لبنان24 يرصد الحرب من داخل العمق الجنوبيّ.. هكذا ستُقسّم المناطق

ومع إطلاق “خطة الطوارئ”، والتي أتت كاستجابة لقرع جرس الإنذار نسبة إلى توسّع رقعة الإعتداءات، بدأت المؤسسات الصحية والإغاثية العمل على تجهيز فرقها “بالإمكانات المتوافرة” وسط أزمة اقتصادية منهكة تعاني منها المستشفيات،بالتوازي مع إطلاق “حركة أمل” و”حزب الله” خطة الطوارئ لديهما، والتي تمثلت بتجهيز الفرق الإنقاذية والصحية، التي كان لها الدور الابرز بهذه المعارك، إذ شكّلت نقطة تحوّل أساسية في العمليات الإنقاذية، خاصة مع تصاعد وتيرة الحرب، واستهداف المباني السكنية، فكانت جاهزة لتلبية نداء الإسعاف.
على أرض الواقع، وبحسب المصادر ،لا يعتبر الامر سهلا أبدًا، خاصةً لناحية التجهيزات، أو السرعة في وتيرة العمل، إذ أفادت مصادر ميدانية “لبنان 24” عن صعوبة كبيرة بإتمام عملية الإنقاذ، التي تتم ، في بعض المناطق، باللحم الحي، خاصة عندما يتعلق الأمر بإغاثة مفقودين تحت الركام، وما حصل في النبطية خير دليل على ذلك، إذ إنّ استمرار عمليات الإنقاذ ليومين متتالين بعد سقوط مبنى واحد، ومع تكثيف عمل الفرق ببقعة واحدة، طُرحت علامة استفهام عما إذا كانت الحرب هي في صورة وحجم الحرب التي تهدّد إسرائيل بها لبنان دائمًا، مع دمار كبير، وأبنية متساوية مع الأرض، وركام متناثر هنا وهناك.. فإن الحالة ستكون أكبر من كارثة على عمل الجهات الإنقاذية، التي بدون أدنى شكّ، لن تكون لها المقدرة على مجابهة كافة هذه المخاطر في وقت واحد، إن كان على صعيد العدد أو العتيد.
المناطق قسّمت
فهذه المنطقة بطبيعة الحال ترتبط بشكل مباشر بعملية تواجد قوات اليونيفيل التي قسّمت القطاعات اساسا الى القطاعين الغربي والشرقي والقطاع الأوسط، الذي تمتد حدوده من بلدة رميش جنوبا حتى بلدة العديسة شمالا، وكان من المفترض أن تكون هذه المناطق حسب القرار 1701 مناطق منزوعة السلاح، إلا ان خرق اسرائيل المستمر للقرار دفع إلى تواجد 3 ألوية للجيش موزعة على القطاعات الثلاثة بالاضافة إلى قوات اليونيفيل، ومجموعات حزب الله.
ولكن لماذا تعتبر هذه المناطق هي الاكثر سخونة؟
جغرافيا، وبالدخول الى العمق، رصد “لبنان24” خلال جولة ميدانية مع خبراء عسكريين حماوة المناطق من الناحية الاستراتيجية، والعسكرية، إذ تأتي بلدة الناقورة في مقدمة هذه البلدات، حيث تتركز فيها قوات اليونيفيل على بعد ما يقارب 3 كيلومترات عن الحدود مع فلسطين المحتلة.
وبالانتقال إلى القطاع الأوسط، أهم منطقة بالنسبة إلى حزب الله، لناحية الوجود الإستراتيجي للعديد من النقاط فيها، أضف إلى الثقل الشعبي الذي يحظى به الحزب هناك؛ فشكّل هذا القطاع نقطة انطلاق مركزية لعمليات الحزب، إذ تبرز منطقة عيتا الشعب أولا، وهي المنطقة الرمزية لنشوء حرب 2006 عندما استطاع الحزب من هناك تنفيذ عملية اعتقال جنديين اسرائيليين.
كما ان القطاع الأوسط يضم أيضا بلدة مارون الراس، والتي تبعد 1 كلم فقط عن الحدود، وتطلّ على مستوطنة أفيفيم، والتي تُعتبر أقرب مستوطنة للحدود اللبنانية، وهي التي تم بالتوازي إفراغها خلال المناوشات.
المناطق الأقل سخونة
أما المنطقة الثانية التي تم رصدها فإنها تتراوح بين 50 و60 كلم من الحدود مع فلسطين المحتلة، وهي ستكون، بحسب المسؤولين الميدانيين الذين تحدثوا الى “لبنان24” قادرة على ضم أكبر عدد من النازحين، أضف إلى أنّها ستكون مركزًا مهما تستطيع من خلاله الهيئات الإغاثية وفرق الإسعاف الحصول على الإمدادات العاجلة واللازمة، وتشمل هذه المناطق شرق صيدا والشوف وإقليم الخروب، حيث سيحاول حزب الله بالتعان مع المسؤولين في هذه المناطق إلى حشد أكبر قدر ممكن من الإمدادات، التي من شأنها أن تسهّل عمل الجهات الإنقاذية.
أما المنطقة الأقل سخونة، والتي من المستبعد حسب المصادر أن يتم استهدافها فإنّها تتوزع بين مناطق بعبدا وعاليه، وتحديدًا منطقة عاليه– بحمدون–صوفر، المنطقة التي شهدت تحركًا كبيرًا غير مسبوق على صعيد تجهيز مراكز الإيواء، وتجيهز المستشفيات وتخزين المواد الغذائية، وذلك من خلال توجيهات صارمة وحاسمة من قبل أحزاب المنطقة، التي شدّدت على ضرورة الوقوف إلى جانب ابناء الجنوب حسب المصادر.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook