالجة الأمور الأساسية والجوهرية الخاصة بها، ومواجهة التحديات التي تعترض مسارها في محيطها وبلاد الإغتراب، وتهدد مصيرها ووجودها”، موضحا ان “المؤسسة تهتم بتأمين التواصل والحوار الإسلامي المسيحي بالإستناد إلى القيم المشتركة بروح التعاون والشراكة المبنية على القيم الإنسانية الأساسية: الحرية الفردية، حرية الإيمان، والمساواة أمام القانون العادل، وفي فرص العمل والنجاح وحق الترقي والتعلم. صوت المؤسسة مكرس للتلاقي والتواصل، وما هذه الصبيحة إلا باكورة أعمالنا بالربط بين باريس وبيروت، والأهمية التي نوليها للموضوع المطروح مع الوعد بالبقاء، أوفياء لهذه المبادىء والقيم”.
سفير ارمينيا
ثم ألقى سفير أرمينيا فاهاغن أتابيكيان كلمة ركز فيها على الثناء على عمل تيغران يغافيان في إحياء الدور الذي لعبته الأقليات في تطوير الحضارات القديمة في الشرق، الإهمال الذي تتعرض له الأقليات لاعتبارات جيو- سياسية، إهمال يهدد حضارتهم وتاريخهم ومصيرهم”.
وأعرب عن سروره بالإجتماع الحاصل بمبادرة من “وان فويس فوندايشن”.
المرتضى
ثم ألقى الوزير المرتضى كلمة، تطرق فيها إلى “خصوصية هذه البقعة من العالم، حيث تتلاقى الحضارات والشعوب والأديان، وتتمازج وتتعايش في سلام، على أن يكون الحق كل الحق للعيش بحرية دون اعتبار فئة مستضافة عند فئة أخرى فالكل ضيوف الله على الأرض”.
وأشار إلى “بعض التقلبات، ذات الطابع الإقتصادي والإجتماعي والعسكري والسياسي، التي طبعت بعض الأحداث التاريخية”، مثمنا “دور العروبة في تخطي الأحداث” داعيا الى “كتابة التاريخ بتجرد، دون انحياز في سرد الأحداث أو تزويرها”.
واختتم كلمته بالتنويه بالمثال الأرمني كشعب:
– مظلوم استحق أن ننصره لاستيعاد حقوقه.
– مبدع حول الأزمات إلى نعم وكان مثالا في تجاوز النكبات.
– منفتح، حافظ على لغته وجذوره وتعاون بإخلاص مع مجتمعه.
– تمنع عن الإنخراط في مشاريع الشرذمة والإنعزال والأعمال الإجرامية.
كانوا أوفياء للبنان قدموا له الكثير من الأعمال الخيرة وساهموا في البناء والترقي، بأيد نظيفة لم تتلوث بالفساد أو بالدماء”.
جلوان
ثم قدم مدير الندوة الدكتور بول جلوان، الكاتب والمحاضرين بكلمة تمهيدية أشار فيها الى “دور الرقم في تحديد الأقليات في المجتمع الشرقي والحاسم في تصرفات وقرارات وردات فعل الأكثرية العددية في مسار الأحداث في الشرق”، وربط “انطلاقا من هذا الواقع تسمية “اقليات الشرق منسيو التاريخ” بالنزعة الإقصائية التي تخدش كرامة الإنسان الحر والقيم الإنسانية ومبدأ المواطنة”.
وتطرق جلوان إلى “ممارسة التسلط والطغيان المبنيين على العدد، الذي يحدد وحده الأكثرية والأقلية، ويسعى لمحو الأثر النوعي الذي تركته بعض “الأقليات” في تاريخ الحضارات المشرقية، تتصدى لها الجغرافيا والآثار والمساهمات الفكرية، والعلمية والفلسفية، وتمثل الدعامة لمؤسسات الإنتشار، التي ترفض الإنسلاخ عن ماضيها، وتسعى لقيام نظام ديمقراطي يعزز التنوع في تلاوين المجتمعات المشرقية، الغنية حضاريا، يجمعها عن طريق الرابط الثابت الموحد المبني على المواطنة والكرامة الإنسانية والمجتمع الحر”.
وأشار الى “المتنورين في العالم العربي، الذين يرفعون الصوت ضد المرجعيات الروحية والزمنية، التي تفرض قوانينها المتعارضة مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وكرامته، ما يدفع باتجاه التعاون لتثبيت دولة العدالة، دولة المواطنة، دولة الإنسان”.
يغافيان
بدوره تطرق البروفيسور تيغران يغافيان إلى المحاور الثلاثة الآتية:” ما هو مشهد الواقع المسيحي والأقليات في الشرق؟ ما هو الدور المطلوب من قوى الإنتشار على المستوى الإستراتيجي؟ أرمينيا لبنان المعهد الفرنسي للشرق، كيف تتطور المشاركة الفعالة ذات المضمون؟”.
فليفل
من جهته، توسع البروفسور انطوان فليفل في بحث النقاط الآتية: “ما هو النموذج الحالي للحضور المسيحي في الشرق؟ اللاهوت السياقي (Théologie Contextuelle)، المعهد المسيحي للشرق في باريس كمشروع للانتشار”.
ذبيان
وختمت رلى ذبيان النقاش بمداخلة تضمنت قراءة نقدية لكتاب تيغران يغافيان ضمن محورين: ” تموضع “أقليات الشرق منسيو التاريخ” في المسار الفكري الجيو- سياسي لتيغران يغافيان، المناسبات والأحداث التاريخية، القديمة والحالية، التي حملت الأقليات في الشرق للمطالبة بالإعتراف الكامل وبالإنتماء والهوية، ديناميكية المرونة والمقاومة التي اعتمدها الأقليات : الإنتساب، طرائق التحقق والتنفيذ، الفاعلية والمعوقات التي تؤخر تحقيق العدالة الكاملة”.
واختتمت الندوة بكلمة شكر للحضور ولـ One Voice Foundation على هذا النشاط من قبل السفير الأرميني فاهاغن اتابكيان.
============ع.غ
مصدر الخبر
للمزيد Facebook