آخر الأخبارأخبار دولية

هل أطلق جنود أوكرانيون النار على سجناء روس؟

نشرت في: 31/03/2022 – 16:23آخر تحديث: 01/04/2022 – 11:35

يؤكد مقطع فيديو نشرته عدة قنوات منذ 27 آذار/مارس 2022 حسب المنشور المصاحب له على يوتيوب أن “جنودا أوكرانيين أطلقوا النار على أقدام أسرى حرب روس”. وقام فريق تحرير مراقبون بتحليل محتوى المقطع المصور وتمكن من تحديد إحداثياته الجغرافية. وإذا ما تحدث بعض المحللين على وسائل التواصل الاجتماعي على عملية مفبركة، فإنه لا يوجد إلى حد الآن أي دليل يطعن في حقيقة المشهد.

يبلغ طول المقطع المصور نحو ثلاث دقائق و38 ثانية. ونرى من خلال رجالا يرتدون زيا عسكريا ويحملون شارات بيضاء ممددين على الأرض وقد قيدت أيديهم وراء ظهورهم وكان من الواضح أنهم تعرضوا لجروح خطيرة. وقد تمت تغطية رأس أحد الرجال المصابين بكيس أبيض. وكشف مصور الفيديو عن رأسه ونرى أن الرجل مصاب وقد تضرر وجهه بشكل بالغ بسبب ما يبدو أنه تعذيب. ومع قرب نهاية المقطع المسجل، نزل ثلاثة سجناء جدد من عربة مدنية. وفي ذلك الوقت بدأ أحد الرجال الذين يرتدون شارات زرقاء بإطلاق النار على السجناء الثلاثة بشكل عشوائي. وقد سقط الرجال على الأرض متأثرين بجروحهم قبل أن يتم إنهاء الفيديو.

من جهته، أكد قائد القوات المسلحة الأوكرانية فاليري سالوشني في 27 آذار/مارس 2022 أن روسيا “قامت بتصوير ونشر مقاطع فيديو مضللة” وذلك بهدف تشويه سمعة معاملة أوكرانيا لجنود الحرب الروس.

ولكن في المقابل، أعلن أولكسي أرستوفيش أحد مستشاري الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في حورا نشر على تطبيق تلغرام في نفس اليوم أن الحكومة الأوكرانية ستفتح تحقيقا في هذه الممارسات. وفي منشور على حسابه في إنستاغرام أضاف المسؤول: “أريد أن أذكر جنودنا ومواطنينا وقوات دفاعنا أن المعاملة السيئة لأسرى الحرب تعد جريمة حرب”.

من جانبه، أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في 28 آذار/مارس أنه طلب فتح تحقيق مشيرا إلى صور “مرعبة”.

وإذ ما تأكد أن هذه الصور حقيقية، فإنها ستمثل انتهاكا لاتفاقية جنيف المتعلقة بمعاملة أسرى الحرب التي تمت المصادقة عليها في سنة 1949 والتي تمنع سوء معاملة رجال تم القبض عليهم في فترات القتال.

الفيديو صور قرب مدينة خاركيف في أوكرانيا 

وقدمت مستخدمة إنترنت إحداثيات الفيديو الجغرافية فيما قام فريق تحرير مراقبون فرانس24 بتحقيق مستقل حول مكان تصويره وتأكد من أنه قد تم تصويره بالفعل في مصنع للحليب ببلدة مالايا روهان وهي قرية صغيرة تقع على بعد نحو 10 كيلو مترات شرق خاركيف ثاني أكبر المدن الأوكرانية التي تحاصرها القوات الروسية منذ بداية هجومها العسكري في 24 شباط/فبراير الماضي. وحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فإن القوات الأوكرانية استعادت السيطرة على قرية مالا روهان من يد الروس في 28 آذار/ مارس.

بناية مع مدخنة وشجرة مكنتنا من التحقق بشكل مستقل من مكان تصوير المشهد. على اليسار، نرى صورة مثبتة من مقطع فيديو لهواة. وعلى اليمين، صورة للمكان على تطبيق غوغل مابس. يوتيوب/ غوغل مابس

وحتى وإن عرفنا مكان تصوير مقطع الفيديو، فإنه لا يمكن تحديد تاريخ دقيق له. ويعود أول تداول لمقطع الفيديو على شبكة الإنترنت ليوم 27 آذار/مارس. وعلى المقطع المسجل، لا نجد أي أثر للثلوج على الأرض أو فوق الأشياء المحيطة. ويؤكد أرشيف الأحوال الجوية في مدينة خاركيف أن المنطقة كانت مغطاة بالثلوج بين يومي 24 شباط/ فبراير و11 آذار/ مارس. وهو ما يحيلنا إلى أن مقطع الفيديو قد تم تصويره بين يومي 11 آذار/ مارس 2022 و27 من الشهر نفسه.

شارات زرقاء وشارات بيضاء

ويكشف وجود شارات بيضاء وشارات زرقاء في مقطع الفيديو بأن الأمر يتعلق بنزاع 2022 والذي يحمل الجنود الروس خلاله الشارات البيضاء فيما يحمل الجنود الأوكرانيون الشارات الزرقاء أو الصفراء ويبدو أن ذلك لتمييز المقاتلين من الطرفين. وكان جميع الرجال المصابين الذين كانوا على الأرض وأيديهم مربوطة وراء ظهورهم، تقريبا يحملون شارات بيضاء. أما الجنود الذين كانوا يسيئون معاملتهم أو يطلقون النار عليهم فكانوا يرتدون شارات زرقاء.

صورتان مثبتتان من مقطع الفيديو يمكن من خلالهما أن نرى الشارات البيضاء (المؤطرة باللون الأبيض) والشارات الزرقاء (المؤطرة باللون الأزرق).

صورتان مثبتتان من مقطع الفيديو يمكن من خلالهما أن نرى الشارات البيضاء (المؤطرة باللون الأبيض) والشارات الزرقاء (المؤطرة باللون الأزرق). يوتيوب/ مراقبون

 

بالرغم من ذلك، فإنه لا يوجد أي عنصر يمثل دليلا حقيقيا على تورط الجنود الأوكرانيين في هذه القضية إذ يمكن أن يكون ارتداء الشارات الملونة مقتصرا فقط على المشهد المصور.

ويتم استجواب السجناء باللغة الروسية. وحسب قناة بي بي سي البريطانية التي طلبت من مختصين في اللغة يعملون لديها تحليل مقطع الفيديو، فإن لهجة الأشخاص الذين كانوا يحملون الشارة الزرقاء “تتطابق مع لهجة أوكراني يتحدث اللغة الروسية”. كما أوضحت القناة البريطانية أن الرجل الممدد على الأرض تم اتهامه بأنه “قد قصف خاركيف”.

مستخدمو إنترنت يشككون في صحة الفيديو

في 28 آذار/مارس، نشر حساب على تويتر مساند لأوكرانيا مقطعا من عشرة ثوان من نفس الفيديو ويبدو بجودة أفضل بكثير وأرفقه بالنص التالي باللغة الروسية “هؤلاء الرجال يستحقون جائزة الأوسكار، هل تتذكرون مقطع الفيديو الذي رأينا فيه إطلاق نار على الأرجل؟ إليكم تدريب على التمثيلية المقامة”.

وفي 30 آذار/ مارس، نشر نفس الحساب مونتاجا لمقطع الفيديو نفسه مع تعليق كتب فيه باللغة الإنكليزية: “هل أنتم مستعدون لمعرفة التفاصيل؟ الجزء2”. ويؤكد صاحب الحساب أنه تمكن من إثبات أن الأمر يتعلق بتمثيلية روسية وبالدليل أيضا حسب تأكيده. ويؤكد مستخدم الإنترنت وجود رصاصات مزيفة وممثلين وإصابات كاذبة ما يعني أن الأمر يتعلق بعملية دعاية نفذها الروس وذلك بهدف تشويه سمعة الجيش الأوكراني.

 

صورة شاشة من مونتاج فيديو يدعي صاحبه أن الأمر يتعلق بتمثيلية روسية. وهنا، يوضح النص المرفق أن الرجل أصيب في ساقه اليسرى لكنه كان يمسك ساقه اليمنى.

صورة شاشة من مونتاج فيديو يدعي صاحبه أن الأمر يتعلق بتمثيلية روسية. وهنا، يوضح النص المرفق أن الرجل أصيب في ساقه اليسرى لكنه كان يمسك ساقه اليمنى. حساب Dirty_Snob على تويتر.

بالرغم من ذلك، يؤكد خبراء حاورتهم قناة بي بي أن غياب الدماء يمكن في بعض الأحيان أن يميز إصابة بالرصاص. زد على ذلك أنه من المحتمل أن الرجال المصابين بالرصاص لا يتلوون أو لا يصرخون باعتبار تعرضهم للصدمة. 

جنود أوكرانيين رُصدوا في منطقة خاركيف ومعم سجناء حرب روس

إلى ذلك، فإن زملاءنا في خدمة التحقق من الأخبار في صحيفة ليبيراسيون الفرنسية قاموا بالتحقق من مقطع الفيديو. وقد أوضحوا أنهم عثروا على المقطع المصور بعد أن نشره جنود من وحدة “كراكن” وهي الذراع المسلح لحزب أوكراني متطرف (مقربة من كتيبة “أزوف”).

وفي مقطع فيديو نشر في 26 آذار/مارس على قناة مرتبطة بكتيبة أزورف على تطبيق تلغرام، نرى أن معارك جدت بين الأوكرانيين والروس في منطقة خاركيف. وقد تمكن جنود أوكرانيون من أسر مقاتلين روس. وقد تمكنت صحيفة ليبيراسيون على الأقل من تحديد مكان حدوث المعارك وقد كانت على بعد 5 كيلو مترات من مصنع الحليب ببلدة مالايا روهان.

//platform.twitter.com/widgets.jshttps://platform.instagram.com/en_US/embeds.js


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى