آخر الأخبارأخبار دولية

البابا فرنسيس يزور قبرص واليونان في جولة تركز على الحوار المسيحي وأزمة المهاجرين


نشرت في: 02/12/2021 – 08:25

يبدأ البابا فرنسيس الخميس جولة تقوده إلى قبرص واليونان تركز بشكل خاص على قضيتي الحوار بين المذاهب المسيحية وأزمة المهاجرين. وتأتي زيارة الحبر الأعظم إلى الجزيرة المتوسطية ذات الغالبية الأرثوذكسية بعد 11 عاما على زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر. ومن المزمع حسب نيقوسيا التي وصفت الزيارة بـ”التاريخية”، أن يكرر البابا اللفتة الرمزية التي قام بها في جزيرة ليسبوس اليونانية عام 2016، حينما اصطحب معه إلى الفاتيكان ثلاث عائلات مهاجرة.

يصل البابا فرنسيس بعد ظهر الخميس إلى مطار لارنكا في أول محطة له من زيارة تشمل قبرص واليونان سيحمل خلالها مرة أخرى لواء الدفاع عن المهاجرين ويشدد على أهمية الحوار بين المذاهب المسيحية المختلفة.

و يزور البابا الثاني الذي يزور قبرص بعد أحد عشر عاما على زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر إلى الجزيرة المتوسطية الصغيرة ذات الغالبية الأرثوذكسية والدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي المقسمة نتيجة اجتياح أجنبي. وتستغرق الزيارة يومين.

وسيشكل القداس العام الذي سيحييه البابا في الملعب البلدي في نيقوسيا صباح الجمعة ذروة الزيارة، وهو الحدث الوحيد الذي سيتمكن فيه كل أتباع الكنيسة الكاثوليكية من كل المذاهب والبالغ عددهم نحو 25 ألفا، بين موارنة وكاثوليك معظمهم من المهاجرين الآسيويين، من رؤية البابا ومشاركته في الصلاة. ولهذا الغرض، استنفرت الكنائس المارونية واللاتينية والكاثوليكية كل طاقاتها للتحضير للقداس عبر دعوة المؤمنين إلى المشاركة بكثافة وتنظيم النقليات وتوزيع الدعوات والتذكارات. ومساء الجمعة، يترأس البابا صلاة مسكونية دعيت إليها مجموعة من المهاجرين.

قضية المهاجرين

وحسبما قالت السلطات القبرصية، فقد يكرر البابا اللفتة الرمزية التي قام بها في جزيرة ليسبوس اليونانية في  2016، عندما اصطحب معه إلى الفاتيكان ثلاث عائلات سورية مسلمة مهاجرة بشكل غير قانوني إلى اليونان، مشيرة إلى أن مفاوضات جارية ليصطحب معه عندما يغادر الجزيرة، عددا من المهاجرين.

وفي رسالة مسجلة بالفيديو نشرها الفاتيكان قبل أيام تمهيدا لزيارة البابا إلى قبرص واليونان، جدد البابا فرنسيس وصف البحر المتوسط الذي يقع عليه البلدان، بأنه تحول إلى “مقبرة عظيمة”، في إشارة إلى آلاف المهاجرين الذين غرقوا خلال محاولاتهم الهروب من نزاعات وحروب في بلدانهم في الشرق الأوسط إلى ملاذ آمن في أوروبا.

ووصل إلى الشواطئ القبرصية خلال السنوات الأخيرة عدد متزايد من المهاجرين. وتقول السلطات إن قبرص التي تعد مليون نسمة لديها اليوم العدد الأكبر من طلبات اللجوء التي يقدمها مهاجرون نسبة إلى عدد سكانها، بالمقارنة مع دول الاتحاد الأوروبي الأخرى.

“رسالة للحوار”

ويحمل البابا في زيارته شعار “العزاء في الإيمان” المستقى من معنى اسم القديس بارنابا القبرصي الجنسية والذي يعني “المعزي”. وفي السياق، قال النائب البطريركي للكنيسة اللاتينية جيرزي كراج إن قدوم البابا إلى قبرص واليونان، البلدين الأرثوذكسيين، يحمل “رسالة أكيدة للحوار، الحوار المفتوح، وعدم وضع قيود في الكلام مع الآخر”.

وتوجه البابا في رسالته المسجلة إلى رأسي الكنيستين الأرثوذكسيتين في قبرص واليونان بالقول “كأخ في الإيمان، سيكون استقبالكما لي نعمة، وكذلك اللقاء معكما باسم سيد السلام”. ومنذ أصبح رأس الكنيسة الكاثوليكية، يولي البابا فرنسيس الحوار بين الأديان، وبين المذاهب المسيحية المختلفة، أولوية قصوى.

وسيلتقي صباح الجمعة أساقفة الكنيسة الأرثوذكسية في قبرص في مقر رئيس الأساقفة في نيقوسيا القديمة. وقال المنسق الليتورجي للزيارة عن الكنيسة المارونية الخوري إبراهيم خيتة إن “البابا قال إنه لا يأتي إلى قبرص من أجل الكاثوليك، إنما من أجل الكاثوليك والأرثوذكس والمهاجرين وكل الطوائف وكل الجنسيات”.

ووصفت السلطات القبرصية الزيارة بـ”التاريخية”، حيث سيلتقي البابا الخميس الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس في القصر الرئاسي في نيقوسيا. وذكر بيان رسمي أن الرئيس القبرصي سيعرض للبابا أيضا رؤية بلاده ل”حل عادل وقابل للاستمرار” للجزيرة المقسمة منذ 1974.

حضور لبناني لافت

وبعد وصوله إلى مطار لارنكا في الساعة الثالثة بعد الظهر (13,00 ت غ)، سيتوجه البابا مباشرة إلى كاتدرائية سيدة النعم المارونية في نيقوسيا حيث يلتقي البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي قدم من لبنان المجاور الغارق في أزمة اقتصادية وسياسية عميقة، للمشاركة في الحدث، إلى جانب رجال دين وأعيان موارنة.

وذكر مسؤولون في الكنيسة المارونية أن وفودا لبنانية كثيرة جاءت إلى قبرص للمشاركة في الحدث. وتوقعوا أن يأتي البابا خلال الزيارة التي سيلقي خلالها كلمات عدة، على ذكر لبنان وأزمته، وهو الذي وجه نداء إلى اللبنانيين الصيف الماضي، راجيا إياهم ألا يفقدوا الأمل، وداعيا إلى “حلول ملحة وثابتة للأزمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية”. كما وعد البابا بزيارة لبنان.

ويشكل القبارصة الموارنة الذين قدم أجدادهم من لبنان وسوريا منذ القرن الثامن، أقل من 1 بالمئة من سكان قبرص، وقد نزح معظمهم من قراهم في شمال الجزيرة بعد الاجتياح التركي.

فرانس24/ أ ف ب


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى