آخر الأخبارأخبار محلية

عائلات كريمة مضيئة ومحرجة…. ماذا تعرفون عن أصلها؟

كتبت كارين عبدالنور في نداء الوطن:

روايات وحكايات وقصص وتسميات. بعضها نعرفه وبعضها الآخر ليس تماماً. منها ما هو مؤكّد ومنها مشكوك بأمره. هي أصول أسماء العائلات اللبنانية. الأسماء المتميّزة تقارب 90 ألفاً بحسب قاعدة بيانات وزارة الداخلية، وجزء واسع من التفاصيل التاريخية تحدث عنه المؤرخ الدكتور حسان حلاق.

على سبيل المثال، عائلة حَمَد المتوطّنة منذ القرن التاسع عشر في منطقة عين المريسة هي في الأصل من أسرة الجردي من الشويفات، وتعود بِنَسَبها لجدّها خليل الجردي الذي أنجب ولداً وحيداً سمّاه حَمَد، حمداً لله على نعمته. وقد أنجب الأخير بدوره خليل حَمَد ومنذ تلك اللحظة عُرفت الأسرة بإسم “أسرة حَمَد”.

للجغرافيا حصّتها غير القليلة في عالم أسماء العائلات هذا. فهي استُخدمت أساساً للإشارة إلى المناطق والدول والأماكن التي أتى منها بعض المهاجرين، لا سيما وأن لبنان شهد موجة كبيرة من الهجرة السكانية خلال العهد العثماني. مثل عائلات بيروتي، جزّيني، طرابلسي، معلولي، عيتاني، مزبودي، جبيلي، شوفاني، بتروني، كسرواني، بغدادي، حجازي، ساحلي، جوني، شرقاوي، مكي، شحيمي، حلبي، حاريصي، بعلبكي، برجاوي، نابلسي، خيامي، بقاعي، عكاري، دمشقية، بشراوي، جزائري، صيداوي، زحلاوي… وغيرها الكثير.

لنأخذ عائلة دمشقية مثلاً. أصل التسمية يعود إلى العهد العثماني حيث توجّه الإمام أحمد السبراوي في حملة من دمشق إلى الأراضي المقّدسة ليُعرف منذ تلك الفترة باسم الإمام أحمد دمشقية على اعتبار أنه كان قائداً للحملة الدمشقية. وبرز العديد من أبناء الأسرة في بيروت، كما هي عاصرت الكثير من البيارتة من أبناء البسطة والنويري وبرج أبي حيدر والمصيطبة والطريق الجديدة، ممن كانوا يطلقون عليها اسم “مشقية” لأن البيارتة كانوا لا يلفظون حرف الدال في القرنين التاسع عشر والعشرين.

فصول السنة الأربعة حاضرة في هذا المضمار بقوّة. وقد كان للشتاء الحصة الوافرة من التسميات: برق، رعد، مطر، لمع، مثلج، غيث، ثلوج، مطرجي من ضمنها.

والألوان أيضاً، مثل آل الأحمر، خضر، خضرا، أسود، زهر، الأبيض، عسلي، الأصفر، الأسمر، سمرا، صفير، حمرا، أو ما شابه. اسم عائلة خضر، مثلاً، لا يرتبط باللون الأخضر تحديداً. فهو لقب أُلقي على الكثير من العائلات تيّمناً بالسيد الخضر عليه السلام. كيف لا وهو مكرّم لدى كثير من اللبنانيين… المسيحيين والمسلمين. «مسجد الخضر» في الكرنتينا شاهد وهو المعروف لدى المسيحيين بمار جرجس.

ضو، شمعة، قنديل، سراج، منير، نور، شرارة، قداحة، قديح، كبريت، بارود، حريقة، مشعل، شعلان، ضاوي، ضيا، مصباح، صباح… واللائحة المقترنة بالأضواء والأنوار تطول.

عائلة منير سُمّيت بهذا الاسم نسبة إلى المدينة المنوّرة حيث سكنت فيها لزمن ولها هناك أوقاف باسمها حتى اليوم حيث اشتهرت برجالات دين قدّموا للفقه الديني الكثير.

فتوش، كبي، طحيني، برغل، دبس، بصل، ترمس، زيتون، كوسا، زعتر، سنيورة، حلاوي، شمندر، عدس، عسل، جلول، برازق، بطيخ، سكر، كمون، تفاحة، دقة، بقدونس، قمح، يقطين، طبيخ، فلفلي، فليفل، شوربا. هي أيضاً أسماء عائلات لبنانية كما لكم أن تتوقّعوا. بحسب بعض المصادر، أصل عائلة حلاوي في سوريا ولبنان وجبل الدروز يعود إلى قبيلة بني خزيمة التي نزح بعض أفرادها إلى غرب الفرات وأقاموا في مدينة الحلّة. ثم هجروا إلى شمال سوريا أيام حروب القرامطة حيث عُرفوا هناك بالحلاويين. وانتقلوا بعدها إلى جنوب لبنان ليسكنوا حاصبيا وعين قنيا وينطا. أما عائلة فتوش، فهي مشتقة من اللغة التركية وهو لقب الدلع لاسم فاطمة. هم في الأصل من العائلات التي استوطنت سهل البقاع إبّان الحكم الفاطمي ومن عرب الجزيرة وينتسبون إلى بني قريش. وقد اعتنقوا المسيحية في مطلع القرن الثامن عشر مع وصول البعثات التبشيرية الكاثوليكية… وما زالوا.

غالباً ما ارتبط اسم عائلات لبنانية عدّة بالمهن التي احترفوها عبر التاريخ. نذكر نجار، حداد، عمّار، حلاب، معماري، صياد، خشاب، حطاب، خباز، طحان، خياط، نحاس، ساعاتي، زيات، صايغ، جمال، فاخوري، ملاح، رمّال، حلاق، لحام، حكيم، ورّاق وغيرها.

إلى التسميات ذات الصلة بكلمة “الدين”، أو الرتب الدينية، ننتقل: زين الدين، علاء الدين، شمس الدين، جمال الدين، سعد الدين، الخوري، الشيخ، و… العديد العديد.

وهذه دفعة إضافية من الأسماء: نسر، صقر، شاهين، حمام، حبشي، حسون، نورس، عصفور، ديك، جلبوط، صوص، نحلة، جرادة، فروخ، طاووس، زرقط، زراقط، بلبل، دبور، فرفور، أبو الريش، شحرور وغيرها.

على سبيل المثال، يختلف الباحثون حول أصل تسمية عائلة نحلة. فهناك من يعتقد أن أفرادها جاؤوا من جنوب لبنان وقد أُطلقت عليهم هذه التسمية لعملهم وسعيهم الدائم والمستمر كالنحلة. وهناك من يرى أنهم قَدِموا من حماة وكانوا أهل نحلة… أي أهل كرم وعطاء. أما عائلة طاووس فتنحدر من ذرية الإمام الحسن السبط. وسُمّيت هكذا نسبة إلى جدّها الذي لُقّب بالطاووس لأنه كان حسن الوجه والمظهر.

بعض الأسماء لا تخلو من التسبّب بشيء من “الإحراج” لأصحابها. ونذكر: حشاش، زابيطا، زلط، أزعور، قاروط، تيزاني، الهبري، بيضون، قرف، فرشوخ، عكروش، مطهر، الفحل، خزقة، ورطان، أفيوني، نعسان، أبو كرش، معتر، جربو، مفطوم، بهلول، زبال والكثير غيرها.

تتقاطع مصادر عدّة لناحية التأكيد أن هذه التسميات تعود إلى الفترة العثمانية حيث كان العثمانيون يطلقون ألقاباً مهينة لا تليق بالمساجين والمحكومين (والكثيرون منهم سُجنوا وحُكموا ظلماً وبهتاناً) بهدف الإساءة والتقبيح. وقد استُخدمت هذه الألقاب في ما بعد من قِبَل العثمانيين أثناء تسجيل الهويات والأوراق الثبوتية للمحكومين. وسَرَت التسميات.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى