هل تقرأ العواصم المؤثرة النتائج كما هي لطرح الخيار الثالث؟

Advertisement
وفيما أعلن نواب الثنائي بعد الجلسة، على رغم ما انتهت إليه الأصوات ومعانيها، تأكيد التمسك بمرشحه، فإن الذي لا يقل أهمية هو مواقف بعض الدول المؤثرة وفي مقدمها روسيا التي عوّلت بقوة وضغطت ما أمكن من أجل انتخاب فرنجية الذي تراه مناسباً وفق حساباتها للمنطقة ومصالحها. وكذلك الأمر بالنسبة الى فرنسا التي ليس واضحاً ما إن كان تعيين الوزير السابق جان إيف لودريان موفداً للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الى لبنان يعكس تبديل موقفها. وعلى ذمة معلومات ديبلوماسية، فإنه حين سئل لودريان من البعض قبل أيام قليلة عما إن كان تعيينه مؤشراً الى تغيير المقاربة أو السياسة الفرنسية تجاه لبنان، نفى ذلك. وهو أمر قد يبدو غريباً انطلاقاً من أن زيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي للإليزيه أعادت التذكير بالدور المسيحي الوازن الذي يجب المحافظة عليه في لبنان فيما المقاربة الفرنسية للمعادلة الرئاسية أطاحت هذا التوازن كلياً لمصلحة أرجحية إعطاء الثنائي الشيعي القدرة على تسمية الرئيس المسيحي بغضّ النظر عن مواقف القوى السياسية المسيحية. ويرى كثر أن مواقف “حزب الله” على غرار إعلان رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” محمد رعد أن فرنجية هو مرشح المقاومة كما قال أنهكت الدعم الخارجي لفرنجية فرنسياً وحتى أميركياً، في ظل عدم معارضة واشنطن وصول فرنجية كذلك في الأساس. ولكن الرقم الذي حققه أزعور في مقابل فرنجية يُفترض أن تأخذه الدول المعنية في الاعتبار وتبني عليه من أجل السعي الى مرشح ثالث بالحد الأدنى، ما لم تحاول أن تؤمن من جديد ائتلافاً أو تقاطعاً انتخابياً لمصلحة فرنجية، على رغم إدانة التقاطع أو الائتلافات من جانب الثنائي الشيعي والحملات ضد المعارضة التي تقاطعت مع الآخرين، وذلك على قاعدة قدرتها على التحكم بلبنان على رقعة الشطرنج التي تتبادل من خلالها النقلات وتتقدّم أو تتأخر في اتجاه تحقيق مصالحها الخاصة وحساباتها فيما لبنان ينهزم ويتدحرج أكثر الى الهاوية. وإصرار نواب الثنائي على رفض الإقرار بنتيجة الجلسة ومنعه من انتخاب رئيس كان ممكناً، هو رسالة يوجّهها الى هذه العواصم المؤثرة من أجل عدم تبديل مواقفها أو مقارباتها لا بل الإصرار عليها نتيجة تفاهمات أو اتفاقات ضمنية مع إيران ومع سوريا كذلك.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook