استياء وسط الجالية المغربية من غلاء تذاكر الرحلات الجوية والحكومة تعجز عن خفضها

نشرت في: 02/06/2023 – 11:28

 

“دير يد الله ضد ارتفاع أسعار تذاكر شركة ’لارام‘”، “كونوا رجال لنرفض أسعار طائراتها والبواخر… ما زال الوقت للرد بقوة على هذه المعاملة…”. هي جملة من الشعارات التي يرفعها عدد من أفراد الجالية المغربية بالخارج على وسائل التواصل الاجتماعي، للتعبير عن استيائهم من الأثمان الباهظة لتذاكر الرحلات الجوية للخطوط الملكية المغربية خاصة.

وبلغت أسعار هذه التذاكر أكثر من 500 يورو انطلاقا من أوروبا، فيما لا تتجاوز في الأيام العادية 300 يورو كأكبر تقدير. كما أنها جد مكلفة بالنسبة لأفراد الجالية المغربية المقيمة في كندا والولايات المتحدة، وتتراوح أسعارها بين 2300 دولار و2600 فيما يقدر ثمنها في بقية شهور السنة بـ1000 دولار.

وهذا الغلاء “سيحرم العديد من العائلات من زيارة بلدها وتحديدا المقيمة في أمريكا وكندا”، بحسب الناشط المغربي في إيطاليا عبد المولى البصراوي، بل وأوروبا أيضا، إذ يقرر البعض في آخر لحظة تحويل الوجهة إلى مناطق سياحية أخرى كما هو حال عبد الله الذي يتحدر من مراكش، وقرر تأجيل سفره إلى المغرب واختيار وجهة سياحية إسبانية.

“لا يمكن أن تدفع ثلاثة آلاف يورو لأجل التذاكر، مستحيل…أمام هذا الغلاء الفاحش، قررت أن أسافر بصحبة أسرتي إلى إسبانيا وأقضي عطلتي هناك. ما سأدفعه في التذاكر فقط لأزور المغرب، يمكن أن أقضي به عطلة جميلة في بلد أوروبي وبدون مشاكل”، يفيد عبد الله معبرا عن تذمره من الوضع.

عجز الحكومة

طبعا، هذا “ستكون له تبعات سيئة على الاقتصاد المغربي”، يعلق الإعلامي والناشط المغربي المقيم في إيطاليا عبد المولى البصراوي، منتقدا “سياسية” الخطوط الملكية المغربية “وتجاهلها لمطالب مغاربة الخارج بشكل عام، ما يزيد من غصب وسخط واستياء هده الفئة“.

وفي ذات السياق، يضيف رئيس مرصد التواصل والهجرة بأمستردام جمال ريان: “الحكومة وشركة الخطوط الملكية المغربية آذانهم صماء ولا يسمعان نداءات مغاربة العالم من أجل وضع سقف لأثمان التذاكر. وزير النقل والمدير العام للخطوط الملكية المغربية صرحا خلال اجتماع لإحدى اللجان البرلمانية أنهما لن يستطيعا تخفيض الأثمان…”.

وأقرت الحكومة المغربية بعجزها عن اتخاذ أي تدبير يفرض على الشركات النقل الجوي والبحري خفض أثمان التذاكر أو تقديم عروض تفضيلية لفائدة الجالية المغربية.

وأكدت وزارة النقل أنه “يتعذر” عليها اتخاذ أي إجراء في هذا الشأن، مشيرة إلى أن أسعار تذاكر الرحلات البحرية والجوية بين المغرب والدول الأوروبية، “محررة وتخضع لقواعد المنافسة الحرة وقانون العرض والطلب” بعد تحرير سوق النقل الجوي منذ سنة 2006.

وكان ذلك ردا عن سؤال كتابي للنائبة البرلمانية عن الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب مليكة لحيان، لفتت فيه انتباه الحكومة إلى ’ارتفاع‘ ثمن التذاكر مع قرب العطلة الصيفية وعودة مغاربة العالم”.

“نؤدي واجبنا الوطني”

ونقل هسبريس عن مصدر في شركة الخطوط الملكية المغربية “لارام” أنها “تتخذ إجراءات للحيلولة دون ارتفاع الأسعار بشكل أكبر خلال فترة الذروة، وذلك من خلال زيادة أسطولها من الطائرات“.

وإضافة إلى ارتفاع الطلب خلال هذه الفترة من العام، يساهم تزامن بداية العطلة الصيفية مع موسم الحج أيضا في التهاب أسعار تذاكر الرحلات الجوية.

وذكر الموقع أن “لارام” “تتوفر، حاليا على أسطول من خمسين طائرة، واستعانت بست طائرات إضافية لتعزيز العرض الذي تقدمه لزبائنها”.

ووفق نفس المصدر، فالشركة كانت تتوفر على 60 طائرة إلى حدود 2019، إلا أنها اضطرت إلى بيع عشرة منها كانت تستأجرها لوقت طويل وبيع الطائرات التي طال عمرها، لترشيد النفقات بسبب أزمة كورونا في 2020 التي شلت قطاع النقل الجوي.

وتحافظ الشركة على تأمين جميع الخطوط شتاء وصيفا على الرغم من “الخسارة” التي يتسب فيها هذا الاختيار، “لأننا نؤدي واجبنا الوطني”، يقول نفس المصدر لهسبريس. هذا، في وقت تستغني فيه الكثير من شركات الطيران المدنية عن الخطوط غير المدرة للربح.

وقد يبدو للشركة أنه لا توجد “ضرورة” لخفض أثمان التذاكر في الوقت الحالي، وفق ما يستخلص مما جاء في هسبريس على لسان نفس المصدر: “حين تكون هناك ضرورة لتقديم خدمة عمومية بتدخل من الدولة نتخلى عن الجانب التجاري، على غرار سنة 2021 إبان أزمة جائحة كورونا، إذ تم اعتماد أسعار جد منخفضة”.

وتعول الجالية اليوم، حسب ما يفهم من تصريحات ريان، على تدخل ملكي لأن الشركة كانت قد تحركت إبان أزمة كورونا “بسرعة، بناء على تعليمات ملكية، وقررت تخفيض أثمان تذاكر الخطوط الجوية الرابطة بين المغرب ومختلف القارات. وأعلنت الشركة، حينها، عن اعتماد تسعيرة محددة، لرحلات المغاربة من وإلى دول أوروبا وأمريكا وأفريقيا وتركيا وروسيا وتونس ومصر، بين 15 يونيو/حزيران و30 شتنبر (سبتمبر)/أيلول 2021. إذن نحن في انتظار تدخل ملكي“.