آخر الأخبارأخبار محلية

برّي ـ جنبلاط: الحليفان متباينان

كتب نقولا ناصيف في” الاخبار”: المعتاد، وصف الرئيس نبيه برّي ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على مر عقود بأنهما حليفان لدودان. غير المعتاد أن يكونا متباينين مختلفين في الاستحقاقات السياسية والدستورية المهمة ومقاربتها. مع ذلك، كانا أكثر من مرة، على أبواب انتخابات رئاسة الجمهورية، في موقعين مختلفين تماماً.

في الاستحقاق الحالي فإن الحليفين اللدودين، برّي وجنبلاط، على طرفيْ نقيض. ما يُسمع أو يُنقل عن كل منهما لا يشي، حتى الآن على الأقل، بسهولة وصولهما إلى موقف واحد من انتخاب الرئيس.ما يسمعه زوار رئيس المجلس الآتي:
– حظوظ مرشح الثنائي الشيعي «متقدمة خلافاً لأي اعتقاد آخر».
– ليس في وارد الدخول في حوار مع أي فريق حيال ترشيح سليمان فرنجية أو التفكير بالتخلي عنه أو سحبه. ليس ثمة قدامٌ أمام فرنجية. وجّه برّي مرتين على التوالي دعوة إلى حوار على انتخاب الرئيس ولم يكن قد جهر بترشيح فرنجية، فلم يُستجب. مذ قال إنه مرشحه ومرشح الثنائي، أغلق صفحة الحوار نهائياً ولم يعد يرى أي جدوى منه بعد اليوم. يعدّ رئيس المجلس نفسه تجاوزه أخيراً
– «الذي يملك الأقل يعطي الذي يملك الأكثر». معادلة جديدة لبرّي من الآن فصاعداً. بات الأفرقاء جميعاً، كلٌ على حدة يعرف حجمه في جلسة الانتخاب. الجلسات الـ11 السابقة أظهرت تقدّم مؤيدي فرنجية على معارضيه. مسار اللعبة الديموقراطية في نهاية المطاف انضمام أصحاب الأصوات الأقل إلى أصحاب الأصوات الأكثر.
– لا يزال برّي متمسكاً بفكرة أن الجلسة الوحيدة التي يحدد موعدها هي التي تنتخب الرئيس فحسب، لا أن تكون على صورة الجلسات المنصرمة حتى 19 كانون الثاني. تالياً على الفريق الآخر الاتفاق على مرشح ينافس فرنجية، وتكون الكلمة للاقتراع عند التئام المجلس.في مقلب معاكس تقيم وجهة نظر جنبلاط تبعاً لما ينقل عنه:
– إصراره على التصويت ضد فرنجية إذ يبصر في انتخابه عودة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الاضطلاع بدور في لبنان. بذلك يدرج جنبلاط الاستحقاق في سياق معركة الحؤول دون عودة الدور السوري إلى لبنان.
– من غير أن يفصل بين الاستحقاق الرئاسي والمغزى المستخلص من القمة العربية في جدة، أنها أقرب ما تكون إلى ما حدث في تشرين الأول 1976 في الرياض ثم القاهرة بتشريع قمتين عربيتين دخول سوريا إلى لبنان بتفويض عربي وأميركي. بعد 47 عاماً يستعاد المشهد نفسه.
– لا بديل من التسوية المتكافئة في انتخاب الرئيس. ما يقوله جنبلاط إنها ليست طرحاً طارئاً أو مستجدّاً أخيراً. قال بها دائماً بما في ذلك حين وقوفه إلى جانب النائب ميشال معوض قبل أن يتيقن من رفض الفريق الآخر له. ذلك ما ينطبق على فرنجية، دونما أن يهمل الزعيم الدرزي «ذكريات عروبة» جد فرنجية، الرئيس السابق للجمهورية وبيته السياسي. جهر بخروجه من الاصطفاف المحيط بمعوض وأفقده تبعاً لذلك أصوات كتلته الثمانية بعد 11 جلسة، من دون أن ينضم إلى ترشيح فرنجية. على غرار ما فعل في 2 آب 2009 عندما خرج من قوى 14 آذار من دون الانضواء في قوى 8 آذار، يسترجع جنبلاط الموقع نفسه بين الطرفين. طرحه ملاط، سواء فُسِّر على غرار ترشيحه قبلاً الأشقر وحلو أو يُكسبه جدية، يعكس به مواصفات الرئيس المطابقة لمواصفات التسوية التي تستبعد كليْ الاسمين المتداولين الآن، فرنجية ومعوض أو مَن يشبهه.قد يكون أفضل، وربما أيضاً أصعب وكذلك أكثر كلفة، ما يعبّر عن الحليفين اللدودين اللذين دارت من حولهما العقود الأربعة الأخيرة في تاريخ لبنان، أن تباينهما وخلافاتهما حتى، تقيم في صلب اتفاقهما.

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى