سرديّات المستقبل.. ندوة في الجامعة الأنطونية

افتُتحت الندوة بكلمة من الأب السّغبيني، عبّر فيها عن التزام الجامعة بدعم الفكر النقدي للسرديات المختلفة خاصة وأن منطقتنا والعالم يعانيان من الآثار المدمّرة لتحريف النصوص وإسقاطها على الواقع. تلتها كلمة افتتاحية لرئيسة مجلس أمناء مركز مجتمع الدكتورة بسكال لحود، قدّمت فيها تأطيرًا فلسفيًا لمفهوم “سرديّات المستقبل”، معتبرةً أن المستقبل بات موردًا رمزيًا واقتصاديًا تتصارع حوله القوى السياسية والاقتصادية، وأن السّرديات المتداولة حوله تؤثر في قراراتنا وتشكّل وعينا الجماعي، داعيةً إلى مساءلة هذه السرديات وكشف آلياتها والمصالح التي تعتمل داخلها وبينها.
الندوة التي استمرّت ليومين تضمّنت جلسات عدّة. ففي الجلسة الأولى، تناول الدكتور الحسن الموصدّق من المغرب مفهوم الأنثروبوسين، مشددًا على أن الأزمة البيئية ليست منفصلة عن الأزمات الديموغرافية والسياسية والاقتصادية، ودعا إلى إعادة كتابة تاريخ الحداثة في ضوء القوة الجيولوجية المتنامية للإنسان، وإلى إدماج التاريخ الطبيعي في العلوم الاجتماعية.
في الجلسة الثانية، قدّم الدكتور حبيب عبد الربّ سروري من اليمن مداخلة حول الذكاء الاصطناعي، وصف فيها هذه التقنية بأنها “إله جديد” يهدد بتجاوز الإنسان، محذرًا من خطورة الصناديق السوداء للخوارزميات، ومن انحيازات الذكاء الاصطناعي التوليدي، ومسلّطًا الضوء على التحوّل الجذري في البنية التحتية للعالم المعاصر.
أما الجلسة الثالثة، فقد خصّصت لمستقبل الثقافة، حيث قدّمت الدكتورة زهيدة درويش جبّور من لبنان قراءة في دور الأدب في تخيّل المستقبل، معتبرةً أن الأدب ليس مجرد انعكاس للواقع، بل مختبر لتشكيل السيناريوهات المستقبلية.
أمh اليوم الثاني فقد افتتح بجلسة حول مستقبل الاقتصاد، قدّم خلالها الدكتور كمال حمدان من لبنان مداخلة تحليلية حول إمكانية بلورة سردية بديلة للنظام الرأسمالي.
واختتمت الندوة بجلسة حول مستقبل السياسي، قدّم فيها الدكتور وسام سعادة من لبنان قراءة فلسفية في مفهوم الزمن السياسي المعاصر، مستعرضًا البراديغم البيو-داتا-سياسي، الذي يذيب السياسي داخل عقلانية تقنوية، داعياً إلى استعادة السياسي كفعل تأسيسي يتجاوز منطق الخوارزميات، عبر توتر اليوتوبيا والإسكاتولوجيا.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook





