تواصل المظاهرات المناوئة “للانقلاب” والاتحاد الإفريقي يعلّق مشاركة البلاد في جميع الأنشطة
نشرت في: 27/10/2021 – 13:52
تستمر مظاهرات السودانيين ضد استيلاء الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان على السلطة واستبعاد الشركاء المدنيين من العملية الانتقالية. فيما قال الاتحاد الأفريقي في بيان بتاريخ الثلاثاء إنه علق مشاركة السودان في جميع الأنشطة حتى عودة السلطة التي يقودها المدنيون.
لليوم الثالث، يواصل السودانيون احتجاجاتهم ضد قرارات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان التي أطاحت بالشركاء المدنيين في العملية الانتقالية، من الحكم، فيما أعلنت السلطات إعادة فتح مطار الخرطوم بعد ظهر الأربعاء. من جانبه، قال الاتحاد الأفريقي في بيان بتاريخ الثلاثاء إنه علق مشاركة السودان في جميع الأنشطة حتى عودة السلطة التي يقودها المدنيون.
وفي سياق متصل، أعلن الاتحاد الأفريقي في بيان بتاريخ الثلاثاء أنه علّق مشاركة السودان في جميع الأنشطة حتى عودة السلطة التي يقودها المدنيون.
وبعد أن تعالت أصوات في العالم خلال الساعات الأخيرة للمطالبة بالإفراج الفوري عن رئيس الوزراء المقال عبد الله حمدوك، أعلن مكتبه الثلاثاء أنه عاد الى منزله بعد أن كان معتقلا في مكان مجهول مع زوجته، وأنه “تحت حراسة مشددة”.
لكنه أشار الى أن “عددا من الوزراء والقادة السياسيين لا يزالون قيد الاعتقال في أماكن مجهولة”.دوليا، عقد مجلس الأمن جلسة طارئة مغلقة الثلاثاء بناء على طلب المملكة المتحدة وإيرلندا والنروج والولايات المتحدة وإستونيا وفرنسا، وأفاد دبلوماسيون أن المحادثات للتوصل إلى إعلان مشترك لا تزال جارية. ورجح دبلوماسي طلب عدم كشف هويته تبني نص إعلان يشجب الانقلاب.
وكان البرهان أعلن الإثنين حل مجلس السيادة والحكومة وفرض حالة الطوارئ. كما تضمنت قراراته حل جميع الكيانات النقابية والاتحادات المهنية. وأثار ذلك موجة احتجاج في البلاد. ولا يزال المتظاهرون لليوم الثالث على التوالي في الشارع، وقد أغلقوا العديد من الطرق بالحجارة وجذوع الأشجار كبيرة.
وحاولت الشرطة السودانية الأربعاء إزالة العوائق التي أقامها المتظاهرون من شارع الستين، أحد أبرز الشوارع في شرق العاصمة، ونفذت حملة توقيفات شملت عددا من الشباب الذين كانوا في المكان، وفق ما افاد مصور لوكالة الأنباء الفرنسية.
ومساء الثلاثاء، أطلقت الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين في منطقة بحري شرق الخرطوم في محاولة لتفريقهم وإزالة العوائق من الشوارع.
إغلاق عام في العاصمة السودانية وسط هدوء حذر
وكانت لجنة أطباء السودان المركزية التي قادت الاحتجاجات ضد الرئيس المخلوع عمر البشير، أعلنت عبر فيس بوك مقتل أربعة “ثائرين بإطلاق نار من قوات المجلس العسكري الانقلابي”، خلال احتجاجات.
على صعيد آخر، أعلن مدير الطيران المدني ابراهيم عدلان استئناف العمل بمطار الخرطوم الأربعاء عند الساعة 16,00 (14,00 ت غ). وكانت السلطات قررت الثلاثاء تعليق جميع الرحلات من وإلى البلاد حتى نهاية الشهر الجاري بسبب الاضطرابات.
وأقر البرهان في كلمة متلفزة الثلاثاء بقيام سلطات الأمن بتوقيف بعض السياسيين والوزراء. وقال “صحيح اعتقلنا البعض وليس كل السياسيين أو كل الوزراء، ولكن كل من نشك في أن وجوده له تأثير على الأمن الوطني”.
وأكد البرهان أن العسكريين “ملتزمون بإنجاز الانتقال بمشاركة مدنية”، مشيرا إلى أن مجلس السيادة “سيكون كما هو في الوثيقة الدستورية ولكن بتمثيل حقيقي من أقاليم السودان”.
انشقاق ومقاومة شرسة
ونشرت الصفحة الرسمية لوزارة الثقافة والإعلام السودانية التي أوقف وزيرها، لكن يبدو أن فريقها مناوئ للانقلاب، على حسابها على “فيسبوك”، بيانا الثلاثاء يفيد بانشقاق سفراء السودان في فرنسا وبلجيكا وسويسرا وإعلان رفضهم الانقلاب.
وكان الجيش تسلم السلطة بعد أن أطاح في نيسان/أبريل 2019 بنظام البشير الذي حكم السودان أكثر من 30 عاما بقبضة من حديد، بعد انتفاضة شعبية عارمة استمرت شهورا. لكن الاحتجاجات الشعبية تواصلت مطالبة بسلطة مدنية وتخللتها اضطرابات وفض اعتصام بالقوة سقط خلاله قتلى وجرحى.
في آب/أغسطس 2019، وقع العسكريون والمدنيون في ائتلاف قوى الحرية والتغيير الذي قاد الاحتجاجات، اتفاقا لتقاسم السلطة نص على فترة انتقالية من ثلاث سنوات تم تمديدها لاحقا. وبموجب الاتفاق، تم تشكيل سلطة تنفيذية من الطرفين (مجلس سيادة يرأسه عسكري، وحكومة يرأسها مدني)، على أن يتم تسليم الحكم لسلطة مدنية إثر انتخابات حرة في نهاية المرحلة الانتقالية.
وحصلت محاولة انقلاب في أيلول/سبتمبر تم إحباطها، لكن المسؤولين قالوا على أثرها إن هناك أزمة كبيرة على مستوى السلطة.
وبرزت إثر ذلك إلى العلن الانقسامات داخل السلطة، لا سيما بين العسكريين والمدنيين.
وأعيد حمدوك الى مقر إقامته بعد ساعات من إعلان البرهان أن حمدوك موجود معه في منزله.
وقال البرهان “رئيس الوزراء موجود معي في المنزل وليس في مكان آخر … خشينا أن يحدث له أي ضرر”. وتعهد القائد العسكري بأن حمدوك سيعود إلى منزله “متى استقرت الأمور وزالت المخاوف”.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook