لهذه الاسباب يبرز “حزب الله” المهيمن في الانتخابات
توازياً، يستعدّ “حزب الله” لتمثيله وحلفائه في مجلس الوزراء الجديد ولمعركة رئاسة الجمهوريّة. هذا ما أعلنه الشيخ نعيم قاسم الذي بدا واثقاً أيضاً من أنّ الناخبين سيقترعون للمرشحين الذين يحدّدهم “الحزب”. وبين كلمة قاسم ونصرالله وشعار الانتخابات، والثقة مع تعاظم القدرة العسكريّة لـ”حزب الله”، يبقى السؤال، هل يفوز بالاكثريّة النيابيّة بسهولة بعد انسحاب تيار “المستقبل” من الاستحقاق؟
حتّى الان، كلّ المعطيّات تُشير إلى أنّ “الحزب” يسير باطمئنان نحو تحقيق هذا الهدف، بدءاً من اكتساح المقاعد السبعة لدائرة الجنوب الثانيّة مع حليفه رئيس مجلس النواب نبيه بري، وصولا إلى ضمّ مقاعد الجنوب الثالثة الـ11 والعمل على الفوز بتسعة نواب في بعلبك – الهرمل. ومع زيادة عدد الناخبين من جهة، وتأكيد “حزب الله” أنّ شعاره هو البقاء والحماية والبناء، وأنّ الشعب هو ركيزة هذه المعادلة، من المتوقع أنّ يعمل “الحزب” بكلّ قوّة لزيادة عدد المقترعين هذه المرّة، وتسجيل نسب كبيرة، لقطع الطريق أمام الطامحين لخرق لوائحه، من المجتمع المدني، الذي يُحذّر منه الشيخ نعيم قاسم قاعدته الشعبيّة، على أنّه “مدعوم من السفارة الاميركيّة”.
وقد سهّل انسحاب “المستقبل” مهمّة “الحزب”. وتجدر الاشارة إلى أنّه في انتخابات العام 2018، حصل النائب أسعد حردان على 3321 صوتاً في لائحة “الامل والوفاء”، وكانت لائحة “الجنوب يستحقّ” التي دعمها الرئيس سعد الحريري و”التيار الوطني الحرّ” على بعد 3500 صوتٍ لنيل حاصل انتخابيٍّ، في دارة “الثنائي الشيعيّ”. ويرى مراقبون أنّ لا شيء سيتغيّر في نتائج الانتخابات المقبلة، وأنّ الحزب “التقدمي الاشتراكي” و”القوات اللبنانيّة” لن يتمكنا من الوصول إلى حاصل انتخابيّ، لانّ تمثيلهما ضئيل في دائرة الجنوب الثالثة. كذلك، لن يقدر المجتمع المدني من تحقيق فوزٍ تاريخيٍّ. فالاصوات الشيعيّة ستزداد، ومن المرجّح أنّ تحظى لائحة “الثنائي الشيعي” بأكثر من 200 ألف صوتٍ هذه المرّة.
ويوضح مراقبون أنّ لا مشكلة لدى “حزب الله” في الفوز بمقاعده التقليديّة وزيادة عددها مع اختراق المقاعد السنّية التي خلفها الحريري. وإنّما تبرز المشكلة في تأمين وحدة حلفائه المسيحيين والدروز، للفوز بالاكثريّة النيابيّة. فيسود التوتر بين النائب جبران باسيل وتيار “المردة” من جهة، ويقف “القومي” على مسافة واحدة بينهما في الانتخابات، ولم يحسم بعد مع من سيتحالف من جهة ثانيّة، وخصوصاً في الشمال. والجدير بالذكر أيضاً، أنّ علاقة النائب طلال ارسلان مرّت بتقلبات مع رئيس حزب “التوحيد العربي” وئام وهاب.
في الاطار عينه، يترقبّ “حزب الله” تكتل حلفائه السنّة في طرابلس ودائرة بيروت الثانيّة وفي دائرة الجنوب الاولى، لتحقيق فوزٍ كبيرٍ، وعدم ترك الساحة لخصوم “الحزب” في الشارع السنّي. فيتخوّف الاخير من انخفاض نسبة المشاركة السنّية، ما سيعطي الحواصل لمعارضيه المتشددين لسلاحه وسياسته .
ويعتبر مراقبون أنّ كلّ الامور تُشير إلى أنّ “حزب الله” يسير بثبات نحو حسم الاكثريّة في الانتخابات للمرّة الثانية على التوالي. فالظروف تغيّرت كثيرا بعد انسحاب الحريري، وبقاء “القوات” و”التقدمي” في مواجهته. وهو أيضاً على وفاق مع باقي الاحزاب والقوى السياسيّة، وهناك توافق على ضرورة تعديل وتعزيز إتّفاق “مار مخايل” مع “الوطني الحرّ”. ويُضيف المراقبون إلى أنّ تراجع تحالف 14 آذار والخلافات بين مكوّناته، من شأنها أنّ تُعزّز هيمنة أوسع لـ”الحزب” على نتائج الانتخابات. كذلك، فقد أثبت قانون الانتخابات الحالي، أنّ فريق الثامن من آذار سيفوز في الانتخابات، وقد نجح في العام 2018 بوجود الحريري، وسينجح أيضاً بغيابه أكثر.
أمّا من ناحيّة التعويل على نتائج اقتراع المغتربين، فيرى مراقبون أنّ أغلبيتهم سيُصوّتون لأحزابهم التقليديّة، مع أرجحيّة قليلة في إحداث تغيير حقيقيّ. فقوى “الثورة” لا تزال مشرذمة، وتراجعت التظاهرات في الشارع، التي كان شريانها مناصرو الاحزاب الذين عبّروا عن الواقع الاقتصادي الصعب. وحاليّاً، عادوا إلى قواعدهم مع اقتراب الانتخابات النيابيّة.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook