أخبار محلية

طبخة الرئيس على نار الفوضى.. وفرنجية لن ينسحب

وُضع الاستحقاق الرئاسي على نار الدولار الذي يبدو أنه صار أحد أدوات الضغط. وما يحصل في الشارع تحت تأثير الانهيار المريع لليرة يدفع البعض نحو توقّع تدحرج الفوضى لتأتي التسوية الرئاسية «على الحامي».

من هنا، تبدو المرحلة الحالية، وفق العارفين، مرحلة المخاض الحافل بالضغوط، قبل أن تتم ولادة رئيس الجمهورية. وهناك من يفترض في هذا السياق انّ التسوية المُرتقبة تستلزم استبعاد المرشحين المتداولين، تمهيداً للتوافق على اسم مِن خارج «الصندوق».
وضمن سياق متصل، يلاحظ المتحمّسون لخيار رئيس تيار المردة سليمان فرنجية انّ «البعض يحاول الايحاء بأنّ انتخاب رئيس الجمهورية يتوقف على انسحابه من المعركة الرئاسية، وهذا غير صحيح في رأيهم، «أولاً لأنه لم يترشح رسمياً بعد وإن كان اسمه مطروحاً بقوة. وثانياً، اذا سلّم جدلاً بنظرية الانسحاب، فلمن سينسحب؟ وهل هناك اساساً من مرشح جدي يمكن التوافق عليه لينسحب له؟
ويؤكد هؤلاء انّ فرنجية واقعي ويعرف ان طبيعة الظرف في الداخل والاقليم هي التي ستحدد هوية الرئيس، «وفي نهاية المطاف، لا بد من تسوية بين المحورين في لبنان لتسهيل انتخاب الرئيس».
ويشدّد محبّذو انتخاب فرنجية على أنّ الرئاسة وفق مفهومه ليست غاية في حد ذاتها، «فإذا وصل سيكون جاهزاً لتحمّل مسؤولياته واذا لم يصل لن تكون نهاية العالم».
ويجزم داعمو فرنجية بأن لا صحة للاستنتاجات التي تفيد بأنّ «حزب الله» يوصِل عبر إطلالات إعلامية لقريبين منه رسائل إلى فرنجية بأنه مستعد للبحث في الخطة «ب» وانه ينتظر فقط ان يعلن عن انسحابي ليناقش البديل»، مشددين على ان «لا مكان للعبة الرسائل بالواسطة بينه وبين الحزب، ذلك انّ علاقتهما ترتكز على الوضوح والصراحة».
ويستغرب مؤيّدو فرنجية كيف انّ من يجاهرون اليوم بعزمهم على تعطيل الجلسة الانتخابية لمنع وصول رئيس لا يناسبهم كانوا بالأمس يهاجمون الفريق الآخر عندما اعتمد الوسيلة نفسها، «وكأنّ ما يحرّمونه على غيرهم يحلّلونه لأنفسهم».
ويشير داعمو فرنجية الى انّ عدد نواب التيار الحر والقوات اللبنانية لا يتجاوز الـ40 فماذا عن النواب المسيحيين الـ24 الآخرين؟ أليست لديهم حيثية تمثيلية تكفي لضمان الميثاقية المطلوبة؟
وعن الاعتراض الحاد والمستمر من قبل التيار والقوات على انتخابه رئيساً للجمهورية، يعتبر مناصرو فرنجية انّ «جبران باسيل وسمير جعجع يلتقيان على محاولة منعه من تولّي الرئاسة لأنهما لا يتحملان ان تتحول الثنائية بينهما الى ثلاثية».
ويشير أصحاب هذا الطرح الى انّ المرء يخلق بطبعه وحدوياً او تقسيمياً، ولا حل وسطاً بين الاثنين، «وبالنسبة إلى سليمان فرنجية، فإن اللامركزية الموسعة او الفيدرالية هي مُرادف تجميلي للتقسيم»، مُنبّهين مَن تدغدغ مشاعرهم فكرة التقسيم الى ان المسيحيين هم من سيدفعون ثمنها بالدرجة الأولى، «فهي أصلاً فكرة غير واقعية وليست قابلة للتطبيق العملي على الأرض، ولا تقيم وزناً لمسيحيي الأطراف الذين لن يكونوا جزءاً من دولة جبل لبنان، ثم إن الدول الكبرى لن في تغطي مثل هذا المشروع بل هي ستستخدم المسيحيين ثم تتركهم. هناك ملايين من الأكراد لم يصنعوا لهم دولة، فهل سيهتمّون بمليون مسيحي؟».
ويعتبر مؤيدو فرنجية انّ باسيل لا يملك حجة مقنعة لرفضه، خصوصاً انهما في الخط الاستراتيجي نفسه على رغم كل التباينات، ولذا ليس لديه، في رأيهم، سوى تكرار اتهامه بالفساد، «بينما هو إصلاحي ولكنه يميّز بين الإصلاح وبين تحطيم كل شيء».
ويرجّح مناصرو رئيس «المردة» ان لا يغيّر باسيل موقفه الا في حالة واحدة وهي ان يشعر بأنّ أسهم قائد الجيش العماد جوزف عون ترتفع، «عندها فقط قد يفضّل فرنجية عليه».
ويتوقف المتحمسون لفرنجية عند افتراض البعض بأنه سينتقم من باسيل في حال انتخابه رئيساً للجمهورية، مؤكدين انّ من يفكر على هذا النحو لا يعرفه، «فهو لن ينتقم لا من باسيل ولا من غيره، بل كل طرف سيأخذ حقه بمعزل عن اتفاقه او خلافه معه، إذ ان حقوق المكونات ثابتة ولا علاقة لها بموالاة او معارضة».
ويكرر هؤلاء بأنّ فرنجية ليس مرشح الشيعة «وإنما هم يدعمونه، وغير صحيح ان الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله يخوضان معركته، «إذ لديه ديناميته وحركته، إنما بعيداً من الأضواء والاستعراض».
وبالنسبة الى النصاب الخارجي، فإنّ محبّذي فرنجية يرجّحون ان الأميركيين لا يمانعون في انتخابه، اذا حصل، «وبالتأكيد ليس مطلوباً منهم ان يخوضوا معركة من لا ينتمي الى محورهم، وبالتالي عدم ممانعتهم هو موقف كاف، أما السعودية فموقفها اقل وضوحاً وهي لم تُجاهر بفيتو على اسمه وكذلك لم تؤيّده، ولكن اذا تمّت التسوية في المنطقة سينعكس ذلك إيجاباً على الملف اللبناني وعلى المقاربة الإقليمية له».
ويؤكد المُنحازون لخيار فرنجية انه في حال انتخابه سيحرص على توثيق العلاقات مع الخليج عموماً والسعودية خصوصاً، «مُنطلقاً من انّ السيد نصرالله سيتفهم الأمر لضرورات المصلحة العليا».
ويشير داعمو فرنجية الى ان الثقة المتبادلة التي تحكم العلاقة بينه وبين الحزب ستسهّل النقاش حول الاستراتيجية الدفاعية، لافتين الى انه توجد ركيزة أساسية يستطيع الانطلاق منها وهي انّ أشد خصوم سلاح المقاومة يُقرّون بأنه لا يمكن نزعه بالقوة حرصاً على السلم الاهلي، وهذا يعني انه لا بد من التحاور حول آلية لمعالجة هذا الملف، تأخذ في الحسبان الظروف الإقليمية وهواجس كل الأطراف».
ويشددون على ان الطبيعي هو ان لا يتواجد سلاحان في دولة واحدة «إنما هناك متطلبات للتخلي عن هذا الاستثناء ومنها ان تكون الدولة قوية وقادرة على حماية مواطنيها».
ويكشف المتحمّسون لفرنجية انه يعمل حالياً على تحضير رؤية شاملة لإخراج لبنان من الهاوية، مشيرين الى انّ «أولويته ستكون استعادة الهيبة المفقودة للدولة ووقف وتيرة الانهيار المتمادي».

عماد مرمل – الجمهورية


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى