آخر الأخبارأخبار محلية

ذكرى 4 آب: الحقيقة الضائعة تحت أنقاض المرفأ

عاش لبنان امس يوما حزينا مع حلول الذكرى الثالثة الأليمة لانفجار مرفأ بيروت.
وقال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي :لان الحقيقة وحدها تبلسم الجراح، فان الامل، كل الامل، بأن تظهر شمس العدالة في قضية انفجار مرفأ بيروت في أقرب وقت، فترقد ارواح الشهداء بسلام ويتعزّى المصابون وذوو الضحايا.

وكتبت” النهار”: الأيام الثلاثة الأخيرة ضجت بسيل المواقف من داخل وخارج حيال خطورة التجميد والشلل اللذين أصابا التحقيق العدلي القضائي في ملف المجزرة التي أحدثها انفجار المرفأ قبل ثلاث سنوات. ومع ذلك، وفيما توج يوم الذكرى أمس بالأصوات المدوية لأهالي الشهداء منادية بغضب متفجر ومعتمل بالعدالة واستئناف التحقيقات ووقف التدخل السياسي “الإجرامي” لمنع تحقيق العدالة وكشف الحقيقة، يعود كل شيء الى حاله ولا قبس تفاؤل بأي تبديل في واقع الاستقواء الذي فرضه فريق سياسي معروف على المسار القضائي واستسلم له الآخرون بلا أي قدرة على كسره.
وكتبت” الديار”: ثلاث سنوات مرّت على انفجار أو «تفجير» مرفأ بيروت في 4 آب 2020 الذي حوّل العاصمة بيروت في غضون خمس ثوانٍ الى مدينة منكوبة فاحت منها رائحة الدماء، وحفرت وجَعاً عميقاً في القلوب وخلّفت مئات الضحايا الأبرياء وآلاف الجرحى ومئات آلاف العائلات المشرّدة… وما زالت الحقيقة ضائعة، والعدالة لم تتحقّق، والمحاسبة معلّقة.
كأنّ الانفجار حصل البارحة، لكن لا شيء تغيّر… فلا قرار ظنّيا موعودا صدر مع «تسييس القضاء»، ولا مشتبه فيهم يحاكمون بعد توقيف عدد من الموظّفين بدايةً، ثمّ إطلاق سراحهم لعدم كفاية الأدلة، ولا إجراءات رسمية اتُخذت لتبريد قلوب المتضرّرين والمنكوبين التي ما زالت تنزف ألماً وغضباً وسخطاً… لا بل العكس تتوالى المحاولات لطمس الحقيقة من خلال عرقلة التحقيق واستمرار وضع يدّ المسؤولين على هذا الملف.
أمّا دول الخارج، فما زالت تكتفي بإدانة الكارثة، وبإظهار تعاطفها مع اللبنانيين من خلال بعض المواقف أو إقامة وقفات تضامنية مع الذكرى الثالثة للانفجار، رغم أنّ بعضها معني به بشكل مباشر مع سقوط ضحايا من جنسيات أجنبية وعربية… ولم تُقدّم حتى الساعة، ما لديها من معلومات استخباراتية، وتحقيقات وصور من الأقمار الصناعية لكشف ملابسات جريمة العصر ضدّ الإنسانية.
وفي المواقف أشارت وزارة الخارجية الأميركية إلى أن الولايات المتحدة تواصل وقوفها إلى جانب شعب لبنان، وتابعت في بيان: “يستحقّ الضحايا وأسرهم العدالة ونُطالب بمساءلة المسؤولين عن الكارثة والأسباب الكامنة وراءها، وعدم إحراز تقدّم نحو المساءلة أمرٌ غير مقبولٍ، ويؤكد الحاجة إلى إصلاح قضائيّ واحترام أكبر لسيادة القانون في لبنان”.
أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فعبّر عن حزنه في هذا اليوم الأليم، ودعمه الى الشعب اللبناني في تغريدة عبر تويتر، مشيراً الى أن لبنان لم يكن وحيداً وهو ليس وحيداً اليوم أيضاً، طالباً من اللبنانيين الاعتماد على فرنسا في هذا الموضوع.

الذكرى
وكان توج أحياء الذكرى بتجمع للمواطنين وأهالي شهداء الانفجار وجرحاه وعدد من الشخصيات السياسية بمسيرة انطلقت عصر أمس من أمام فوج إطفاء بيروت باتجاه تمثال المغترب مقابل مرفأ بيروت. وتقدم المشاركون أهالي الضحايا الذين رفعوا صور أبنائهم ولافتات تدعو الى “تحقيق العدالة ومحاسبة المتورطين”، الى جانب عدد من الشخصيات السياسية والنواب، من بينهم النائب مروان حمادة ممثلاً كلاً من رئيس كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط والنائب السابق وليد جنبلاط والنائب غسان حاصباني والنواب: الياس حنكش، نديم الجميل، ميشال الدويهي، ميشال معوض ومارك ضو. ووصل الى المكان عشرات المواطنين، الى جانب توافد العديد من مناطق عدة سلكوا جسر فؤاد شهاب سيراً على الأقدام باتجاه نقطة الاحتفال، في حين قطعت القوى الأمنية طريق فؤاد شهاب المؤدية الى وسط بيروت أمام حركة السيارات، وأبقت على المسلك المؤدي نحو الدورة مفتوحاً وسالكاً.
 
ورفع المشاركون في المسيرة الرايات السوداء واتشحوا باللباس الاسود، تعبيراً عن الحزن الشديد الذي تمثله الذكرى.
وتقدمت المسيرة عدد من سيارات فوج إطفاء بيروت التي أطلقت زماميرها وسط تأثر بالغ من المشاركين، الذين رفعوا لافتات تتهم الدولة بارتكاب الجريمة وعرقلة التحقيق، ولافتات أخرى تحمل المسؤولية للاحتلال الإيراني، الى جانب عدد من اللافتات التي تدعو الى تحقيق دولي في جريمة المرفأ وتدعو الى رفع يد المتسلطين السياسيين عن القضاء. وما أن وصلت المسيرة الى نقطة المهرجان، حتى بدأت تلاوة الكلمات التي شددت على “ضرورة محاسبة المتورطين والمسؤولين عن انفجار مرفأ بيروت”، وحملت الدولة والسلطة السياسية “مسؤولية ما حصل من دمار، الى جانب إعاقة عملية التحقيق وإصدار القرار الظني. وشددت على “أنّهم حاوَلوا عرقلة التحقيق بكلّ الوسائل، ولدينا مشكلة مع دفن الملفّ الأمر الذي يُريدونه ويسعون لتحقيقه”. ولفتت إلى أنّ “التحقيق توقّف بفعل السلطة السياسيّة وبعض القضاة الذين يواكبونهم، وعلى الذين يُلاحقون أهالي الضحايا أن يُلاحقوا مَن دمرّ المرفأ وقتل الناس”. كما شدّدت على أنّه “بوجود قاضٍ يواجه وأهالي يواجهون، سنصل إلى الحقيقة وإن أخذ الأمر بعض الوقت”.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى