آخر الأخبارأخبار محلية

باريس تحذّر من الحسابات الخاطئة بانجرار لبنان نحو النزاع

كتب محمد شقير في” الشرق الاوسط”:أطلقت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا في زيارتها الخاطفة لبيروت تحذيراً شديد اللهجة للبنان لعدم انجراره للحرب الدائرة بين حركة «حماس» وإسرائيل، واستخدمت في تحذيرها تعابير قاسية ليست مألوفة دبلوماسياً، داعية إلى ضبط حدوده مع إسرائيل بمنع المجموعات المسلحة على طول الحدود من إقحامه في حرب لا يتحمّل تداعياتها.

ويقول مصدر سياسي مواكب للأجواء التي سادت لقاءاتها في بيروت إن كولونا كانت أشد قساوة من الموقف الذي أعلنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أول تعليق له على اجتياح «حماس» للمستوطنات الإسرائيلية، ويؤكد أنها لم تطرح أفكاراً يراد منها تفادي اندلاع حرب إقليمية في المنطقة، بمقدار ما حملت إنذاراً إلى لبنان بعدم التورّط في فتح الجبهة الشمالية في حال أن إسرائيل حسمت أمرها وقررت الدخول إلى قطاع غزة، نافياً أن تكون قد التقت أي مسؤول من «حزب الله»، محذّرة في الوقت نفسه من ارتكاب خطأ في الحسابات الميدانية.
ويلفت المصدر السياسي إلى أن كولونا استمعت إلى العرض الذي تقدّم به رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي للنأي بلبنان عن التوترات التي تسود المنطقة، ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن الأجواء كانت مشدودة للغاية في اجتماعها برئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي دعاها بصراحة للضغط على إسرائيل لمنعها من اجتياح قطاع غزة.
ويكشف أن كولونا أبدت قلقها من الوضع المتأزّم على الجبهة الشمالية وإمكانية خروجه عن السيطرة، ما لم تتمكن الحكومة اللبنانية من ضبط المجموعات المسلحة المرابطة على طول الحدود اللبنانية – الإسرائيلية ومنعها من تجاوز الخطوط الحمر، ويقول إنها تصرفت في لقاءاتها في بيروت وكأنها تنوب عن وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن في إطلاق التحذيرات للبنان بعد أن استثناه من جولته على عدد من عواصم المنطقة.
ويرى المصدر نفسه أن لا تمايز بين الموقفين الأميركي والفرنسي في تعاطيهما مع لبنان، بخلاف تمايزهما فيما يتعلق بمقاربتهما للملف الرئاسي، حيث إن باريس كانت أقرب في موقفها إلى «حزب الله» قبل أن تضطر إلى تعديل موقفها لجهة ترجيحها للخيار الرئاسي الثالث الذي يعمل من أجله المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إلى لبنان وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان.
ويؤكد أن كولونا وإن كانت حصرت مهمتها باستطلاع المواقف اللبنانية، فإنها بادرت إلى تبنّي الموقف الأميركي بحذافيره، مع أنها تراهن على انعقاد القمة العربية – الدولية السبت المقبل في شرم الشيخ بدعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لعلها تفتح نافذة في الأفق الذي لا يزال مسدوداً بحثاً عن تسوية لقطع الطريق على اندلاع حرب إقليمية بدءاً من غزة.

ويؤكد المصدر نفسه أن إيران تتزعم الحملات السياسية والإعلامية في مواجهة المحور الأميركي – الأوروبي الداعم لإسرائيل، لأن الجناح المقاوم في المحور ليست لديه القدرة للتواصل مع الدول التي شملها اللهيان في جولته الأخيرة، فيما ينظر مصدر لبناني إلى تصاعد وتيرة المواجهة على الجبهة الشمالية، على أن هناك ضرورة لجر المنطقة إلى حافة الهاوية لتفعيل التدخلات الخارجية بالتوازي مع رفع منسوب التحرك العربي والدور الذي تلعبه المملكة العربية السعودية للجم التدهور من جهة، ولتأمين فتح ممرات إنسانية لإيصال اللوازم الطبية والصحية والمواد الغذائية لغزة بالتنسيق مع مصر.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى