آخر الأخبارأخبار محلية

المعركة تغيّرت بقوة.. “حزب الله” يخدُم جنبلاط بخطوة واحدة!

بقوّة كبيرة وسط ترّقب، اختلطت الأوراق الانتخابيّة في دائرة الشوف – عاليه، بعد إقفال باب الترشيحات منتصف ليل 15 – 16 آذار الجاري.

حتماً، كانت الساعات الأخيرةُ قبل انتهاء مهلة تقديم الترشيحات “ناريّة” بامتياز، خصوصاً أن هناك أسماء كبيرة كان من شأنها أن تقلب المعادلة السياسيّة في حال ترشحت وانطلقت مع لوائح في خوض معركة الانتخابات يوم 15 أيار المقبل.

حتى الساعة الـ10 من مساء يوم الثلاثاء، كانت الأنظارُ تتجهُ إلى المدير العام السابق لـ”قوى الأمن الداخلي” اللواء علي الحاج، الذي أعلن عزوفه عن الترشح نهائياً قبل إقفال باب الترشيح بساعتين، رغم الاتصالات والضغوط التي حاولت دفعه نحو الانخراط بالمعركة الانتخابيّة.

في الواقع، فإنّ اسم الحاج كان من الممكن أن يطغى على أسماء المرشحين الآخرين للمقعدين السنيين في دائرة الشوف – عاليه، نظراً للحيثية التي يحظى بها في بلدته برجا وإقليم الخروب ككل.

تقول مصادر سياسية لـ”لبنان24″ إنّ “الحاج كان من الممكن أن يكون نائباً، لكن ما تبين هو أن الضمانات التي كان يطلبها من حزب الله لتجيير جزء من الأصوات باتجاهه، لم تتحقق، وسط المساعي التي كانت تُبذل لذلك”.

مع هذا، فإنّ المصادر نفسها أوضحت أنه في حال ترشح الحاج، فإنه كان مضموناً له حصول أصواتٍ من حركة “أمل” في الشوف، لكن هذا الأمر لا يكتمل من دون إجماعٍ كبير في بلدة الحاج على الأخير، إذ كان هذا الأمر نقطة أساسية بالنسبة له.

كذلك، فإنّ غياب الحاج تبعه غيابٌ بارز لرئيس بلدية برجا السابق نشأت حمية الذي لم تنجح المحاولات معه في ضمّه إلى لوائح المجتمع المدني بعد رفض رئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط ضمّ إلى لائحته التي يشكلها مع “حزب القوات اللبنانية”.

عملياً، فإنّ غياب الحاج وحميّة عن المشهد الانتخابي جعل المرشحين السنة الآخرين يتنفسون الصعداء، إذ باتت لديهم فرصة أكبر للتقدّم بعدما بات عنصران أساسيان يحظيان بشعبية خارج اللعبة الانتخابية.

كذلك، فإنّ عزوف عضو كتلة “المستقبل” النيابية النائب محمد الحجّار عن الترشح، ساهم أيضاً في إبعاد مرشح قويّ آخر ضمن المنافسة، باعتبار أن الحجار هو من الأسماء التي لها تأثير سياسيّ على مسار الانتخابات النيابيّة في دائرة الشوف – عاليه، كما أنه من الشخصيات التي تستقطبُ شريحة لا يُستهان بها من أصوات أبناء الشوف وإقليم الخروب بالتحديد.

ومن دون أي مُنازع، باتت اللعبة الآن أكثر سلاسة بالنسبة للمرشح السني الثاني على لائحة جنبلاط، أمين سر نقابة المحامين سعد الدين وسيم الخطيب. فبشكل أساسي، فإنّ الحاج وحمية والخطيب جميعهم من بلدة برجا التي تضمّ كتلة ناخبة كبيرة تقدر بـ17 ألف ناخب، وبالتالي فإنّ مشاركة حميّة أو الحاج ضمن الانتخابات، كان سيشكل خطراً على حظوظ الخطيب نظراً لشعبيتهما الكبيرة، في حين أن الأخير ما زال يعمل حالياً على التواصل مع مختلف الفاعليات في بلدته في إطار حراكٍ انتخابيّ مستمر.

ووسط كل ذلك، فإنّ الخطيب باتَ على منافسة مباشرة مرشحين آخرين بارزين من بلدته وهم: حسن كحول، عماد سيف الدين (حراك مدني)، أسامة المعوش (تحالف وهاب – أرسلان – الوطني الحر)، ومحمد عمار الشمعة (الجماعة الإسلامية).

وعلم “لبنان24” أن الخطيب بصدد التواصل مع حمية والحاج لاستيضاح موقفهما من الانتخابات والظروف التي حالت دون ترشحهما، في حين أن محور النقاشات يتمحور حولَ كيفية إيصال البلدة إلى الندوة البرلمانية بعد غياب استمرّ لـ4 سنوات.

وقالت مصادر الخطيب لـ”لبنان24″ إنّ “الأخير منفتحٌ على مختلف الأطراف والجهات الفاعلة بهدف إكتساب برجا مقعداً نيابياً”، مشيرة إلى أن “الخطيب يشدّد على الإجماع البرجاوي حوله، لأن هذه النقطة تكسب المنطقة الكبيرة عددياً وجغرافياً، نائباً من جهة، وتؤمن حاصلاً انتخابياً للائحة وازنة”.

جنبلاط يرتاح و “حزب الله” يخدُمه

في الواقع السياسي، فإنّ عدم مبادرة “حزب الله” لدعم اللواء علي الحاج بـ”بلوك أصوات مضمون” خلال الانتخابات، سببه أن هناك قراراً لدى الحزب بإسداء دعمٍ مُطلق لرئيس حزب “التوحيد العربي” وئام وهاب، إذ سيتم تجيير الأصوات له بشكل كامل في ظلّ معركة الأخير على المقعد الدّرزي الثاني في دائرة الشوف – عاليه، والذي ترشّح لأجله النائب المستقيل مروان حماده ضمن لائحة جنبلاط – القوات اللبنانية.

مع هذا، يقول وهاب لـ”لبنان24″ إنّه “واللواء الحاج واحد”، مشيراً إلى أنه “كان يأمل أن يكون الأخير ضمن التحالف الانتخابي”.

وواقعياً، تظهر خطوط المعركة بشكلٍ كبير، إذ أنّ جنبلاط يعتبرُ أن التهديد الوجودي يطاله من باب المقعد الدّرزي، في حين أن “حزب الله” أراد مواجهته من هذا الباب.

في المقابل، ورغم اتخاذ “حزب الله” خيار المعركة ضد جنبلاط عبر وهاب، إلا أن الأوّل ساهم في خدمة جنبلاط بطريقة غير مباشرة بعدما ساهم بطريقته في إبعاد اللواء الحاج عن الواجهة الانتخابيّة بسبب عدم ضمان تكريس دعم للأخير. فضمنياً، فإنّ الحاج في حال بروزه انتخابياً، كان سيشكل خطراً على مرشح جنبلاط (سعد الدين الخطيب)، في حين أنه وجوده سيعني تحدياً لرغبة وإرادة الحزب “الإشتراكي” الذي لا يقبل بأي شكل من الأشكال وصول الحاج إلى الندوة البرلمانية. وبذلك، فإنّ خطوة “حزب الله” بعدم إعطاء الضمانة للحاج بالدعم ضمن لائحة أرسلان – وهاب – الوطني الحر، كانت بمثابة “مُسايرة لجنبلاط” في مكانٍ ما، أي أن المعركة لن تكون “كسر عضمٍ” ضدّه من خلال إبراز شخصيتين مناوءتين له في الشوف، وضمن لائحة واحدة.

وعليه، فإنّ المعركة حالياً من “حزب الله” تتعلق حصراً بالمقعد الدرزي الثاني، علماً أن الخسارة هنا غير سهلة على جنبلاط أبداً، لكن الأخير قد يظفرُ بالمقعد السنيّ إذ كشفت معلومات لـ”لبنان24″ إنّ “هناك سعياً حثيثاً في الشوف لتجيير أصوات مناصري تيار المستقبل باتجاه الخطيب من أجل ضمان فوزه في وجه المرشح السني ضمن لائحة وهاب، أسامة المعوش، والمرشحين الآخرين”.

وبذلك، فإن قواعد اللعبة باتت لصالح جنبلاط بسبب التالي:

1- ابتعاد منافسيْن شرسيْن من أمام لائحته وهما علي الحاج ونشأت حمية.

2- إبتعاد علي الحاج عن الانتخابات يعني أنّ “حزب الله” لا يريدُ كسر جنبلاط بالكامل.

3- نجاح عملية تجيير أصوات المستقبليين باتجاه المرشح السني الثاني ضمن لائحة جنبلاط، يعني تعويض الأخير لجزء من الخسارة التي مُني بها إبان انسحاب تيار “المستقبل” من الحياة السياسية.

في المحصلة، فإنّ اللعبة اليوم باتت أكثر لصالح جنبلاط ومرشحيه، في حين أن هناك هاجساً لدى الأخير يرتبط بكيفية فوز مرشحه عن المقعد الكاثوليكي شارل عربيد مقابل خسارة مرشح التيار “الوطني الحر” غسان عطالله.

ووفقاً للمصادر السياسية، فإن ابتعاد النائب نعمة طعمة عن الترشح لهذا المقعد كان مطلوباً نظراً لعدم قدرة الأخير على الفوز من دون دعمٍ من أقطابٍ آخرين مثل الجماعة الإسلامية وحركة “أمل” مثلما حصل في العام 2018. أما في ما خصّ عربيد، فإنّ الترجيحات غير واضحة بعد، نظراً لسعي “الوطني الحر” إلى تجيير أصوات الحزبيين لصالح عطالله .

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى