آخر الأخبارأخبار محلية

هل يقتنع الخليجيون بالجواب اللبناني؟

ما حمله وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب من جواب لبناني على “الورقة” الكويتية، بالتنسيق مع الرؤساء الثلاثة، يندرج في سياق الموقف اللبناني المعروف من النقاط الواردة في هذه الورقة، والتي تُعتبر خلاصة طبيعية للموقف السعودي – الفرنسي، الذي صدر على أثر زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للملكة العربية السعودية مؤخرًا. 

فموقف لبنان معروف من حيث المبدأ، وهو لا يستطيع إلا أن يلتزم المقررات الدولية والعربية، مع تمنّيه على دول الخليج العربي أن تتفهم وضعية لبنان الداخلية، وما يمكن أن ينتج عن أي خطوة لا تأخذ في الإعتبار تركيبته المعقدّة، والقائمة على نوع من التوافقية الديمقراطية في إتخاذ القرارات، وبالأخص ما يتعلق منها بعلاقاته الخارجية، إذ لا يخفى على القيادات العربية أن اللبنانيين منقسمون حول الصراع القائم في الأقليم، على خلفية الحرب في اليمن وإنغماس “حزب الله” في الحرب السورية. 

فوضعية لبنان الداخلية ليست وليدة الأمس، بل هي ملازمة له منذ الإستقلال حتى اليوم، وإن كان التباين الحالي قد أخذ طابعًا مغايرًا عمّا كانت عليه خلافات الأمس بالنسبة إلى الخيارات الموسمية الخارجية، منذ ظاهرة “الناصرية”، وتطورات القضية الفلسطينية وتفاعلاتها على الساحة اللبنانية مع ياسر عرفات، وبدء الحرب اللبنانية، إلى مرحلة التدّخل السوري في الشأن اللبناني مباشرة عبر وجود عسكري أطلق عليه الأفرقاء اللبنانيون نعوتًا متناقضة كثيرة. 
وبعدما طالب إتفاق الطائف بإنسحاب تدريجي للقوات السورية من لبنان دعا إلى “عدم جعل لبنان مصدر تهديد لأمن سوريا وسوريا لأمن لبنان في أي حال من الأحوال. وعليه فإن لبنان لا يسمح بأن يكون ممراً أو مستقراً لأي قوة أو دولة أو تنظيم يستهدف المساس بأمنه أو أمن سوريا، وإن سوريا الحريصة على أمن لبنان واستقلاله ووحدته ووفاق أبنائه لا تسمح بأي عمل يهدد أمنه واستقلاله وسيادته”. 

يومها، كانت علاقة لبنان بالدول العربية، وبالأخصّ الخليجية، وبالتحديد المملكة العربية السعودية، على أفضل حال. ولم يكن أي فريق لبناني يسمح لنفسه بالتهجّم على أي دولة عربية، وبالتالي لم يكن التدّخل في الشؤون العربية الداخلية ليرد على بال أحد، بل على العكس كان لبنان، وفي إطار جامعة الدول العربية، يلعب الأدوار التوفيقية والجامعة من خلال علاقاته الجيدّة مع الجميع على رغم الظروف الصعبة التي كان يمرّ بها، بعد الحرب الأهلية التي قضت على البشر والحجر معًا. 
ويبقى أن نسأل مع السائلين والقلقين: هل ستقتنع دول الخليج بالجواب اللبناني على “ورقتهم”، التي قيل عنها الكثير، بين من أيّدها وبين من رفضها؟  
ولكن الأهم من هذا السؤال هو الموقف الذي يمكن أن يتخذه “حزب الله”، بعدما إعتبرت مصادر مقرّبة منه أن هذه الورقة هي إملاءات أميركية تأتي، كما يُقال، إستكمالًا للعقوبات التي فرضتها عليه بهدف تطويقه والحدّ من نشاطه و”قصقصة” جوانحه، و”تدجينه” قدر المستطاع بعدما أصبح رقمًا صعبًا في المعادلة الإقليمية، وبعدما أصبح يشّكل تهديديًا مباشرًا لأمن إسرائيل بما بات يُعرف بـ”توازن الرعب”. 
على الأرجح، ووفق الإنسياب الطبيعي لتطور الأمور، فإن وزراء الخارجية العرب سيرفعون الردّ اللبناني إلى مرجعياتهم الرسمية، من دون أن يصدر عنهم أي تعليق، سلبيًا كان أم إيجابيًا، مع أن الإعتقاد السائد، وقبل أن يصل الردّ اللبناني، ان صفحة جديدة من العلاقات ستترسخ أسسها في الفترة المقبلة.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى